ليلى غُزي: تونسية يسكُنها عشق فلسطين
رام الله - ألف - عبد الباسط خلف:
تصل الناشطة التونسية ليلى غُزّي نهارها بليلها لدعم مساعي القيادة الفلسطينية للتوجه إلى الأمم المتحدة، فتكتب عبر حساب"الفيس بوك" وتنشر مقالات، وتختار مقطوعات غنائية فلسطينية، ولا توفر مجموعة فلسطينية إلكترونية إلا وتنضم إليها، مثلما تتفاخر بنشر صورة شخصية لها بوشاح يحمل العلم الفلسطيني.
تقول في حوار عبر شبكة الإنترنت: أعطي فلسطين كل ثانية من وقتي، وبخاصة خلال الأيام التي تسبق تصويت الأمم المتحدة ، ومجلس أمنها على عضوية الدولة التي ستحمل الرقم 194. ولم أكتف بذلك فنزلت إلى شوارع تونس، وتظاهرت دعماً لفلسطين في إطار منظمات وجمعيات المجتمع المدني، واحتشدنا أمام سفارة فلسطين دعماً للقضية التي دخلت قلبي منذ الصغر. كما أتصل بالصحافيين والسياسيين في تونس لأتابع واسمع وأشارك في نقاشات استحقاق الدولة الفلسطينية.
وبدأ عشق ليلى لفلسطين في سن مبكرة يوم كان والدها الهادي بن مبروك، السياسي والناشط في حزب الوحدة الشعبية يصطحبها معه إلى مقر الحزب، فتستمع لنقاشات ومداولات، وتشارك في منتديات الحزب. وقبل أن تكمل ربيع عمرها العاشر، صارت تحفظ معلومات تاريخية وجغرافية عن فلسطين، وهو ما تفتقره مناهج المدارس في بلادها الخضراء.
تضيف: كنت أستمع لقضايانا المحلية والعربية والدولية، لكنني لم أنحز إلا لفلسطين، بالرغم من النقاشات التي كانت تحمل طابعاً فكرياً للحزب وشؤون الديمقراطية والتقدمية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان وحرية المرأة وثقافة السلام وثقافة الحرب. وأول ما عرفته هو أن فلسطين شعب بلا وطن، بعد أن شرده الاحتلال في دول العالم، ونهب أرضه.
أبصرت ليلى النور في26 أيلول العام 1977، وساهم التواجد الفلسطيني في بلادها بمنحها فرصة للاقتراب من هموم الأراضي المحتلة، وصارت تربطها صداقات مع مؤسسات ونشطاء شباب من فلسطين، مثلما ساهمت شبكة الإنترنت في تقريب مسافة شوقها لزيارة فلسطين، فشاهدت الصور وسمعت الأغاني وقرأت الأدبيات.
غير أن "الفيس بوك" لم ينزع فتيل توقها للوصول إلى القدس والمدن الأخرى التي قرأت عنها، وتتابع شؤونها.تقول: أفتش دائما عن فرصة لزيارة أهلي وشعبي في فلسطين، وأتمنى أن يتحقق هذا الحلم الذي ولد في قلبي وأنا طفلة صغيرة.
لم تمنع" ثورة الياسمين" التي شاركت غزي بيومياتها عن ملاحقة أخبار فلسطين، وتعميق حبها لها، ففلسطين تسري في دمها كما تصف، وزيارتها تطيل العمر.
وتعرف ليلى معلومات عن مدن جنين ونابلس وقلقيلية وبلدات مثل جيوس وبلعين ونعلين، كما تختزن ذاكرتها أسماء قادة وشهداء وحركات مقاومة وأحداث وأطباق فلسطينية كالتبولة وورق العنب والمقلوبة. وتتمنى أن تحتفل بذكرى ميلادها والاعتراف بالدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وتعد باجة، شمال غرب تونس، حيث ولدت، مسرحاً لأحلامها. إذ انتزعت العام 2009 عضوية المجلس الجهوي( أعلى سلطة في الولاية)، وصارت إلى جانب ثلاث نساء وأربعة وعشرين رجلاً يرسمون السياسة الداخلية للولاية، قبل أن يشعل محمد بوعزيزي نار ثورات الربيع العربي، بعدما حرق نفسه غضباً وقهرا. وتستعد للترشح في الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين أول القادم.
تتابع غزي، التي تحمل شهادة في الإدارة والاتصالات، وتستعد لإكمال دراساتها العليا في المجال نفسه: أفخر بفلسطين، وكم أتمنى أن تعيش لحظات حريتها، وأن ينصفها العالم بدولة. وبالرغم من بحثي المتواصل عن وظيفة دائمة، إلا أنني لا أتوقف عن قلقي وحزني وتقديري لفلسطين الأرض والشعب والأحلام.