عديّ سرحان: الرصاصة ما زالت في رأسي
أسامة العيسة - يجهد عديّ سرحان (16) عامًا، للحفاظ على ابتسامته، لكي لا يظهر مدى معاناته.
في 25 شباط 2013، تحول سرحان، إلى خبر عاجل في عدد من المواقع الالكترونية المحلية، التي أعلنت استشهاده، بسبب اصابته برصاصة في رأسه، خلال مواجهات قرب قبة راحيل، شمال بيت لحم، احتجاجا على استشهاد الأسير عرفات جرادات.
ولكن سرحان، دخل في غيبوبة، رفض الاستسلام، وخيب ظن من أعلن استشهاده، وخرج لاحقا من المستشفى، دون ان يتمكن الأطباء من استخراج الرصاصة من رأسه، خشية من فقدانه النظر بسبب المكان الحساس الذي استقرت فيه.
بعد الاصابة، عاش أصدقاء عديّ وعائلته، أياما حرجة، كما يقول جده الذي يرعاه، ويطالب وزارة الصحة والجهات المختصة باستمرار مد يد العون لحفيده.
يقول الناشط والمحلل العسكري يوسف شرقاوي الذي تابع حالة عديّ منذ البداية: «أُصيب عديّ بطلقة مباشرة «توتو» في رأسه، من مسافة 20 مترا فقط، فسقط مضرجا بدمه وبقى ينزف قبل ان يصله طاقم اسعاف وينقله إلى مستشفى بيت جالا، ونظراً لفقدانه كمية كبيرة من دمه ولخطورة حالته الصحية، نُقل فورا إلى مستشفى هداسا بالقدس».
وحول نوع الرصاصة يفيد شرقاوي: «التوتو عبارة عن عيار صغير جدا، صناعة إسرائيلية كانت تستعمل سابقا للتدريب على القنص في أماكن مغلقة. المقذوف من الرصاص العادي يهتك الأوعية الدموية والخلايا، ويسبب تلفا تاما».
ويضيف وهو يقف بجانب عديّ: «أذكر اننا ولعدة أيام كنّا ننتظر عديّ شهيدا كي نواريه التراب، لكن القدر كان أقوى، حيث كتبت الحياة من جديد، عديّ كان عمره آنذاك اقل من 15 عاما، كان يعمل في صالون حلاقة، عديّ هذا الفتى الجميل وحيدا في هذه الحياة لظروف عائلية، وهو الآن في كفالة جده وجدته اللذين يعانيان كذلك من إعاقة جسدية».
الجدان يبذلان جهدهما لاستكمال علاج عديّ، وتحدثا عن حساسيته تجاه أمور كثيرة، وتحدثا عن صعوبات واجهتهما مؤخرا لإدخاله إلى مركز تأهيلي.
ويبدو الارهاق واضحا على الجدين، اللذين عانيا، كما قالا من بيروقراطية غير مفهومة، تؤخر استكمال علاج حفيدهما.
يتذكر شرقاوي، الناشط في المقاومة الشعبية: «عندما نقل عديّ من مستشفى هداسا إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا، زرته، وكان في شبه غيبوبة، وعلمت من الطبيب المناوب ان الطلقة التوتو استقرت في رأسه، بعد ان حطّمت الجانب الأيمن من رأسه، وتسببت له بشلل نصفي من الناحية اليسرى لجسده».
ويضيف: «يعاني عديّ من إهمال طبي رسمي، لأنه بحاجة إلى علاج دائم في مستشفى، وكذلك يلزمه تأهيل صحي ليتمكن من العيش بكرامة، يلزمه جهاز ليستطيع رفع قدمه اليسرى، ويلزمه اجراء عملية جراحية لترميم الجهة اليمنى من رأسه».
وضع شرقاوي يده، على الجانب الأيمن لرأس عديّ، متحسسا الفراغ الكبير فيه، بينما كان عديّ يبتسم، وقال جده، إنه يلزم حفيده قطعة شبه عظميّة من السويد ثمنها نحو 60 ألف شيقل، وتكاليف عملية لتركيبها، ليستطيع الانتقال إلى مركز تأهيل، واستكمال علاجه.
لا يثق عديّ كثيرا بالوعود، بتقديم المساعدة له، لأنه سمع كثيرا منها، دون ان يتحقق شيئا منها، ولكن لا يكف عن الابتسام، رغم ان الطلقة ما زالت في رأسه