بيروت: لقاء يبحث دلالات زيارة البابا التضامنية لفلسطين
مقاطعة القدس بذريعة الاحتلال موقف سلبي عقيم زيارة البابا اقتحام مسيحي بالسلام والمحبة لجدران السجن الاسرائيلي الذي يأسر أهلنا
أكدت شخصيات دينية ووطنية لبنانية اليوم الجمعة تضامنها مع الشعب الفلسطيني، مشيدة بزيارة بابا الفاتيكان التضامنية للأراضي المقدسة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي نظمه 'لقاء سيدة الجبل' ومؤسسة نصير الاسعد والارشاد القانوني والاجتماعي، بعنوان 'معا من اجل القدس'، لمناسبة زيارة البابا فرنسيس للأراضي المقدسة، وذلك بنقابة الصحافة اللبنانية في بيروت، بحضور ممثلين عن الاحزاب والجمعيات والمنظمات اللبنانية والفلسطينية.
وقال الإعلامي فؤاد الحركة في كلمته باسم نقيب الصحافة محمد البعلبكي: 'يخطئ من يظن ان مسألة القدس يمكن الالتفاف عليها، فهذه المدينة هي قلب العروبة، وهي فيض الايمان والقداسة، ومن غصن زيتونها كان الأمن والاستقرار والازدهار قبل ان يحتلها الاحتلال الإسرائيلي'.
وأضاف: 'أن محاولة الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحام الاقصى ومنع الصلاة فيه يشكل استفزازا صارخا للشعب العربي والدول الغربية التي تدعي بحق الشعوب في الحرية والسيادة'.
وتساءل: 'الى متى ستبقى الدول العربية في غياب تحرك سريع لوضع العالم أمام جرائم اسرائيل وهمجيتها، وما ترتكبه من انتهاكات في حق العائلات الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية؟'.
وأردف الإعلامي اللبناني: 'قدر القدس ان تواجه اسوأ احتلال عرفه تاريخ الشعوب والامم، قدرها ان تئن وحيدة تحت وطأة التهويد والقتل، وكأن هناك من يتعمد التعتيم على مؤامرة التهويد لتستكمل اسرائيل مخطط التهجير والاستيطان، ونحن نتمنى أن تكون زيارة قداسة البابا فرنسيس للأراضي المقدسة فاتحة خير، ومدخلا الى مفاوضات نزيهة وجادة تؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف'.
من جهته، ألقى بهجت سلامة بيانا باسم 'لقاء سيدة الجبل' فقال فيه: 'نحن الموقعين هذا البيان (مؤسسة نصير الاسعد، لقاء سيدة الجبل، مركز تطوير الدراسات الاستراتيجية، جمعية الاخوة للعمل الثقافي الاجتماعي وجمعية الارشاد القانوني الاجتماعي) نرحب أجمل ترحيب بزيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا فرنسيس الاراضي المقدسة في فلسطين المحتلة'.
وتابع: 'كما يُسعدنا أن يستقبله اهلنا في فلسطين، وعلى رأسهم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة مع اخوته احبار الكنائس الشرقية، ورئيس دولة فلسطين مع مفتي القدس والديار الفلسطينية، الى مؤمنين يهود لم تطوعهم عنجهية الحكم الاسرائيلي وخطته العنصرية'.
وأضاف: إن هذه الزيارة المباركة، فضلا عن كونها حجا يجسد الارتباط الروحي الوثيق والدائم بالجذور المسيحية والأماكن التي شهدت أحداث الخلاص، لهي دعم أكيد وعظيم الشأن لصمود اهلنا في الاراضي المحتلة، مسيحيين ومسلمين ويهودا غير متصهينين.
وشدد على أن 'قداسة القدس لا تنفك عن كرامة انسانها وثباته على ارضه'، مضيفا: كما ان زيارة السجين ليست بحال من الاحوال تأييدا للسجان.
وقال البيان: إننا نشدد مع البيان المذكور، على أن مقاطعة القدس والمقدسيين، بذريعة مقاطعة الاحتلال، ما هي الا موقف سلبي عقيم، يخدم مخططات الاحتلال التهويدية، غير المشاركة في حصارها وعزل اهلها، بصرف النظر عن تبريرات هذه المقاطعة ودوافعها السياسية، اكانت مجرد مزايدات او مواقف ايديولوجية'.
وتابع: 'اننا ننظر إلى هذه الزيارة وما سبقها من كلام الارشاد الرسولي الخاص بسلام الشرق الاوسط على أنها بمثابة اقتحام مسيحي، بالسلام والمحبة والشركة والرجاء لجدران السجن الاسرائيلي الذي يأسر أهلنا في فلسطين، وهذه اشارة كبرى لعزم الكنيسة الجامعة على حماية الوجود المسيحي في الشرق، باعتباره مكونا اصيلا في هوية المنطقة الثقافية والحضارية، كما على استعادة الحضور المسيحي باعتباره رافعة أساسية من رافعات النهوض العربي المرتجى'.
وقال البيان: 'بالمناسبة قد يؤسفنا اننا لم نسمع حتى الآن دعوة اسلامية عربية صريحة الى جميع المسلمين في العالم لكي يحجوا بصورة دائمة إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين من أجل أن تكون القدس مدينة مفتوحة لجميع المؤمنين من دون ترهيب سياسي او ايديولوجي او عنصري'.
وأضاف: 'ان هذا التشديد على الحضور والفاعلية المسيحيين في المنطقة يلتقي مع مواقف المرجعيات الاسلامية السمحة والمتنورة، لا سيما الازهر الشريف، انطلاقا من حرصها على اسلام معافى، وعلى شراكة متكافئة مع المسيحيين، سواء في اطار عروبة حضارية او في رحاب الايمان الابراهيمي الكبير.
واختتم البيان: 'إن من مسؤولية العرب والمسلمين أن يشجعوا كل الوسائل التي تجعل المسيحية في الشرق تستعيد كامل حضورها وفاعليتها ودورها في صنع القرار، وفي تسيير حركة التاريخ، وان تكون هناك شراكة كاملة في هذا الشأن بين المسلمين والمسيحيين في كل أوطانهم وفي كل مجتمعاتهم. لتكن هذه المبادرة الفاتيكانية مساهمة فاعلة في حماية القدس من التهويد، وفاتحة حضور مسيحي مستحق، ودعما لحق عودة الفلسطينيين الى وطنهم، وانتصارا لقيام دولة فلسطين المستقلة'.