صليب من "حصمة" الجدار العنصري لتذكير "البابا" بمعاناة الفلسطينيين
عبدالرحمن يونس - قامت مجموعة شبابية بجمع اجزاء من الجدار الفاصل الذي يحاصر مدينة بيت لحم من جميع الاتجاهات لتقديمها كهدية رمزية عن مدينة السلام المحاصرة للبابا لبابا الفاتيكان الذي سيزور المدينة.
الشاب "انطوني حبش" ومجموعة شبابية من مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية يحاولون بمطرقة صغيرة وازميل تكسير اجزاء صغيرة من الجدار الفاصل الذي يحاصر المدينة وإعادة تصنيعها وصبها في قالب على شكل "الصليب المقدس" وتقديمها كهدية لقداسة البابا.
وفي هذا الجانب يقول الشاب انطوني حبش المدير الاقليمي لمؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية، لـ القدس دوت كوم، "لأن قداسة البابا فرنسيس سيأتي إلى بيت لحم بواسطة طائرة مروحية اردنية ولن يستطيع رؤية معاناة المواطن الفلسطيني بسبب الجدار الفاصل الذي يكاد يخنق مدينة مهد المسيح عليه السلام ويفصلها عن توأم روحها مدينة القدس جاءت هذه المبادرة لتذكيره بمعاناة المدينة".
ويوضح حبش "نحاول من خلال هذه الهدية المتواضعة لفت انظار بابا الفاتيكان لمعاناة الفلسطينين نتيجة الجدار العنصري الذي يحاصر مدينة مهد رسول العدل والمحبة والسلام، من خلال تقديم هدية تبقي في عقل قداسته بأن بيت لحم تعيش تحت الحصار".
واعتبر حبش أن هذه الزيارة تعد مهمة لأنها تأتي بعد 14 عاما على زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني للمدينة التي شدد خلالها على بناء جسور للسلام بدل الحروب والكراهية، لكن سلطات الاحتلال فضلت بناء جدران من الكراهية غير مكترثة بمعاناة المواطنين".
ولم تحصل المجموعة الشبابية على موافقة نهائية بتسليم "هدية الجدار الفاصل" إلى قداسة البابا وفي هذا الجانب أوضح انطوني أنه تم التواصل مع الرئاسة الفلسطينية بهذا الجانب، مضيفا "نحن نضع هذه الهدية امانة بايدي الرئيس محمود عباس لتسليمها لقداسة الباب فرنسيس وايصال رسالة الفلسطينيين".
ويعتبر الكثير من الفلسطينيين بأن زيارة البابا فرنسيس لفلسطين وخاصة إلى "قلب العالم المسيحي" بيت لحم، هي فرصة هامة لتعريفه بمعاناة وهموم ابناء الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه باعتبار أن "اجراءات الاحتلال الاسرائيلي العنصرية لا تفرق بين مسلم أو مسيحي".
وبدوره يرى المتطوع الشاب جون حنا "هدية الجدار الفاصل" رسالة لتذكير العالم بأن اعداد الفلسطينيين المسيحيين انخفضت الى اقل من 1% نتيجة ممارسات واجراءات الاحتلال العنصري.
ويبين المتطوع حنا في حديث خاص مع القدس دوت كوم، "نحاول من خلال هذه الهدية التأكيد باننا نريد سلاما ونحن ضد الجدار، ومن جهة أخرى نريد توجيه رسالة واضحة للعالم بضرورة العمل من أجل الحفاظ على مدينة بيت لحم التي تضم اكثر الاماكن قداسة بالنسبة لمسيحي العالم".