كاتب اسرائيلي : اسرائيل لا تلتزم بشروط الرباعي الدولي
هذا ما يكتبه المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" عيكيفا الدار في تلخيصه لفحص اجراه حول مدى التزام اسرائيل بشروط الرباعي الدولي التي تم تحديدها كقاعدة لاتفاق السلام.
ويقول ان الرباعي الدولي انتهى منذ زمن، ولكن شروطه بقيت مطروحة، وهي الامتناع عن العنف والاعتراف بالدولة المجاورة وتقبل الالتزامات والاتفاقات السابقة التي تم التوصل اليها معها.
ويرى في هذه الشروط بالغة الاهمية ومن المناسب ان تتبناها كل الدول الساعية الى السلام، بما فيها اسرائيل. وعليه يتساءل عن مدى التزام نتنياهو بهذه الشروط.
ويقول: في مجال منع العنف، يحدد تقرير "بتسيلم" ان قرابة 5000 فلسطيني، من بينهم قرابة الف فتى تحت جيل 18 عاما، قتلوا على ايدي قوات الأمن الاسرائيلية منذ بدء الانتفاضة الثانية في ايلول 2000 وحتى 2013. وتمت ادانة سبعة جنود فقط في التهم المتعلقة بمقتل ستة فلسطينيين فقط. وبين 2005 و2013، انتهت 8.5% فقط من ملفات التحقيق بشبهات ارتكاب مخالفات المس بالفلسطينيين او بممتلكاتهم، بتقديم لوائح اتهام.
وحدد التقرير الأمريكي الاخير لحقوق الانسان ان غالبية الهجمات الارهابية للمستوطنين لا تصل الى المحاكم. ويحدد التقرير الاخير لأمنستي ان تساهل الجيش مع المستوطنين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين واستخدام القوة البالغة ضد الفلسطينيين الذين يتظاهرون ضد العنف الاسرائيلي، يخلق حالة يعتقد فيها الكثير من المستوطنين انه يمكنهم مهاجمة الفلسطينيين والمس بأملاكهم دون الخوف من تقديمهم الى المحاكمة او قيام السلطات الاسرائيلية بصدهم.
واما بشأن الاعتراف بالدولة، فان خارطة الطريق لعام 2003 والتي تبناها مجلس الامن، تطالب اسرائيل بنشر بيان واضح تصادق فيه على التزامها بحل الدولتين، والذي يشمل اقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وامن الى جانب اسرائيل. لكن حكومة نتنياهو في دورتيها، لم تناقش الموضوع ولم يتم اتخاذ أي قرار، كما لم تغير مؤسسات حزب نتنياهو موقفها الذي يرفض اقامة دولة فلسطينية.
وبشأن احترام الالتزامات والاتفاقات السابقة، يشير الكاتب الى شجب مارتين انديك خلال محاضرة القاها في واشنطن، الاسبوع الماضي، للبناء الجامح في المستوطنات في خضم المفاوضات. ويقول ان انديك لم يشر الى ان البناء يشكل خرقا لالتزام اسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات بشكل مطلق، حتى لسد احتياجات الزيادة الطبيعية.
وقد تم شمل هذا الالتزام الى جانب الوعد بتفكيك كل البؤر التي اقيمت منذ اذار 2002، في تقرير ميتشل وخارطة الطريق. وتبنت حكومة الليكود التقرير والخارطة، ولكنه منذ ذلك الوقت ازداد عدد المستوطنين في الضفة من 220 الف مستوطن الى 360 الفا، لا يشمل الزيادة في القدس الشرقية. وعليه يخلص الكاتب الى ان اسرائيل لم تلتزم عمليا بأي شرط من شروط الرباعي الدولي مضيفا ان البناء الجامح في المستوطنات والبؤر الاستيطانية يجسد انتهاكا لشروط اللجنة الرباعية: فهو يؤدي إلى العنف، ويقوض فرص اقامة دولة قابلة للحياة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويشكل انتهاكا صارخا للالتزامات والاتفاقات. ومع ذلك، فان عباس يعترف بحكومة نتنياهو - ليبرمان - بينت وعلى استعداد لإجراء مفاوضات شكلية معها.