السيدة- دارين احمد
أيتها السيدة، أيتها السيدة...
تلك الخطوة التي تركتِ في شارعنا تنزفُ
ذلك البئر الذي منه شربتِ يجفُّ
ونحن صرنا الضباع التي يدور في آذانها الشِّعر فتصفع الأبواب برؤوسها كي تنجو
صرنا الفتحات التي ناسبتْ رؤوسَ من لم ينسوا والمقاصلَ.
أيتها السيدة، أيتها السيدة التي مرت بخفة الفراشة:
هل استطبتِ عسلنا الأسود
ألم تلتصق شفتاك الجميلتان به
ولسانك الطليق مثل لسان عصفورٍ له الغابات كلها
أما زال حرًّا إن غنى ماتتْ الأشجار مبتسمةً.
أيتها السيدة، أيتها السيدة التي تحمل رعشتها في كفها، في عينها، في صوتها، في قلبها، في بطنها، في فخذها، في أصابع قدميها وهي تجر مياه البحر عائدةً إلى النبع شفافةً عذبةْ؛ أيتها السيدة الغانية الغائبة الطيبة، من في ريقها يتبخر الكلام ويمطر؛ البيضاء كغيمةٍ في زرقةٍ السوداء كنعل؛ ألا يذوبُ قلبكِ وأنتِ دون أن تلتفتين إلينا ترحلين؟!