نبيل شعث ل(أ ش أ): لقائي مع وزير الخارجية المصري كان "استراتيجيا"
وصف نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض العلاقات الدولية، لقائه الأخير مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمى، ب"الاستراتيجي" والذى جرى خلاله بحث ملف المفاوضات والمصالحة الفلسطينية وسبل تنسيق العمل المشترك المصري الفلسطينى.
وقال شعث، فى حوار أجراه مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله، إنه بحث مع وزير الخارجية خلال اجتماع مطول امتد لأكثر من ساعتين يوم الأربعاء الماضى بالقاهرة، إمكانية وجود حراك مصرى فلسطينى مشترك لخدمة القضية الفلسطينية وكذلك دعم الموقف المصرى على الساحة الدولية، مؤكدا دور مصر الأساسى والاستراتيجى الذى تلعبه من أجل القضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع السياسية الفلسطينية وتحديدا ملف المفاوضات، أكد شعث أنه أطلع فهمى على ماجرى خلال المفاوضات، معتبرا إياها ب"الفاشلة".
وقال: "من البداية الحكومة التى هى شريكتنا فى المفاوضات، حكومة مستوطنين وهى التى تحكم إسرائيل الآن، حكومة لاتؤمن إطلاقا بقيام دولة فلسطينية ولا بسلام حقيقى، تؤمن فقط بضرورة ابتلاع الأرض فى الضفة الغربية وبالأخص فى القدس وهى بذلك تقوم بمجموعة من الإجراءات التى تنافى أية رغبة حقيقية للسلام".
وأشار شعث إلى الجهد الذى بذله وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، مؤكدا فى الوقت نفسه أن هذا الجهد لم يأت معه دعم أمريكى يضغط على إسرائيل، فقد بات الأمريكيون أقل استعدادا لممارسة أى ضغط يغير الأمور فى الشرق الأوسط.
وعلل شعث فشل المفاوضات بتوسيع رقعة الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، مشيرا إلى بناء أكثر من 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة مؤخرا لتسكين 50 ألف مستوطن جديد بمتوسط خمسة أفراد فى العائلة، أى ما يعادل 135% زيادة على الاستيطان فى السنوات السابقة.
وذكر شعث مدى توسع الاستيطان الإسرائيلى، حيث كان هناك 600 مستوطن فقط بعد مرور 12 عاما على احتلال الأرض الفلسطينية عام 1967، ثم بعد التوقيع على اتفاقية اوسلو عام 1993 أصبح هناك 150 ألف مستوطن والآن هناك 650 ألف مستوطن فى الأراضى الفلسطينية.
وأشار شعث إلى "اغتيال المسجد الأقصى" المستمر، ما عجل بفشل مفاوضات السلام، موضحا أن الهجوم الإسرائيلى على المسجد الأقصى ازداد وذلك بهدف تحويله إلى شىء مشابه للحرم الإبراهيمى فى الخليل أى توزيع الحرم جغرافيا وزمنيا بين اليهود والمسلمين، وهو أمر كارثى مثلما أضاف شعث.
وتابع: "كان أقصى مايمكن عمله أن نستأنف المفاوضات حتى لانلام ظلما بأننا من رفضنا التفاوض، ونتمسك بحقوقنا وثوابتنا ولكن بشروط ألا تتغير المرجعية الدولية وألا يكون هناك أية مخالفات على الأرض من توسع استيطانى أو اعتداء على القدس أثناء التفاوض والا ستكون المفاوضات عبارة عن ستار يخفى وراءه عملية التعميق الاستيطانى..ولكن تلك الشروط لم تكن متوفرة".
وأوضح أن الولايات المتحدة الآن تريد أن تهدىء الوضع حتى لايكون هناك مواجهات، "ونحن لا يرد فى خططنا أية مواجهات مسلحة لأنها لاتفيد ولكن خططنا هى النضال السلمى والحراك الدولى والمقاطعة والحصول على اعترافات دولية لدولة فلسطين".
كما أكد نبيل شعث أنه أطلع وزير الخارجية المصرى على الخطوات المستقبلية الفلسطينية والعودة إلى منظمات الأمم المتحدة، وقال "سنتوجه لمنظمات دولية جديدة للانضمام إليها وسنذهب إلى مجلس الأمن مرة أخرى ونشكو اسرائيل لما تقوم به فى المسجد الأقصى والاستيطان، وسنذهب إلى كل الدول التى لم تعترف بعد بفلسطين ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية ونحن نريد دعم مصر فى هذا التحرك".
فى المقابل، أبدى نبيل شعث التزامه تجاه دعم الدور المصرى على الساحة الدولية، قائلا "التزمت للسيد نبيل فهمى بأن أذكر اسم مصر فى كل رحلة دولية أقوم بها حتى تلعب مصر من جديد دورها المحورى فى المنطقة".
وأشار إلى العلاقات المصرية الروسية باعتبار أن مصر بحاجة إلى دعم متعدد الأطراف وروسيا أبدت استعدادها خاصة بعد زيارة الوفد المصرى برئاسة عبد الفتاح السيسى إلى موسكو.
وأضاف "كنت فى زيارة برفقة الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" إلى روسيا قبل زيارة الوفد المصرى واعتقد أننا دفعنا فى اتجاه دعم روسى حقيقي لمصر".
كما أكد شعث على حرصه دعم دور مصر على الساحة الأفريقية، قائلا "جزء مهم من رحلتى القادمة إلى جنوب افريقيا يوم 23 الشهر الجارى، سيكون لإعادة تفعيل العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا ولعودة مصر إلى منظمة الوحدة الأفريقية".
من جهة أخرى، ذكر نبيل شعث أن لقاءه المطول مع نبيل فهمى تطرق أيضا لملف لا يقل أهمية عما سبق وهو ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وقال "تحدثنا عن المصالحة الوطنية وأوضحت للسيد نبيل فهمى مدى تأثير فشل المفاوضات والوضع الصعب الذى تجد "غزة" نفسها فيه نتيجة السياسات التى اتبعتها حركة "حماس" وبالتالى أصبح لاسبيل فى حل هذا الوضع سوى تطبيق الاتفاق الذى قامت مصر برعايته وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة الرئيس أبو مازن".
وأكد شعث "نحن مصرون جميعا كفلسطينيين أن تستمر مصر فى رعاية هذا الاتفاق ومتابعته ودعم تحويل ذلك إلى وحدة فلسطينية حقيقية"، معربا عن تفاؤله تجاه الخطوات التى تتخذ بجدية من الطرفين لإنجاز الوحدة الوطنية.
وسلط الضوء على خطوات كسب الثقة بين الطرفين مثل إدخال الصحف الفلسطينية إلى غزة وإفراج متبادل للمسجونين ووقف تام للحملات الإعلامية المتبادلة.
وقال إن الوحدة الوطنية ستلعب دورا هاما فى بناء الوضع الأمنى والاقتصادى فى قطاع غزة الذى يؤهل للوضع السياسي، مشددا على ضرورة وجود مصر فى موضوع المصالحة الوطنية والذى سيفتح الباب أمام فتح الحدود مع غزة ولكن بعد التأكد من أن هذه الحدود هى السلام الحقيقى بين مصر وفلسطين .