الآلاف يحيون ذكرى الإسراء والمعراج في الحرم الإبراهيمي
-جويد التميمي
مع ساعات الصباح الأولى، توافد آلاف المواطنين وزائرون معظمهم من تركيا ومن بلدان عربية وإسلامية مختلفة إلى البلدة القديمة في الخليل لأداء الصلاة في الحرم الإبراهيمي، والاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج التي تصادف اليوم الاثنين، رغم إجراءات قوات الاحتلال الإسرائيلي المشددة على مداخل الخليل القديمة والحرم الشريف.
وفي باحات الحرم الإبراهيمي وعلى مداخله الرئيسية ظهر جليا للناظرين المتجهين لأداء شعائر صلاة الظهر، انتشار العشرات من جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة.
عقب عبوره البوابات الالكترونية المقامة على مدخل الحرم، قال الحاج عبد أبو عيشة (49 عاما) لـ'وفا' 'لن يستطيع الاحتلال منعنا من دخول الحرم والصلاة فيه، نحن أحق ببيت أبينا إبراهيم عليه السلام منهم، ستبقى هذه المساجد إسلامية فلسطينية إلى الأبد.'
وأثناء خروجها برفقة بناتها وحفيداتها من الحرم، عقب إتمام الاحتفال الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قالت الحاجة أم محمد الحرباوي (53 عاما) لـ'وفا' إن عرقلة دخول المصلين المسلمين إلى الحرم بحجة التفتيش في ذكرى الإسراء والمعراج وغيرها من المناسبات والأعياد الدينية الإسلامية، هو تعد واضح على دور العبادة وانتهاك لحرمتها وقدسيتها.'
وأثناء تجوله في باحات الحرم، قال الشاب نضال مخامرة (26عاما) لـ'وفا' 'الإجراءات العسكرية الإسرائيلية المشددة في البلدة القديمة وعلى مداخل الحرم وخارجه خير دليل على أن الحرم لنا'.
وأعرب مخامره، الذي وفد برفقة عائلته من بلدة يطا لأداء الصلاة والاحتفال بالإسراء والمعراج، عن أمله بأن يبقى الحرم معمور بأهله وزواره من شتى المحافظات الفلسطينية، والبلدان العربية والإسلامية طوال أيام العام ليعلم الاحتلال أن الحرم الإبراهيمي سيبقى مسجدا إسلاميا خالصا.
وقال مدير عام أوقاف الخليل الحاج تيسير أبو اسنينة لـ'وفا' 'إن الاحتلال بإجراءاته وممارساته العنصرية لن يستطيع تهويد الحرم'، مناشدا العرب والمسلمين شد الرحال للحرم الإبراهيمي الشريف والمسجد الأقصى، لنصرتهما وتعزيز صمود شعبنا في وجه الاحتلال.
ونوه إلى أهمية العناية بشؤون الحرم ورعايتها موضحا 'أن صندوق الاستثمار الفلسطيني تبرع بـمبلغ 25 ألف دولار باسم الرئيس محمود عباس لفرش الجاوليه والاسحاقيه بالسجاد'.
ومن جانبه، نقل محافظ الخليل كامل حميد تحيات الرئيس محمود عباس للمصلين ولمواطني محافظة الخليل، وقال 'إن الرئيس محمود عباس يدعو دائما كافة المواطنين والزائرين من بلدان العالم إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وفي هذا اليوم بالذات الذي يصادف ذكرى الإسراء والمعراج، هذه الذكرى التي فتحت فيها أبواب السماء من عاصمة دولتنا الفلسطينية القدس، نوجه تحياتنا ونحني هاماتنا لأسرانا القابعين خلف القضبان وهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لإسقاط قانون الاعتقال الإداري '.
وقال رئيس بلدية الخليل داود الزعتري إن 'التواجد في البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي هو أفضل سبيل لمنع إجراءات واعتداءات الاحتلال المتواصلة عليهما' منوها إلى ضرورة التوافد بكثافة على الحرم من جميع محافظات الوطن ومن كافة بلدان العالم'.
وتابع الزعتري، 'أن بلدية الخليل جاهزة لتقديم كل ما يحتاجه الحرم من إعمار ومتطلبات وفق ما تستطيع لحمايته من تهويد الاحتلال'.
وحث مفتي الخليل الشيخ ماهر مسودة جميع فئات الشعب الفلسطيني على زيارة الحرم وتسيير رحلات إليه من أجل حمايته، وتعزيز صمود أهالي البلدة القديمة.
وقال 'إن الحرم الإبراهيمي سيبقى عربيا إسلاميا موحدا للمسلمين فقط، ولن يكون إرثا للاحتلال الإسرائيلي البغيض، نحن هنا باقون، وهذا المكان عنوان وجودنا وتاريخنا'، مشيرا إلى النوايا والمخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك على غرار تقسيم الحرم الإبراهيمي.