"هآرتس": اطلاق جندي النار على فلسطينيين في بيتونيا في ذكرى النكبة بسبب الملل يلخص جريمة الاحتلال
تناولت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في مقالها الافتتاحي اليوم حادث استشهاد فلسطينيين في يوم ذكرى النكبة الفلسطينية وقالت انه يلخص جريمة الاحتلال التي حولت قوات جيش الاحتلال من جيش للشعب الى بؤرة عنف.
وفي ما يلي ما نص المقال:
"لا يفيد مقال لحاييم ليفينسون وآموس هاريل نشر يوم الخميس بأن جنديا ليس محاربا اطلق النار، خلافا للتعليمات، على محتجين فلسطينيين خلال تظاهرة بيتونيا، بسبب "الملل" في ما يبدو، بشيء يذكر في مسار التحقيق في مقتل اثنين من الشبان الفلسطينيين خلال مسيرة احتجاج في يوم النكبة. فهو يثير اسئلة صعبة اخرى، لا تقل أهمية عن الحادث ذاته.
هذا الجندي كان يعمل اساسا في الاتصالات، ولا يجوز الكشف عن وظيفته او وحدته نظرا للحظر العسكري. ويبدو انه كان يريد في احدى الحالات اطلاق النار على تظاهرات، وانه امسك بين يديه بندقية لاحد رجال شرطة الحدود. وقالت مصادر في المكتب الرئيسي للقوات الاسرائيلية، الذي يمثل ذلك الجندي، انه بالقدر الذي لديهم من المعلومات فان الجندي اطلق رصاصتين مطاطيتين، تنفيذا للتعليمات وبموافقة قادة الميدان.
ولا يقلل هذا الرد من مدى خطورة الحادث فحسب، بل انه يذر مزيدا من الرماد في العيون التي تحاول رؤية الصورة. قادة جنود يطلقون النار على الناس، ويدعون "زائراً" يرافقهم يستهدف آدميين ليزيد من "متعة" مهمته؟ ان التدهور الاخلاقي المذهل يبين ان الحادث يتطلب من الجيش الاسرائيلي اجراء محاسبة للذات، ليس فقط في ما يتعلق بالتقاليد المرعية التي يفترض انها لدى جنودها فحسب، وانما في ما يتعلق بالنظام العسكري ايضا.
اوقف الجندي الذي شارك في عملية اطلاق النار في بيتونيا عن العمل، وفتحت الشرطة العسكرية تحقيقا ضده، لكن لا يمكن توجيه اللوم اليه فحسب، وانما لشرطة الحدود التي كانت هناك في ذلك الوقت. والانهيار الاخلاقي يقع في اطار مسؤولية كل الحكومات الاسرائيلية منذ العام 1967، وخاصة الحكومة الحالية المناصرة للاستيطان والمناوئة للسلام.
ان حكاية اطلاق النار في بيتونيا تصور مجمل ما يتعلق بجريمة الاحتلال، التي حولت الجيش الاسرائيلي من جيش الشعب، مهمته حماية مواطني الدولة، الى عنف بيوت الدعارة، حيث يقوم رجال الجيش والشرطة باطلاق النار على الفلسطينيين كما لو انهم البط في منطقة الصيد.