رند الحمد الله.. محافظ طولكرم ليوم واحد
هدى حبايب
عاشت محافظة طولكرم اليوم الإثنين، تحت قيادة محافظ جديد ليوم واحد، تمثل بـرند رائد الحمد الله، الطالبة الشابة ابنة السبعة عشر عاما، التي تدرس في الصف الأول ثانوي الفرع الصناعي.
ومشت رند بخطوات واثقة، وهمة عالية نحو مكتبها في مقر المحافظة، تحمل في جعبتها الكثير من الأفكار الشبابية، وكلها أمل في أن تحقق الجزء الأكبر منها.
وتربعت على كرسي المحافظ، وطالعت بعض الأوراق المصفوفة على طاولتها، إلى جانب نائبها الشاب الطالب الجامعي يوسف الحافي، يرافقهما محافظ طولكرم عبد الله كميل، الذي أبدى سعادته بهذه الخطوة الشبابية الأولى على مستوى الوطن.
وأبلت الحمد الله وزميلها الحافي بلاء حسنا في عملها كمحافظ ونائبه، فكان استقبال وزير النقل والمواصلات نبيل الضميدي أولى مهماتهما، فطرحت وبشغف كبير وكلها رغبة في العمل، مجموعة من الأفكار تتعلق بقضايا السير على مستوى المدينة، خاصة إعادة تنظيم شارع جامعة خضوري الذي يشكل خطرا على الطلبة خاصة أنه يضم عددا من مدارس الذكور.
وبارك الضميدي للحمد الله منصب المحافظ، وأعرب عن تأييده للقيادات الشابة ووصفها بقادة الغد، فالمستقبل لهم، مؤكدا دعمه لهم وتشجيعه المستمر للأفكار الريادية التي يطرحونها.
وفكرة تنصيب محافظ شاب ليوم واحد جاءت من قبل منتدى شارك الشبابي، الذي يعنى بالقضايا الشبابية ويسعى للمساهمة في عملية تنمية الشباب من خلال تصميم ودعم وتنفيذ مبادرات وبرامج ومشاريع شبابية في فلسطين، لإسماع صوت الشباب، ودعم قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
وأعلن كميل في مؤتمر صحفي تنصيب الحمد الله محافظا لطولكرم، وصفق الجميع فرحا، عندما رحب كميل بالمحافظ الجديد قائلا (عطوفة المحافظ رند الحمد الله والنائب الأستاذ يوسف الحافي).
وقالت رند إنها لم تكن تعرف بالكثير عن مهام المحافظ إلى أن قرأت وطالعت عن الموضوع بعد أن تم طرح الفكرة من قبل منتدى شارك.
وأعلنت أنها قامت بطرح فكرة فرض غرامات مالية قدرها عشرة دنانير على كل ما يقوم بإلقاء النفايات في الشوارع، حيث ستجري دراستها من قبل المعنيين، وأخذها بعين الاعتبار، إضافة إلى ضرورة تشكيل مجلس شبابي في المحافظة لدمج العمل التطوعي واستغلال القدرات الشبابية والإبداعية.
وأضافت أن تقلدها لهذا المنصب هو تجربة شخصية أكثر منها عامة، رغم أنه ليوم واحد، وفيها رسالة لجيل الشباب بأن يخرجوا من نطاق المدرسة إلى العالم الخارجي، عالم اجتماعي تطوعي ونشاطي.
وقالت إن دورنا الآن أن ننقل فكرة أن الشباب بحاجة لمجالات يبدعون فيها ويخرجون عن المألوف وينقلون إبداعاتهم، ورسالتي للمسؤول الاهتمام بالشباب أكثر وإعطائهم حقهم، لأنهم الفئة الأهم في المجتمع التي ستعطي في المستقبل.
أما الطالب الجامعي يوسف الحافي الذي تبوأ منصب نائب المحافظ، يدرس أنظمة معلومات محاسبية في جامعة خضوري يحمل طموحا بأن يصبح رجل أعمال، فيرى أن مشاركته في هذا المنصب سيضيف له أشياء كثيرة ايجابية، وهي تعزيز الدور الريادي للشباب في الدولة.
