(العاشقين): عقود من الغناء لفلسطين
يجول أعضاء فرقة (اغاني العاشقين)، في ارجاء المدن الفلسطينية، في مهمة يرونها وطنية بامتياز، تزامنا مع ما يعتقدون انها معركة الشعب الفلسطيني من اجل قبول دولته عضوا في الامم المتحدة.
وفي زيارتها الثانية للأراضي الفلسطينية، جاءت (العاشقين) ومعها "هدية" للشعب الفلسطيني، هي عبارة عن اغنية تُحي الجهود من اجل قبول عضوية الدولة الفلسطينية في المنظمة الدولية.
وسبقت الاغنية وصول، الفرقة، ويبدو ان الجمهور الفلسطيني احبها، كما يظهر من التجاوب الذي يبديه هذا الجمهور مع حفلات الفرقة في المدن الفلسطينية، كما حدث في الحفل الاخير الذي قدمته الفرقة في ساحة المهد بمدينة بيت لحم.
أعضاء فرقة "العاشقين" في انطلاقتها الجديدة، يصرون على ارتداء الملابس "العسكرية" خلال تقديمهم لعروضهم الفنية، كما كان يفعل أسلافهم قبل ثلاثة عقود، عندما شهدت الفرقة أوج شهرتها. التمسك بالزي "القديم" يتم رغم تبدل الظروف السياسية، وجريان مياه كثيرة في نهر العلاقات الفلسطينية-الاسرائيلية، والفلسطينية-الفلسطينية. وتأتي معركة الدولة، لتؤكد، صحة اختيار الفرقة لزيها، كما يعتقد اعضاؤها
بعد إعادة لم شملها في بداية العام 2010، اثر توقف طويل، تقدم الفرقة في جولاتها الفنية، أغانيها القديمة التي عُرفت بها وصنعت مجدها، اغاني "العاشقين" المعروفة التي ما زال جمهورها يطلبها ويردد كلماتها، ليست فقط هي ما تبقى من قديم الفرقة، ولكن ايضا نجم الفرقة المخضرم حسين المنذر (ابو علي)، و"شبلها" محمد ذياب الذي لم يعد شبلاً، ويبدو الأكثر تمسكا بهوية الفرقة. وما زالت صورة المغني على هيئة فدائي تتلبسه، وهو يقف على خشبة المسرح.
تتكون الفرقة الان، من اعضاء من دول عربية مختلفة، منها سوريا ولبنان والجزائر وفلسطين، ولا يحبذ هؤلاء الحديث عن أصولهم، لكن عن ما يسمونه عشقهم لفلسطين ولهويتها التي اختاروا الغناء لها.
يتوزع الاعضاء من حيث الإقامة على دول متعددة، مثل سوريا ولبنان والأردن وبريطانيا والإمارات، ويتواصلون عبر شبكات الاتصال الحديثة، لضمان استمرار الفرقة التي عادت بقوة الى الوجود، بفضل رجل أعمال فلسطيني شاب مقيم في الإمارات هو مالك ملحم مُمول الفرقة، الذي يرافقها في بعض جولاتها.
يعبر حسين المنذر الذي يتولى بالإضافة الى الغناء، مهمة المايسترو بالنسبة للفرقة، عن اعتزازه بـ "الغناء اربعين عاماً من أجل الوطن"، ولا يرغب بالإجابة عن سؤال كيف قادته خطواته، وهو اللبناني لينذر حياته الفنية لفلسطين، ويقول: "ما اعرفه هو انني، اغني لحبيبة أذوب عشقا بها اسمها فلسطين، احببتها وأنا ولد، غنيت وسأبقى أغني لها فقط، ولا تسالني عن جنسيتي، انا عربي، لبناني، فلسطيني، عراقي اردني، مغربي، جزائري.. كل المكونات العربية داخلي".
