اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة: عودة اللاجئين حق مقدس لا يمكن التنازل عنه
أصدرت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة بيانا اليوم الأربعاء، لمناسبة الذكرى (66) للنكبة التي تحل غدا، أكدت فيه أن عودة اللاجئين الى ديارهم حق مقدس لا يمكن التنازل عنه.
وقالت، في هذا اليوم التاريخي الحزين تحي جماهير شعبنا في كل مكان الذكرى السادسة والستين لهذه النكبة مستذكرة ما نتج عنها من واقع عنوانه الشتات والتشرد والمعاناة المتواصلة التي يرزح شعبنا تحت وطأتها منذ عقود ، إن هذا الواقع المؤلم ترك بصمات حزينة ومؤلمة على جبهات الزمن لكنه لم يغير من إرادة شعبنا الفلسطيني ولم يضعف من عزيمته في مواصلة صموده وتمسكه بحقه المشروع في العودة محافظا على هويته الوطنية مجسدة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد ومنزرعا في أرضه يزداد عزما واصرارا على نيل حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة.
وأشارت إلى أنه بالرغم من مرور ستة عقود واعوام ستة على النكبة التي أرادها ونفذها الأعداء وحلفاؤهم للقضاء على شعبنا وقتل أحلامه وتدمير مستقبله، إلا أن شعبنا بكل فئاته نهض من بين الرماد وواجه بإرادة فلسطينية صلبةالمؤامرة واهدافها وأسقط المقولة الصهيونية بأن ” الكبار يموتون والصغار ينسون” وأكد على حقيقة ساطعة ” أن ما ضاع حق وراءه مطالب”، وشعبنا يؤكد كل يوم تمسكه بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948.
يحيي شعبنا هذه الذكرى الأليمة.. مستذكرا ما خلفته من آثار تدميريه أدت إلى تمزيقه وتشريده.. وما زال يواجه نفس الاستهداف الصهيوني .. عبر استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعده في الضفة الغربية في ظل تسارع عمليات الاستيطان ، ومحاولات تهويد القدس وسحب هويات المقدسيين وإطلاق العنان للمستوطنين المتطرفين والاعتداء على المواطنين،علاوة على استمرارها في التنكر لحق العودة ولمجمل حقوق شعبنا المشروعة والحرية والاستقلال، بالإضافة لاستمرار فرض الحصار الظالم على قطاع غزة ، والى جانب ذلك تمارس سياسية التمييز العنصري وفرض القوانين العنصرية على أهلنا داخل الأراضي المحتلة عام 48 وانتهاج سياسة الترحيل القسري وتضييق الخناق عليهم في محاولة بائسة لإجبارهم على ترك ديارهم ، في مشهد يعيد للأذهان فصول النكبة التي حلت بشعبنا.. كل ذلك بهدف تكريس وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض ومحاولة فرض ما يسمى بيهودية الدولة المرفوض كليا ،بما يهدد مليون ونصف المليون فلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 48 بالطرد والتهجير القسري.. إن هذه السياسة والممارسات العنصرية وتمسك حكومة نتنياهو بمطلب يهودية دولتهم ،تؤكد بكل وضوح بأننا مازلنا نقف أمام نفس التحديات التاريخية ، وفي مقدمتها التحدي التاريخي والوطني الأكبر” هو بقاؤنا على هذه الأرض والحفاظ على وجودنا فيها.
وبينت اللجنة أن الاستهداف الإسرائيلي يتواصل على شعبنا ومن المتوقع تصاعده في المرحلة القادمة مستغلاً حالة الانشغال العربي بالأوضاع الداخلية للدول العربية الشقيقة ، ومستنداً لدعم أمريكي غير مسبوق.
وفي هذه الايام الحاسمة التي يعيشها شعبنا حيث نشهد حالة انفراج مهمة في مسيرة استعادة الوحدة فان اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة تحيي الجهود التي اثمرت بتوقيع اتفاق وضع آليات إنهاء الانقسام وتدعو إلى سرعة تنفيذه بأسرع وقت ممكن باعتباره الطريق الذي لابد منه لمواجهة المخاطر والتحديات وضمان لتظافر كافة الجهود والطاقات والإمكانيات الوطنية لانتزاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا في العودة وإنهاء الاحتلال عن أراضي الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتحقيق الاستقلال التام.
وثمنت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة حركة التضامن الدولية المتزايدة مع شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة وتنظر بارتياح شديد لقرار الأمم المتحدة باعتبار عام 2014 عام التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني داعية القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير إلى المضي قدماً باتجاه الانضمام لكافة المنظمات والمواثيق والاتفاقيات الدولية تعزيزاً لمكانة دولة فلسطين وترسيخها في الأمم المتحدة ومنظماتها ، كما تدعو كافة المؤسسات والأطر والقوى الفلسطينية المشاركة في الانخراط بالأنشطة والفعاليات التضامنية التي تنظمها اللجنة الوطنية لإحياء السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من اجل تعزيز حركة التضامن الدولية الداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
ودعى البيان كل جماهير شعبنا الفلسطيني للمشاركة الفعالة في كافة فعاليات النكبة المقرة من اللجنة الوطنية العليا لنؤكد للمحتل الإسرائيلي بأننا هنا باقون لن ننسى أرض الآباء والأجداد وأننا عازمون للعودة إلى ديارنا ومدننا وقرانا .
ووجه التحية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات خصوصا في سوريا وخاصة مخيم اليرموك المحاصر والى اهلنا في مخيمات لبنان الذين يعيشون ظروفا صعبا ، وإلى أسرانا البواسل . وجدد العهد والقسم بالنضال والمضي قدما حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي دحرا كاملا وانتزاع حق العودة وإقامة الدولة وتحرير أسرانا الأبطال.