أنت حديقة من الغيوم وأصابعي جمر لا ينطفئ- نمر سعدي
(1)
السنبلات الخضر في صدري
ونهر زنابق حمراء في يدك التي تهتاج في البلور
يا لبراءة العصفور في جسدي
ويا لقواي حين كدمعة تنهار فوق رخامك الأعمى
المعذب بالندى والطين..
(2)
تسندني جهنم
ترتقي عيناي في الرؤيا اللعينة..
لا يضر مع اسمك القمري شيء قط
لكن الطريق إلى مجرات الحنين يقول
وجهك وردة في القلب.. مشكاة مدماة
وخبزي مثل حلمي يابس
وسماء هاويتي بلا باب لأدخلها
وكل الغمغمات خفيفة
وخطاك ليس ترن فوق الماء
(3)
يا للماء حين يشف بحر في الظهيرة
وهو يصهل في الدماء كجذوة صخرية بيضاء
تشعل رمل ظهري الآن..
يا للسنبلات الخضر في صدري
ونهر زنابق حمراء..
(4)
ضوء فراشة ينساب من قدميك
أو من منجم الذهب المعتق واشتباه الشمس
هذا مهرجان الزنجبيل اذن
وعرس للندى الصيفي ..
نومك ماء صلصالي ونومي سروة وحمامتان صغيرتان
تربيان بنفسجا في ظل تمثال
فلا أدري بماذا كنت أحلم
كان قلبي في حواف الأرض بحريا وليليا
ويشبه مرة فزاعة سوداء أو قمرا هلاميا تخثر.. مرة أخرى
(5)
بماذا كنت أحلم؟
آه لا أدري...
بغيرك لست أحلم ربما
ويصيبني ضجر من المدن الحديثة والبحار
يصيبني مطر خفيف منك..
(6)
أي فراشة حجرية حطت على عيني
وانشق النهار كزهرة برية بيضاء
تحرس نوم أنكيدو من الدمع المنافق
في مرايا نسوة كسرن في دمه وصايا الملح
كن على طريق الغيم والريح العقيم معا؟
وكنت دليلتي الأولى
وكان يدور حول ظلامه أو بئره شمشون
يصرخ صامتا في الليل صرخة من يموت
تقصفت كفاه وهو يدق صخر البرزخ العالي..