مقاطع الصحو والنوم- عبداللطيف عقل
ينام المخيم،
والأرز متكأ ويسوع بن مريم في الجوع
قبل اهتزاز جذوع النخيل،
سلام على الأرض من شهوة الدم،
إن السماء السخية تمطر نارا، على
أمة أخرجت،
ليس يحفظ ابناءها الجائعين تقاها،
وظلت - على طهرها - مذنبه
****
ينام المخيم،
والأمهات الحريصات يخفين أبناءهن المواليد
من غضب البر والبحر،
لا يخرجون، ولكنهم، يخرجون،
الشوارع مسكونة بالرصاص وإن الزوايا
العتيمات بالقنص، من لا يموت يموت
فلا يذهبون إلى الدرس لكنهم يذهبون
المساطر ملغومة والدفاتر ملغومة
والمعلم خبأ قنبلة الوقت
في المكتبة
****
ينام المخيم،
لا وقت للنوم، لا نوم للوقت،
تختلط الأم بالطفل واللحم بالفحم
والزيت بالموت، والصحو بالقبو
والليل بالويل فليتعب الخوف من شدة الخوف
وليتعب السيف من صدأ السيف وليتعب الوقت،
إن الحضارة تتعب من روحها المتعبه
****
ينام المخيم،
كان المخيم أم القرى، عرسها الشهم،
عصفورة النخل، نسغ العناد،
وجاء الجراد المسلح، وابتدأ الزمن
الصعب
هل كان هذا الجراد خبيئا بطين الجدار،
وكانت خيام اللجوء تعشش في عرصات الكتابة -
منذ الكتابة - في الأتربه؟!
****
ينام المخيم،
ليس ينام المخيم، إن أيقظ الجوع
وعي الصفيح، سيصطبغ الشرق بالعار والدم،
إن البطولات تبدأ في الرحم،
والأرض حين تلاقح فعل السماء،
ستورق أغصانها الطيبه
****
يقوم المخيم،
إن القيامة عشق
وإن الحمامات من سور عكا
إلى سور صيدا قسا ريشها كالمسامير،
صارت تطال مناقيرها الطائرات،
فيا أيها الموت إشهد بأن الحمامات
وقسم صحون الأخوة واشهد بأنا
السكاكين في المأدبه
****
يقوم المخيم،
يا أيهذا الحمام الحزين عشقت هديل
الحجارة،
قد اغلق الأخوة المتعبون
النوافذ في جسد الملكوت،
وحاصرك الأهل في البر والبحر،
فاهرب بجلدك ما تحت جلدك،
ما ظل بينك شيء وبينك، أنت الإشارات
والأجوبه.