رصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي
ترصد وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا' ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، وفيما يلي أبرز ما ورد في تقريرها رقم 192، الذي يغطي الفترة من: 16.5.2014 ولغاية 22.5.2014:
'ما يسمى النكبة'
نشرت صحيفة 'هآرتس' بتاريخ 5.5.2014 مقالة كتبها شلومو افينيري انتقد من خلالها مقال أسرة التحرير في هآرتس (بتاريخ 29.4.2014 'لنعترف بالنكبة') الذي وصفه بـ'المشوش' وادعى أنه 'يستخدم أنصاف حقائق وتجاهل صارخ إلى السماء لعدد من الحقائق التاريخية الأساس غير القابلة للجدال'. وقال: يطرح المقال قول، يبدو سطحيا، فهيما وحساسا: 'الخلاف على مدى مسؤولية إسرائيل عن هجرة وطرد واقتلاع مئات آلاف الفلسطينيين في حرب التحرير هو موضوع للمؤرخين' – ما الذي يمكن أن يكون أكثر نزاهة من ذلك؟ غير أنه لا ينبغي للمرء أن يكون مؤرخا كي يعرف بوضوح بان في المستقبل أيضا ستكون أكثر من مدرسة واحدة في هذا الجدال. كما أن اللغة الحذرة (وأنا أمتنع عن القول 'المغسولة') لهذه الجملة التي تتحدث عن 'الهجرة، الطرد والاقتلاع' وتمتنع عن استخدام كلمة 'الهرب' الذي كان بالتأكيد جزءا من الواقع المركب في حرب التحرير. يوجد في التاريخ عدة، حقائق لا حاجة حقا لإبقائها للمؤرخين، ومحاولة تجاهلها مخلولة من زاوية النظر الأخلاقية – التي هي، وعن حق، الروح التي تخفق خلف المقال الافتتاحي. حقيقة هي– وليس 'إبقاؤها للمؤرخين'– أن ألمانيا هي التي اجتاحت بولندا في 1939 وليس العكس؛ حقيقة هي أنه في 7 كانون الأول 1941 اليابان هي التي هاجمت الولايات المتحدة وليس العكس؛ وهكذا أيضا ما يسمى النكبة هي نتيجة حسم سياسي للقيادة الفلسطينية والدول العربية لرفض قرار التقسيم للأمم المتحدة، لمحاولة منع تحققه بقوة الذراع ولمهاجمة الحاضرة اليهودية في البلاد وبعد ذلك دولة إسرائيل. على هذا لا توجد أي كلمة في المقال.
'النكبة كذبة'
نشرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' بتاريخ 16.5.2014 مقالة كتبها الصحفي بن درور يميني ادعى من خلالها أن النكبة هي كذبة، وانتقد إحياءها في أرجاء العالم مدعيا أن لكل شعب نكبته، وإن كان على إسرائيل فعل شيء فعليها أن 'تطلب المغفرة عن المعاناة التي لحقت بالأبرياء دون التعويض أو العودة'. وقال: هنا وهناك طرحت فكرة لدفع تعويضات للمطرودين إلى ألمانيا. الدول ذات الصلة، مثل تشيكيا وبولندا، رفضت الفكرة تماما. المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تصدت هنا وهناك لدعاوى المطرودين. ورفضتها رفضا باتا. عشرات الملايين في أوروبا وفي آسيا اجتازوا تجارب مشابهة في ذاك العقد، قبله وبعده. هذا ما حصل لنحو700 ألف من عرب فلسطين. هذا ما حصل لـ 850 ألف يهودي. نكبة يهودية أيضا، فلسطينية أيضا، ألمانية أيضا وكانت أيضا نكبة بولندية، ونكبة هندية، النكبة كانت النمط الوحشي لذاك الزمن. نكبة عالمية. كل شعب ونكبته. حسب الباحث الفلسطيني المتشدد، عارف العارف، فان نحو13 ألفا من عرب فلسطين قتلوا في حرب الاستقلال. ينبغي الأسف على كل قتيل. وينبغي أن يضاف أنه حسب مقياس موضوعي لعدد المصابين، بالنسبة للسكان أو لعدد الفارين والمطرودين فإن النكبة الفلسطينية هي أخفها. فهل أحد ما ينظم احتفالات في أرجاء العالم لذكراهم؟ وها هي بالذات النكبة الفلسطينية تخلد في أرجاء العالم'. مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تخلدت لأن العالم العربي عارض بشكل ثابت كل اقتراح لإعادة تأهيلهم. وحتى قرار 194 للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يمنح إمكانية العودة بشروط معينة، عارضه العرب لأنه كان يستوجب الاعتراف بدولة يهودية حسب قرار التقسيم. إن كل الذين شاركوا في احتفالات النكبة في الأسبوع الأخير لا يخدمون حل المشكلة. هم يخدمون رواية الدعاية التي تخلد المشكلة. ويطورون وهم العودة. فقد أوضح الناطقون العرب المرة تلو الأخرى أن مطلب العودة يستهدف هدفا واحدا: تصفية دولة إسرائيل. المصالحة لم تتحقق من خلال دعاية الأكاذيب التي تجعل ولادة إسرائيل جريمة. المصالحة لا تتحقق إلا عندما تنتصر الحقيقة.
'الفلسطينيون يكذبون'
ورد في خبر نشرته صحيفة 'اسرائيل اليوم' بتاريخ 16.5.2014: 'الحادثة الأخطر كانت في حاجز بيتونيا شمالي القدس، حيث أشعل ما يقارب 150 متظاهرًا فلسطينيًا إطارات سيارات وألقوا الحجارة تجاه جنود جيش الدفاع، الزجاجات والحديد. الفلسطينيون ادعوا أنه خلال المواجهات قتل شابان فلسطينيان، محمد أبو ظاهر (22) ونديم نوارة (17) بنيران الجيش. في جيش الدفاع الاسرائيلي أنكروا ادعاءات الفلسطينيين وأوضحوا أن قوة الجيش ردت على الهجوم بواسطة أدوات لتفريق المظاهرات، بالأساس بواسطة الكرات المطاطية. مصادر في الجيش ذكرت أن قوات الأمن أبلغت أنها لم تستخدم النيران الحية أبدًا، ولكن الموضوع قيد الفحص.
وفي خبر آخر نشر بتاريخ 21.5.2014 زعمت الصحيفة أن شريط الفيديو الذي يثبت إطلاق النار على الشابين من قبل الجيش غير صحيح: وزير الأمن يعالون تطرق أمس للصور للشريط الذي نشره الفلسطينيون: نحن نعرف جيدًا هذه الأفلام المغرضة. الحديث يدور حول حادثة عنيفة تم خلالها إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة تجاه شرطة حرس الحدود، الذين شعروا بخطر على حياتهم فتصرفوا بما يتناسب مع ذلك. الشريط محرر بشكل ممنهج ولا يظهر العنف الذي كان خلال أعمال الشغب.