وردا على سؤال إن كان يشعر بأنه ظُلم فنياً، وهو صاحب الطاقة الصوتية العالية، لاقتصار فنه في نوع معين من الغناء، بينما تشهد الساحة الفنية ولادة لا تتوقف لآخرين وأخريات محدودي ومحدودات الإمكانيات وسرعان ما يصبحوا ويصبحن نجوماً ونجمات، يقول المنذر الذي لا يتخلى عن سمات وجهه الجدية وكأنه ذاهب الى معركة أو آتٍ منها: "سواء ظُلمت أم لم أُظلم، فهذا هو أسلوبي الغنائي الذي اخترته، وأنا راضٍ كل الرضا،. فلسطين تستحق أكثر من ذلك بكثير".
تلقى المنذر عروضاً عديدة للغناء في فرق أخرى، ويكشف بأنه تلقى عرضاً من الرحابنة في العام 1984، للغناء مع السيدة فيروز، الا أنه آثر البقاء مع "العاشقين"، ولا يشعر بأي ندم على هذا الخيار، لأنه يراه الموقع الطبيعي له.
يقول المنذر: ""عشت أربعين عاما في الغناء الملتزم من اجل فلسطين، وأدعو أن يمد الله في عمري لأواصل في هذا المشوار، عشقت فلسطين وأنا فتى صغير، وأحبيت الغناء لها، ولن أغني أي شيء آخر".
رغم اعتزازه بالأسلوب الذي ميز الفرقة، الا أن المنذر لا ينفي الحاجة للتطوير: "هذا هو أسلوبنا الذي عرفنا به الجمهور وهو قابل للتطوير. في الواقع إن أي فن قابل للتطوير، مهما كان لونه، لكن شريطة ان يتم ذلك من دون المساس بتراثنا وفلكلورنا، أنا مع بقاء الفلكلور كما هو".
يأمل المنذر الذي رافق "العاشقين" منذ البدايات، المحافظة على الوهج الأول، عندما غنت الفرقة لأحمد دحبور، محمود درويش، توفيق زياد، أبو الصادق ونوح ابراهيم، ويرفض بشدة أي فكرة تتعلق بتغيير زي اعضاء الفرقة، قائلا: "لن نخلع الكاكي، عرفنا الجمهور به، وسنبقى معتزين بذلك وأوفياء. التقلبات لا تغيرنا، كل شيء يخرج من القلب يدخل الى القلب مباشرة وبدون قيد".
وعن غياب الفرقة لعدد من السنوات يقول: "لكل جواد له كبوة، والعاشقين تنهض الآن من جديد، وجمهورها موجود وينتظرها، لقد قدمنا عروضاً في أبو ظبي وعمان ودبي واسطنبول وأنقرة. لقد استقبلنا وكأن غيابنا لم يحدث".
مالك ملحم، الرجل الذي انتشل الفرقة وأعانها بأسباب الحياة، وينفق عليها بسخاء، يبدو متواضعا ويتعامل مع اعضاء وعضوات الفرقة، كصديق وأخ وكواحد منهم، وينادونه باسمه الأول دون أية ألقاب.
عن دواعي تبنيه للفرقة يقول ملحم: "فرقة العاشقين هرم من اهرامات الثقافة الوطنية، إنها تمثل فلسطين كاملة، تمثل صوت الشرعية، صوت منظمة التحرير، وكان من المؤسف ان يتوقف هذا الصوت، حامل الذاكرة الوطنية،. "العاشقين" وصلت الى مستوى العالمية، وأسهمت بترسيخ ثقافتنا. ومن جانب اخر ثمة رسالة سياسية، مفادها بأننا كشعب نملك كل الخيارات، نسير في التفاوض كمسار سياسي وفي الوقت نفسه نوجه رسائل للعدو أن لدينا وسائل وأدوات أخرى، وكل ذلك بصوت العاشقين".
وحول اذا كان يعتبر احياء الفرقة مشروعاً استثمارياً، مثل باقي مشاريعه يرد ملحم: "بصراحة لا مجال للاستثمار في أي فرقة وطنية، ولكي نضمن ديمومة العاشقين حولناها لمؤسسة، وهي الآن مؤسسة ثقافية، وسيكون لها قريباً استثماراتها الخاصة بها".
