'حمراء' اللجوء
لورين زيداني
قبل ستة وستين عاما، انطلقت من اللد 'الحمراء' حين كانت في عمر السابعة، حاملة بعضا من أهل المدينة وقراها، وما تبقى مما امتلكوا إلى مخيمات اللجوء، بعيدا عن ارضهم التي اقتلعوا منها عام النكبة 1948.
مع مالكها الأول عاطف بدران، جابت شاحنة الـ'دودج' شوارع نابلس ورام الله والقدس، تحمل رسائل الغائبين ومؤونة الأهل وذكريات الماضي.
أول صفحات حكاية الشاحنة الحمراء كتبت زمن الانتداب البريطاني، لتتحول ملكيتها فيما بعد للجيش الأردني، ولتستقر عقب ذلك مع مالكها الأول بدران لأكثر من خمسين عاما شاهداً على تاريخ جيل بأكمله.
بكل ما في الجعبة من ألم وأمل، وذكريات من عاصروها وركبوا صندوقها الخلفي؛ تطل الدودج مع رفيقها عبد السلام حرحرة كأقدم مركبة فلسطينية في مسيرة النكبة للعام السادس والستين.
بعيدا عن الوطن الأصل، كانت المحطة شوارع المخيم وأزقته، في انتظار يوم تحمل 'الحمراء' فيه العائدين إلى أرضهم.