'خيل تايهة' تكسر نبوءة لها بالموت وتعشق فلسطيني
ضحى سعيد
في ذهاب تايهة الطفلة البدوية الصغيرة لتستعير المشط لأمها من بيت الجيران، تهب عاصفة الغبار في البادية السورية، تأخذنا في رحلة واقعية بعد التّيه، فمن البداوة إلى الريف إلى الشوايا، إلى الأكراد، إلى زواج يأتي بطفلة تسمى خيل.
هويدي وبعد مشاورات مع مختار قريته المحيسن يقرر تربية الفتاة التي وجدها في العاصفة الرملية ويتكفل بتربيتها كونه لم يكن ينجب أطفالا، يبحث عن أهلها لا يجدهم ويقرر إخبار الفتاة التائهة في سن العشرين أن أهلها توفوا في العاصفة، وبعد أن وجد تايهة هوزان، بالصدفة، وهو حبها من ذات القرية من أصول كردية.
تتزوج تايهة ... ويقتل زوجها بعد أن أصبحت حاملا..
تأملت ان تنجب ولدا ليأخذ بثأره.
يوم ولادتها لا تهدأ الخيول بالقرية شرقا وغربا كانت بنتا تقرر تايهة تسميتها 'خيل'
عرافة القرية تتنبأ للبنت بأنها لن تعيش بعد الثلاثين، قالت يومها، ' وجهك حجر وصوتك خضر ولن تكملين الثلاثين'.
وعلى لسان العرافة، ان وصية الزوج برمي الحبل السري على سطح المدرسة 'عمر المتعلم أطول من عمر الأميّ' .
تتابع خيل ووالدتها رحلتهما إلى دمشق، حاملة معها كنزاً من حكايات سوريا بداوة وريفاً ومدينة، ما يعكس عراقة هذا البلد، وتعدد إثنيّاته وحكاياته لتهب بعد 11 عاما عاصفة رملية تموت تايهة فيها.
مسرحية 'خيل تايهة' هي للكاتب والشاعر السوري عدنان العودة وهي مسرحية فلسفية ترجمها المخرج ايهاب زاهدة الى نص إنساني بامتياز، وهي تتحدث بشكل واضح ومباشر بحسب زاهدة عن قدرة المرأة على التحدي والإصرار لكسر أي نبوءة كانت وتبعث أمل الاستمرار بالحياة بصعوباتها .
القصة كلها تسمع في المسرحية على لسان خيل التي تتحدث قبل ساعتين من اقترابها من عمر الثلاثين في مقام الشيخ الفيلسوف ابن عربي في الشام، وهو المقام الذي تلتقي فيه استاذها محمد القدسي، الفلسطيني الذي أحبته من أيام الدراسة وكانت ترى فيه والدها أو فارس أحلامها أو ضالتها أو ربما حبها.
خيل كانت ككل شخص يبحث عن ضالته سواء أكان وطنا أم هوية أم حب، تسرد في المسرحية المشبعة بالأغنيات قصتها وتبوح بحبها لمعشوقها الفلسطيني الذي يصوره الكاتب في المسرحية بأبهى حلة في إشارة الى فلسطين.
طلع الفجر.. وخيل تكسر النبوءة..عمرها ثلاثين وتستمر بحياتها وتخبرنا قصتها سردا وغناء بصوتها الجميل.. لعله الامل.
تطلب خيل من حبها البقاء معها الا انه يرفض ويطلب منها البقاء تايهة!!
ويموت هو وتبقى على حبه.
يقول مخرج المسرحية زاهدة انه بحث متواصل عن عمل مسرحي يتم إنتاجه في فلسطين، وبعد قراءة 37 عملا مسرحيا كانت ' مسرحية 'خيل تايهة ' الأشجع في لمسي شخصيا، فهي من النوع القصصي المليء بالغناء والموسيقى والشعر، قررت التواصل مع الكاتب والاتفاق على إنتاجها ليبدأ العمل الذي استمر أكثر من عام ونصف مع مسرح'نعم'.
ويشارك في المسرحية التي تم افتتاحها بالخليل في 3 عروض مسرحية للجمهور العام، و15 عرضا مسرحيا للمدارس الثانوية، ريم تلحمي، ورائد الشيوخي، وياسمين همار، ومحمد الطيطي، وحنين طربية.
يشار إلى أن 'خيل تايهة' ستعرض غدا على خشبة ومسرح سينماتك القصبة كما ستعرض بالقدس في مسرح الحكواتي بتاريخ 18-5 وهي المرة الأولى التي يعرض بها مسرح'نعم' مسرحياته بالقدس