وفي زيارتها الثانية للأراضي الفلسطينية، جاءت (العاشقين) ومعها "هدية" للشعب الفلسطيني، هي عبارة عن اغنية تُحي الجهود من اجل قبول عضوية الدولة الفلسطينية في المنظمة الدولية.
وسبقت الاغنية وصول، الفرقة، ويبدو ان الجمهور الفلسطيني احبها، كما يظهر من التجاوب الذي يبديه هذا الجمهور مع حفلات الفرقة في المدن الفلسطينية، كما حدث في الحفل الاخير الذي قدمته الفرقة في ساحة المهد بمدينة بيت لحم.
أعضاء فرقة "العاشقين" في انطلاقتها الجديدة، يصرون على ارتداء الملابس "العسكرية" خلال تقديمهم لعروضهم الفنية، كما كان يفعل أسلافهم قبل ثلاثة عقود، عندما شهدت الفرقة أوج شهرتها. التمسك بالزي "القديم" يتم رغم تبدل الظروف السياسية، وجريان مياه كثيرة في نهر العلاقات الفلسطينية-الاسرائيلية، والفلسطينية-الفلسطينية. وتأتي معركة الدولة، لتؤكد، صحة اختيار الفرقة لزيها، كما يعتقد اعضاؤها
بعد إعادة لم شملها في بداية العام 2010، اثر توقف طويل، تقدم الفرقة في جولاتها الفنية، أغانيها القديمة التي عُرفت بها وصنعت مجدها، اغاني "العاشقين" المعروفة التي ما زال جمهورها يطلبها ويردد كلماتها، ليست فقط هي ما تبقى من قديم الفرقة، ولكن ايضا نجم الفرقة المخضرم حسين المنذر (ابو علي)، و"شبلها" محمد ذياب الذي لم يعد شبلاً، ويبدو الأكثر تمسكا بهوية الفرقة. وما زالت صورة المغني على هيئة فدائي تتلبسه، وهو يقف على خشبة المسرح.
تتكون الفرقة الان، من اعضاء من دول عربية مختلفة، منها سوريا ولبنان والجزائر وفلسطين، ولا يحبذ هؤلاء الحديث عن أصولهم، لكن عن ما يسمونه عشقهم لفلسطين ولهويتها التي اختاروا الغناء لها.
يتوزع الاعضاء من حيث الإقامة على دول متعددة، مثل سوريا ولبنان والأردن وبريطانيا والإمارات، ويتواصلون عبر شبكات الاتصال الحديثة، لضمان استمرار الفرقة التي عادت بقوة الى الوجود، بفضل رجل أعمال فلسطيني شاب مقيم في الإمارات هو مالك ملحم مُمول الفرقة، الذي يرافقها في بعض جولاتها.
يعبر حسين المنذر الذي يتولى بالإضافة الى الغناء، مهمة المايسترو بالنسبة للفرقة، عن اعتزازه بـ "الغناء اربعين عاماً من أجل الوطن"، ولا يرغب بالإجابة عن سؤال كيف قادته خطواته، وهو اللبناني لينذر حياته الفنية لفلسطين، ويقول: "ما اعرفه هو انني، اغني لحبيبة أذوب عشقا بها اسمها فلسطين، احببتها وأنا ولد، غنيت وسأبقى أغني لها فقط، ولا تسالني عن جنسيتي، انا عربي، لبناني، فلسطيني، عراقي اردني، مغربي، جزائري.. كل المكونات العربية داخلي".