ويعتبر أن الشخص في هذا الموقع عليه أن يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه أبناء شعبه، ومحافظته طولكرم، خاصة أن الدولة الفلسطينية هي دولة مؤسسات وما زالت دولة تبني مؤسساتها، لذلك فإن الشباب الفلسطيني المثقف الواعي يجب أن يكون عماد كل مجتمع.
ويرى الحافي أن هناك تهميشا لدور الشباب في المجتمع الذي هو مجتمع فتي، معربا عن تقديره لمنتدى شارك الشباب في توقيع عدد من الشراكات مع الحكومة والقطاع العام، لإشراك الشباب وتعزيز مفهوم الشباب في المجتمع.
وأكد بدر زماعرة المدير التنفيذي لمنتدى شارك في الوطن أن هذه الخطوة هي استمرار لكل المبادرات التي تم العمل عليها بالسابق في المنتدى وغيرها من المؤسسات، في تولي الشباب للهيئات المحلية وأدوار قيادية، في مجال البلديات والمجلس التشريعي.
وأضاف أن طولكرم المحافظة الأولى التي بدأنا فيها، وبالتعاون مع محافظها كميل، تولي الحمد الله والحافي هذا الدور الذي يعتبر تقديما لنموذج مهم بين الشباب بأنهم يستطيعون، ولديهم الكثير ليقدمونه لمجتمعهم ووطنهم، مشيرا إلى أن هذه التجربة سيتم نقلها قريبا إلى باقي محافظات الوطن.
وقال إن هذه التجربة ستمكن رند ويوسف من إعطاء مثال حي لقيام الشباب وممارستهم لدور فعلي في مجال العمل الاجتماعي والقيادة.
ووصف كميل الحمد الله بأنها تتمتع بحس بروتوكولي وقوة الشخصية والثقافة وسعة الاطلاع وكذلك زميلها الحافي.
واعتبر هذه الخطوة ريادية تعبر عن عظمة وجمالية في التفكير الابداعي الشبابي الذي تحركه وتفعله فئة آمنت بضرورة إعطاء هذا الجيل حقه في المشاركة بالتعلم والتفاعل.
وقال رحبنا بالفكرة ودعمناها ووافقنا عليها دون تردد على أن تتولى فتاة بعمر الزهور هذا الموقع لمدة يوم من أجل أن تتعلم وتدخل معترك العمل الحقيقي من خلال الاطلاع على تفاصيل العمل.
وأشار إلى أن هذا الجيل هو الجيل الذي يعول عليه كثيرا لحمل الهم الفلسطيني واحتياجاته وأهمها العمل من أجل الحرية والاستقلال وأن تعم الديمقراطية بمعناها الحقيقي حتى تسود المحبة والاحترام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد.
وعمل الحمد الله لم يقتصر على جلوسها وراء الطاولة، بل خرجت بجولة تفقدية برفقة المحافظ كميل إلى مخيم طولكرم، واستمعت إلى احتياجات السكان، ومشاكلهم، وقد رحبوا بها وبأفكارها التي تحملها من أجل شباب الوطن.
وحول تقييمها للدور الذي قامت به اليوم، قالت الحمد الله إن يوما واحدا ليس كافيا لإعلان النجاح أو الفشل في المهمة، خاصة لمنصب مهم للغاية هو منصب المحافظ، الذي يقع على كاهله تلمس هموم المواطنين واحتياجاتهم الكثيرة والعمل على تلبيتها، هي فكرة أحببنا تنفيذها من أجل رفع اسم الشباب الفلسطيني عاليا ولنؤكد أن لهم دورا فاعلا في المجتمع، وعلى المعنيين مساندتهم ودعمهم.
وتغادر الحمد الله مقر المحافظة وكلها أمل بأن تكون قد حققت جزءا يسيرا من افكارها كشابة في مقتبل العمر تحمل طموحات من هم في جيلها، ولكن طموحها الشخصي أن تصبح مهندسة معمارية،، تبني الوطن ومؤسساته.