صباح جديد...- ايهاب بسيسو
لن يذهب اليوم إلى المقهى ...
طرد الفكرة من شعاب دماغه ...
لن يشاهد التلفاز ...
لن يتلصص على المارة
من نافذة شقته في الطابق الأكثر ارتفاعا
من شجرة سرو عملاقة ...
لن يرد على الهاتف الجوال
أو هاتف المنزل ...
لن يتفقد بريده الاليكتروني ...
وسيهمل ميعاد الطبيب
وميعاد الغداء ...
لن يجعل من الليل شيطان غواية
يراوده بشغف
للخروج إلى الطريق ...
لن يخرج للتأويل ...
كي يبحث عن قطة عابرة
في البرد ...
أو غيمة علقت بين أنياب سياج حقل ...
فيركض نحوها بالقصيدة
والبكاء...
لن يصلح حنفية الماء
التي ما زالت منذ شهر
تنقر في رأسه ايقاعا منتظما
لملل...
يحرس وقتا ميتا
بين كتفيه ...
لن يصلح اعوجاج اللوحة
المعلقة فوق الجدار ...
سيدع الألوان تندلق من حافتها السفلى ...
بكل ما في الألوان من غموض
ونساء مختبئات في الظلال
وثياب منسية على حبل الغسيل
منذ غياب العصافير
عن الشرفات ...
سيترك اللوحة تفرغ من موج بحر ...
ويجلس ليراقبها ...
كصدفة بحرية مهملة
يعوي في جوفها صدى الموج ...
لن يبدل اللمبة المحترقة ... في غرفة الجلوس ...
لن يستمع إلى الموسيقى في المذياع ...
لن يخيف العتمة ... بإشعال سيجارة ...
سيظل كما هو ...
ممددا في فراشه ... دون حراك ...
يراقب العتمة تلتهم الأشياء ببطء ...
فيما خطوط الضوء المتسللة
من خلف ستائر النافذة ...
تحمله بعد هذا الموت ... على مهل ...
إلى هناك ...
كي يحيا من جديد ...