وردا على سؤال إن كان يشعر بأنه ظُلم فنياً، وهو صاحب الطاقة الصوتية العالية، لاقتصار فنه في نوع معين من الغناء، بينما تشهد الساحة الفنية ولادة لا تتوقف لآخرين وأخريات محدودي ومحدودات الإمكانيات وسرعان ما يصبحوا ويصبحن نجوماً ونجمات، يقول المنذر الذي لا يتخلى عن سمات وجهه الجدية وكأنه ذاهب الى معركة أو آتٍ منها: "سواء ظُلمت أم لم أُظلم، فهذا هو أسلوبي الغنائي الذي اخترته، وأنا راضٍ كل الرضا،. فلسطين تستحق أكثر من ذلك بكثير".
تلقى المنذر عروضاً عديدة للغناء في فرق أخرى، ويكشف بأنه تلقى عرضاً من الرحابنة في العام 1984، للغناء مع السيدة فيروز، الا أنه آثر البقاء مع "العاشقين"، ولا يشعر بأي ندم على هذا الخيار، لأنه يراه الموقع الطبيعي له.
يقول المنذر: ""عشت أربعين عاما في الغناء الملتزم من اجل فلسطين، وأدعو أن يمد الله في عمري لأواصل في هذا المشوار، عشقت فلسطين وأنا فتى صغير، وأحبيت الغناء لها، ولن أغني أي شيء آخر".
رغم اعتزازه بالأسلوب الذي ميز الفرقة، الا أن المنذر لا ينفي الحاجة للتطوير: "هذا هو أسلوبنا الذي عرفنا به الجمهور وهو قابل للتطوير. في الواقع إن أي فن قابل للتطوير، مهما كان لونه، لكن شريطة ان يتم ذلك من دون المساس بتراثنا وفلكلورنا، أنا مع بقاء الفلكلور كما هو".
يأمل المنذر الذي رافق "العاشقين" منذ البدايات، المحافظة على الوهج الأول، عندما غنت الفرقة لأحمد دحبور، محمود درويش، توفيق زياد، أبو الصادق ونوح ابراهيم، ويرفض بشدة أي فكرة تتعلق بتغيير زي اعضاء الفرقة، قائلا: "لن نخلع الكاكي، عرفنا الجمهور به، وسنبقى معتزين بذلك وأوفياء. التقلبات لا تغيرنا، كل شيء يخرج من القلب يدخل الى القلب مباشرة وبدون قيد".
وعن غياب الفرقة لعدد من السنوات يقول: "لكل جواد له كبوة، والعاشقين تنهض الآن من جديد، وجمهورها موجود وينتظرها، لقد قدمنا عروضاً في أبو ظبي وعمان ودبي واسطنبول وأنقرة. لقد استقبلنا وكأن غيابنا لم يحدث".
مالك ملحم، الرجل الذي انتشل الفرقة وأعانها بأسباب الحياة، وينفق عليها بسخاء، يبدو متواضعا ويتعامل مع اعضاء وعضوات الفرقة، كصديق وأخ وكواحد منهم، وينادونه باسمه الأول دون أية ألقاب.
عن دواعي تبنيه للفرقة يقول ملحم: "فرقة العاشقين هرم من اهرامات الثقافة الوطنية، إنها تمثل فلسطين كاملة، تمثل صوت الشرعية، صوت منظمة التحرير، وكان من المؤسف ان يتوقف هذا الصوت، حامل الذاكرة الوطنية،. "العاشقين" وصلت الى مستوى العالمية، وأسهمت بترسيخ ثقافتنا. ومن جانب اخر ثمة رسالة سياسية، مفادها بأننا كشعب نملك كل الخيارات، نسير في التفاوض كمسار سياسي وفي الوقت نفسه نوجه رسائل للعدو أن لدينا وسائل وأدوات أخرى، وكل ذلك بصوت العاشقين".
وحول اذا كان يعتبر احياء الفرقة مشروعاً استثمارياً، مثل باقي مشاريعه يرد ملحم: "بصراحة لا مجال للاستثمار في أي فرقة وطنية، ولكي نضمن ديمومة العاشقين حولناها لمؤسسة، وهي الآن مؤسسة ثقافية، وسيكون لها قريباً استثماراتها الخاصة بها".