"ام صابر" تعيش واطفالها الخمسة على الخبز الناشف المنقوع بالشاي !!
مهند العدم- بمنزل صغير يطاله ظل مئذنة مسجد وسط "أريحا" يحتشد بالمصلين 5 مرات في اليوم، تواصل أم أربعينية تحمل في أحشائها توأمين مع أطفالها – يواصلون معا مأثرة الصمود في مواجهة الجوع؛ بأمل أن ينتبه أحد...
المرأة المتروكة منذ 3 أشهر وأطفالها الخمسة من قبل أب أدمن المواد المخدرة ( بينهم فتاة صغيرة بعمر أقل من 15 عاما تحفظ القرآن الكريم ) يجهدون يوميا في محاولات للتعود على قلّة الاكل، غير أن الجوع الذي ينهش أمعاءهم يذكّرهم، دائما، بأن ثمة مطاعم في "المدينة السياحية" يمكنها – مثلا – أن تخصص لهم ما يتبقى من وجبات مرتاديها، أو أن مؤمنا واحدا ممن يؤمون المسجد، يمكنه أن يحب لهم ولو بقدر أقل بكثير مما يحب لنفسه .
"أم صابر"، وهي كنية افتراضية تصلح كإشارة إلى الأم التي تجهد ما استطاعت لأجل أن يعيش أطفالها ( بعد أن فرّ زوجها المدمن إلى خارج البلاد ) – "أم صابر هذه، تكاد تتحول بفعل الوهن و المرض إلى "مومياء" حيّة من جِلد وعظم، بينما لا تزال مسكونة بالخوف من إشهار مقدار العوز و الجوع الذي تكابده و أطفالها؛ لئلّا يغضب أخوتها الذين تهمهم "سُمعتهم الطيبة"، موضحة في حديث مع القدس دوت كوم أن أسرتها المتروكة من الأخوال و الأعمام تعيش في "منزل مستعار لأجل" و لا تجد في أحيان كثيرة ما تأكله، فيما تحمد الله لأن زوجها الذي غاب مؤخرا ( بعد عِشرة مضنية و مليئة بالتنكيل ) لم يعد يشكل تهديدا لحياتها و حياة أطفالها، لافتة إلى أنه كاد يتسبب في قتلهم؛ بعد أن اوشكوا ذات يوم على التهام بعض المواد المخدرة باعتقاد أنها قطع من "الشكولاتة"؛ وهي حادثة – كما قالت – اضطرتها لتقديم بلاغ إلى الشرطة، حيث اعتقلته الاخيرة لفترة ثم أطلقت سراحه .
المرأة التي أسميناها "أم صابر" وطالما شطفت مساطب وغسلت السّجاد في منازل كثيرة، واضطرت لتسوّل بقايا وجبات من زبائن بعض المطاعم في أريحا، تنسحب عيناها إلى أعماق رأسها و "يموت جسدها ببطء" بفعل "المرض الخبيث" و جراء سوء التغذية.. وهي تحتاج، كما قال طبيب عاين وضعها الصحي لـ"القدس " دوت كوم ، "عناية مكثفة وفورية لانقاذ حياتها وحياة التوأمين" .
..و "أم صابر"، أيضا، توجعها أحلام أطفالها، حد أنها لم تنس الاشارة إلى أن طفلها الأصغر الذي يتشهى قطعة من "الجاتو" زار ( خلال الأسبوع الماضي ) احتفالية بعيد ميلاد صديقه،غير أنه حين وصل منزل العائلة أوصدوا الباب في وجهه؛ ما تسبب في كسر أحد أصابعه ، و توجعها أيضا الحكاية اليومية لطفلها الأصغر ( بعمر 4 سنوات ) وهو يتحدث بامتنان عن صاحبة المقصف في الروضة؛ لأنها تمنحه، بين يوم وآخر، حبات بسكويت مجاننية .. بينما لا تنكر المرأة أن وزارة الشؤون الاجتماعية تمنح اسرتها 750 شيكلا كل 3 أشهر، وأن بعض "أهل الخير" يمدون لها يد العون، غير أن "الوزارة"، كما المحسنين، لا تعطي ما يؤمن للأسرة كفاف يومها كفاف يومها .
لمن يرغب في الاستزادة من المعرفة بطبيعة "الحياة" التي تعيشها أسرة من 6 أشخاص و تعيلها امرأة عليلة و حامل بتوأمين، يمكن الإشارة إلى أنها ( الأسرة ) "تحظى" معظم الأيام بوجبات من الخبز الناشف منقوعة بالشاي !!
للراغبين بتقديم المساعدة يمكنهم الاتصال بجوال الزميل معد التقرير لارشادهم الى طريقة المساعدة:0568093000