جنين: مؤتمر دولي حول 'تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين'
افتتحت الجامعة العربية الأمريكية في جنين، اليوم الأحد، مؤتمرها الدولي الأول تحت عنوان: 'تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: تحديات ونزعات مستقبلية'، بمشاركة محلية وعالمية واسعة.
ويسعى المؤتمر الأول من نوعه الذي تستضيفه فلسطين والجامعة العربية الأمريكية ويأخذ صبغة أكاديمية سياسية اقتصادية، لإيجاد مساحة فكرية إعلامية لوضع حد للتفرد الإسرائيلي في مخاطبة صناع الرأي والقرار العالمي بفرض الرواية 'التاريخية' المشوهة والمبتورة وأحادية الجانب على العالم، إضافة لتسليط الضوء على البعد التاريخي والبنيوي للمشروع الصهيوني 'إسرائيل' ودوره ووظائفه الإقليمية والعالمية وما طرأ عليه من تحولات وتطورات في حقبة العولمة.
وافتتح المؤتمر رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الأمريكية محمد اشتية بكلمة قال فيها :'إن لب الصراع هو الاحتلال، والحل الوحيد هو تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، فالمفاوضات على مدار عشرين عاما لم تنهِ الاحتلال
وأوضح اشتية أسباب الرفض الفلسطيني ليهودية الدولة، مشيرا إلى أنها ترتبط بالمستقبل عبر إنهاء حق عودة اللاجئين، وبالحاضر بتهجير وإزاحة فلسطينيي 1948 للضفة، والقاضي بجعل الحركة الصهيونية حركة تحرر وطني وحققت عودة تاريخية لليهود إلى وطنهم.
وأضاف، 'إسرائيل تريد استمرار الأمر الواقع بتكريس الاستيطان والقتل والاستيلاء على الأراضي والاجتياحات والاعتقالات، وتحويل السلطة تدريجيا إلى بلدية كبرى للضفة الغربية تقدم الخدمات للمواطنين ولا تسيطر على مقوماتها من المياه والكهرباء والأسواق والمعابر'.
وأوضح اشتية أن السياسة الفلسطينية الحالية تقوم على كسر الأمر الواقع وأولها الاستمرار بتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وتشكيل الحكومة التي حتما ستقاطع وستفرض عليها العقوبات الاقتصادية، والتي يجب ان يكون برنامجها قائما على العمل الفوري لإعادة الكهرباء إلى قطاع غزة وعلى مدار 24 ساعة، ومعالجة مشاكل البطالة التي وصلت إلى مستويات خطيرة، وفتح معبر رفح على أرضية فلسطينية مصرية دون السماح بعودة إسرائيل إليه تحت أي شكل من الأشكال.
وفي كلمته قال رئيس الجامعة العربية الأمريكية أ.د. محمود أبو مويس 'إن الجامعة التي تحتضنكم اليوم انطلقت مسيرتها في اليوم الأول لانطلاقة انتفاضة الأقصى، وأن فكرتها وعملية بنائها بدأت مباشرة بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 التي باركها الفلسطينيون بآمال كبيرة، ولكن للأسف لم يتم إدراك السلام لغاية الآن، وبعد عشرين عاما بقيت عملية السلام مجرد عملية لم تسفر عن السلام، وبدلا منه وعلى مدى عقدين عمقت إسرائيل ووسعت احتلالها للأرض وهيمنتها وقمعها للفلسطينيين لتحاول مرارا تحطيم الحلم الفلسطيني بالعيش بسلام كسائر البشر'.
وشارك في المؤتمر ممثلون عن جامعات كوفينتري ولندن البريطانيتين، وكادر هاس التركية، وأكرون في أوهايو الأميركية، وواشنطن الامريكية، وأوتوا وتورنتو في كندا، وأديس أبابا الأثيوبية، وقرطبة وغرناطة الاسبانيتين، وفيينا النمساوية، وجواهرال نهرو الهندية، والعلوم الحياتية النرويجية، ولام باري جون مونيه في مدينة باري الإيطالية.
وتخلل اليوم الأول للمؤتمر ثلاث جلسات نقاش، حملت الأولى التي أدارها د. مفيد قسوم من الجامعة العربية الامريكية عنوان: 'قضايا لب الصراع' وقدم فيها كل من: د. منار مخول من مؤسسة بديل ورقة حول اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة والعملية السلمية، ود. سهيل خليلية من معهد الأبحاث التطبيقية ورقة بحثية حول الاستيطان وآثاره الإستراتيجية على تحويل الصراع، وتحدث أ.د. يوسف جبارين من أم الفحم عن إستراتيجية إسرائيل نحو القدس، وقدمت الباحثة نواشان لنجر من الهند مداخلة عن تخيل المستقبل والتخطيط لعودة اللاجئين الفلسطينيين.
أما الجلسة الثانية التي أدارها د. تشارلي ثايسون من جامعة كوفينتري البريطانية وحملت محور 'المقاومة الشعبية'، تحدث فيها كل من د. مروان درويش من جامعة كوفينتري عن حركة المقاومة الشعبية ضد جدار الفصل العنصري والمستوطنات، ود. مازن قمصية من جامعة بيرزيت عن دور المقاومة الشعبية في تحويل الصراع، ود. عبد الرحمن التميمي من جامعة القدس حول مستقبل المقاومة الشعبية في ظل اتفاقية سلام مؤقتة، وقدم محمود ظواهري من لجنة تنسيق النضال الشعبي في محافظة بيت لحم ورقة بعنوان:'المقاومة الشعبية كمرحلة رابعة نحو انتفاضة سلمية ثالثة'، ود. دييغو هيدلجو من جامعة قرطبة الاسبانية ورقة بحثية عن الكفاح ضد الاحتلال عن طريق التدخل الدولي السلمي لتحويل الصراع في فلسطين، والباحثة آنا سانشيز من المعهد الدولي للعمل اللاعنفي ورقة بعنوان:'دور المجتمع المدني في بناء السلام وتحويل الصراع'.
وحملت الجلسة الثالثة محور 'اللغة والأدب والفن والمثقفون في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي'، وأدارها د. راسم كايد من الجامعة العربية الأمريكية، حيث شارك فيها كل من أ. د. أحمد عطاونة رئيس جامعة الخليل بورقة عن تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي في ظل الاحتلال، وقدم أ. د. محمد دوابشة من الجامعة العربية الأمريكية مداخلة حول صورة الأخر في الخطاب الأدبي للصراع، وتحدث الأستاذ الدكتور ايسار سيلين من جامعة كادر هاس التركية عن دور الفنانين وأعمالهم في تحويل الصراع، ود. زهير الصباغ من جامعة بيرزيت بورقة عن دور المثقفين الإسرائيليين في هندسة الصراع.