الجبهة العربية الفلسطينية في ذكرى الخامس من حزيران: شعبنا يؤكد تمسكه بحقوقه الوطنية
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن الجبهة العربية الفلسطينية
في ذكرى الخامس من حزيران: شعبنا يؤكد تمسكه بحقوقه الوطنية
يا جماهير شعبنا العظيم ..
أربع وأربعون عاماً مضت على العدوان الظالم الذي شنته إسرائيل على امتنا وشعبنا وأكملت عبره احتلالها لكامل وطننا ولبعض الأراضي العربية لتؤكد بهذا العدوان طبيعتها الكولونيالية الاستيطانية التي مارستها منذ اغتصاب وطننا عام 1948م، وطردها لشعبنا واقتلاعه من أرضه، ومواصلتها لإجراءات الضم والتهويد وإقامة المستوطنات وعزلها لمدينة القدس، ومن ثم تهويدها، واستمرارها في سياساتها الإجرامية بحق شعبنا ضمن مخطط عدواني مستمر طال كل ما هو فلسطيني من حجر وشجر وبشر، ولكن شعبنا الذي صمد ولا زال في خندق الدفاع الأول دفاعاً عن حقوقه وكرامة الأمة استطاع دوماً أن يحول حالة الذهول والإحباط إلى عوامل قوة تزيد من صلابته وتمسكه بحقوقه، فسرعان ما تجاوز شعبنا الشعور بمرارة هزيمة حزيران 67م لتشتد مقاومته وتزداد جذوة الثورة اشتعالاً لتحقق انتصارات متتالية أعادت الاعتبار للأمة ولتؤكد أن إرادة شعبنا أقوى من كل ترسانات الأسلحة المتقدمة التي تملكها إسرائيل، فكانت معركة الكرامة التي انتصر فيها شعبنا نقطة تحول في تاريخ امتنا، وفي بيروت في 4 حزيران82م حيث ثبت شعبنا في أطول معركة وسجل صموداً فريداً أذهل العالم دفاعاً عن وجوده وحماية لثورته واستطاع بكل جدارة أن يبدد وهم الاحتلال بإنهائه للثورة وأثبت أن الخروج من بيروت سيكون إلى قلب فلسطين والى الأرض المحتلة التي سرعان ما استلمت زمام الثورة لتنطلق الانتفاضة الكبرى لتسطر أروع ملاحم الصمود والتصدي، ولا زال شعبنا مصمم على مواصلة نضاله بكافة السبل المتاحة حتى تحقيق كامل أهدافه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
يا جماهير شعبنا المكافح ..
إننا اليوم ونحن نعيش آثار هذا الاحتلال الظالم على شعبنا نرى بوضوح السياسة الأمريكية الداعمة للعدوان والتي تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية، فلا زالت تتواطأ معه للتهرب من استحقاقات السلام وتوفر له الحماية لمواصلة استيطانه، وتقف سداً أمام نضالنا الفلسطيني في كافة المحافل الدولية لانتزاع الاعتراف بدولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م، لتؤكد بذلك انحيازها الفاضح لإسرائيل ليقف رئيس وزرائها المتطرف بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي متبجحاً ومطلقا للأكاذيب ومزيفاً للحقائق التاريخية، ورافضاً لكل الجهود المبذولة لإحلال الأمن والسلام في المنطقة بتنكره للحقوق الفلسطينية وعلى رأسها عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67م.
إن هذه المواقف الإسرائيلية والتواطوء الأمريكي يتطلب التمسك بالموقف الفلسطيني بالمضي قدماً لانتزاع اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية على حدود العام 67م ، مع الترحيب بأي دور أوروبي ينطلق من الإقرار بحق شعبنا في دولته المستقلة وحق عودة لاجئيه، ويلزم إسرائيل بوقف استيطانها وبتحديد مرجعية واضحة للمفاوضات وبسقف زمني محدد، على اعتبار أن السلام خيار شعبنا الذي قدم في سبيل تحقيقه كل ما يلزم ونفذ كل ما هو مطلوب منه من التزامات، ولا زال مستعداً للتعاطي مع أي جهد لإحلاله بما لا ينتقص من حقوقه الوطنية الثابتة.
يا جماهير شعبنا العظيم ..
إن ظروف المرحلة المقبلة تتطلب ترتيب الوضع الفلسطيني ومده بكافة عوامل الثبات والصمود لمواجهة التحديات المقبلة وهو ما يستدعي البدء بتنفيذ المصالحة على الأرض بمشاركة الجميع ليتحملوا مسئولياتهم الوطنية والاستفادة من تجارب السنوات الماضية بان الكل الوطني هو القادر الوحيد على حماية شعبنا وقيادته نحو انجاز مشروعه الوطني، وتوجيه نضاله إلى المسار الصحيح، ولعل رد الفعل الإسرائيلي وحالة الإرباك التي إصابته بعد التوقيع على المصالحة يؤكد ما كنا نقوله دوماً بأنه المستفيد الوحيد من الانقسام.
يا جماهير شعبنا الباسل ..
إن الزحف الجماهيري في ذكرى النكبة هذا العام، وما جسده ذلك من إصرار على التمسك بالحقوق يؤكد أن المخزون النضالي لشعبنا مازال في أوج تدفقه، وان شعبنا لا زال يمتلك الكثير من الوسائل المشرعة لتحقيق أهدافه، وهو على يقين بأنه سينتصر، طال الزمن أم قصر.
وفي الختام فإننا نتوجه بالتحية لأبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده ، ولأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، مؤكدين أن الموعد مع النصر قريب وان فجر الحرية آت لا محالة، وعهداً أن نبقى على العهد الذي قضى من اجله الشهداء حتى تحقيق كامل أهدافنا الوطنية.
المجد للشهداء الأفضلين .. والحرية للأسرى .. والشفاء للجرحى
ومعاً وسوياً من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية
الجبهة العربية الفلسطينية
الخامس من حزيران 2011م