الرجوب: توافقنا مع حماس على رؤيا مشتركة لإنجاز المصالحة الوطنية
قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب إن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم تنجز شيء للصالح الفلسطيني أمام التعنت الإسرائيلي، طارحا بدائل وآليات لمواجهة الاحتلال في حال تقرر عدم العودة للتفاوض.
وتحدث الرجوب خلال محاضرة في العاصمة القطرية الدوحة مساء امس الاثنين حملت عنوان "واقع النضال الفلسطيني" عن عدم استئناف السلطة للمفاوضات، والمتمثلة برفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، ورفض تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية.
ثلاثة بدائل
وعدّ الرجوب المصالحة بالقرار الاستراتيجي الذي لا رجعة عنه، بما يقود إلى تجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني، بعد قطع شوط كبير في هذا المجال.
واقترح ثلاثة بدائل للمفاوضات، تتمثل بفرض وصاية دولية على الأراضي الفلسطينية، واللجوء إلى العمق الإقليمي القادر على تبني المشروع الفلسطيني قولا وعملا، باعتبار أن العالم يتقبل ذلك.
كما اقترح بناء جبهة وطنية داخلية، معتبرا المقاومة الشعبية هي سلاح مؤثر وفاعل وقادر على نقل رسالة الفلسطينيين بأنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال القائم منذ عام 67 بشكله العنصري والفاشي، مشددا على حق الشعب الفلسطيني ممارسة حقه في تقرير مصيره على أرضه.
مسارات
واعتبر الرجوب بأن القضية الفلسطينية تمر بثلاثة مسارات من منطلق فتحاوي، فالمسار الوطني يتجلى بوحدة وطنية فلسطينية، وإقليمي يعتمد على بناء خارطة مصالح فلسطينية مع النظام الرسمي العربي بعيدا عن كل التجاذبات والأجندات.
وأوضح بأن هذا المسار هو لإبقاء بوصلة العمل الوطني في أرض فلسطين وعلى أرض فلسطين، وتكون السياسة الإقليمية واضحة وتوفر وتعزز كل عناصر الدعم والإسناد والرعاية العربية.
وأكد على التمسك بالمبادرة العربية كأداة قياس في العلاقة مع العرب، وفكرة حل الدولة وهي الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتبارها عنصر واجب الوجود في معادلة الصراع والحل، رافضا الذوبان أو الوصاية أو عودة الضفة الغربية إلى الأردن، وغزة إلى مصر.
منظمة التحرير
وتطرق الرجوب في حديثه إلى تمثيل الشعب الفلسطيني، مشددا بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للكل الفلسطيني، باعتبار ذلك خيارا للعرب والفلسطينيين.
وعن دور حماس والجهاد قال: "إننا جاهزون لإعادة صياغة منظمة التحرير على قاعدة برنامج سياسي نضالي له علاقة بالمبادرة العربية، لإفساح المجال أمام الكل الفلسطيني أن يمثل في المنظمة".
وأكد بأن العملية الديمقراطية هي من تفرز القيادات وهي من تعبر عن موازين القوى الداخلية في الساحة الفلسطينية، قائلا "لسنا حديقة لا يوجد لها سور أو بوابه، أو بإمكان أحد تعيين مندوبا ساميا، أو يشكل علينا وصيا، نحن شعب قادر على اختيار قيادته".
المصالحة
وأضاف الرجوب قائلا: "مجرم من يسعى لتكريسه بعد أن أصبح الجميع مدركا أن استمراره هو مصلحة إسرائيلية ومن شأنه ضرب المناعة والجبهة الوطنية وضرب مشروع الدولة والاستقلال، وإعطاء هامش للاحتلال كي يستمر في غيه وعدوانه على الشعب الفلسطيني".
وأضاف "نحن في فتح توافقنا مع حماس ولسنا وحدنا في الساحة الفلسطينية وتم التوافق على رؤية مشتركة لانجاز المصالحة، ويجب أن تحقق وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وإنهاء الانقسام وتحقق وحدة القضية الفلسطينية كقضية سياسية، وتحقق وحدة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير".
وأشار إلى أن المصالحة بحاجة لآليات ومفاهيم تشكل أساسا لإعادة ترميم النظام السياسي والبيئة الداخلية، لافتا إلى أن مستوى التحريض والتشويه والتشكيك ترك أثرا في ذلك.
وأعرب عن أمله بأن تبدأ المصالحة بخطاب وحدوي قيمي لصياغة وعي الإنسان الفلسطيني بما يضمن أن يكون عاملا ضاغطا لحدوث أي انقسام مستقبلا.
وعوّل على سلوك الفصائل في الداخل والخارج، بما يخدم الوحدة وإنهاء الانقسام وانجاز مصالحة تاريخية قادرة على الاستقرار والصمود.
وقال إن" حماس جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني ببعد إسلامي"، متمنيا منها إجراء مراجعة سياسية وأيديولوجية، ومراجعة علاقة ذلك بمفهوم السلطة ودورها في المشروع الوطني سواء في بناء الجبهة الوطنية، أو مد جسور التواصل مع العمق الإقليمي والدولي.