جنين: مؤتمر 'تحويل الصراع وبناء السلام' يوصي بإطلاق مدرسة فكرية فلسطينية
أوصى باحثون محليون ودوليون متخصصون بإطلاق وتطوير مدرسة فكرية فلسطينية تعنى بالصراع والسلام ودراسات التنمية يكون مقرها الجامعة العربية الامريكية في جنين.
وتهدف المدرسة الى اجراء بحوث موجهة نحو صانعي السياسات، خصوصا بعد انهيار النموذج الخارجي محور(عملية السلام) خلال العقدين الماضيين واثباته عدم جدواه في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما أوصى الباحثون بضرورة استحداث برنامج ماجستير حول قضايا الصراع، وإصدار مجلة علمية نصف سنوية تجمع المفكرين الفلسطينيين والعرب ومن جميع انحاء العالم لبلورة الأفكار حول تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين.
جاء ذلك في اختتام اعمال المؤتمر الدولي الأول الذي استضافته الجامعة العربية الأمريكية في جنين على مدار يومين تحت عنوان 'تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: تحديات ونزعات مستقبلية'، بمشاركة محلية وعالمية واسعة أشادت بتميزه على الصعيد الوطني، وبنموذجيته في تحقيق الاهداف.
وقام رئيس الجامعة الدكتور محمود أبو مويس بتكريم الباحثين والباحثات المشاركين بالمؤتمر، واللجان المتنوعة التي ساهمت في الاعداد والتحضير والتنظيم والاتصال والتواصل على مدار الأشهر السابقة، ونقل للحضور اشادة رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور، ومباركته للنجاحات التي حققها المؤتمر على الصعيد المحلي والدولي، والذي اعتبر هذا النجاح نقطة بداية لتأسيس فكر فلسطيني شجاع قادر على إيصال الرواية الفلسطينية، وإقناع العالم بعدالة قضيتنا، وضرورة وقوف احرار العالم مع شعبنا الحالم بالحرية وبناء دولته.
وفي نهاية جلسات اليوم الثاني أعلن القائمون على المؤتمر في بيان صحفي عن التوصيات التي كان أبرزها، عدم اعتماد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على النظريات، وعليه فان المدرسة الفكرية للجامعة ستعكس الواقع الفلسطيني وستغرس شعورا بالمسؤولية عند التعامل مع مشكلة الصراع، والعمل بطرق مبتكرة للتأكيد على وحدة النخب الفلسطينية واتخاذ خطوات تتماشى مصالحها مع صالح القاعدة الجماهيرية (مقاومة الاحتلال)، وتزويد راسمي السياسات الفلسطينيين والمنظمات الدولية الناشطة في فلسطين بالبيانات والمعلومات والتحاليل الخاصة بالصراع وديناميكيته واتجاهاته، وتجنيد القاعدة الجماهيرية الفلسطينية في كافة اماكن تواجدها، والضغط على اسرائيل باستخدام وسائل مبتكرة وفعالة لحملها على السير في المسار السلمي الحقيقي والعادل والدائم والشامل، واجراء بحوث اصلية حول اسرائيل الدولة والمجتمع.
وكان اليوم الثاني للمؤتمر قد تضمن أربع جلسات أدار الاولى الدكتور زهير صباغ من جامعة بيرزيت، وحملت عنوان 'مطلب يهودية الدولة بين استمرارية الصراع وتحويله'، أما الجلسة الثانية فتمحورت حول 'دور الاعلام والفضاء الالكتروني في تأجيج الصراع أو تحويله'، أدارها الأستاذ الدكتور ايسار سيلين من جامعة كادر هاس التركية، وحملت الجلسة الثالثة عنوان 'الاقتصاد السياسي للعملية السلمية والسلام الاقتصادي'، حيث ادارها الأستاذ الدكتور يوسف جبارين من ام الفحم، وشارك فيها كلا من الدكتور فضل النقيب من جامعة اوتوا الكندية بورقة بحثية حول الاقتصاد السياسي للعملية السلمية ومفهوم السلام الاقتصادي، والدكتور راسم كايد من الجامعة العربية الامريكية بورقة عن المبادرات والشركات الاقتصادية الفلسطينية والإسرائيلية ودورها في تحويل الصراع، والدكتور مفيد قسوم من الجامعة العربية الامريكية بورقة عنوانها المعيقات والمحولات في تحويل الصراع اليهودي الصهيوني والعربي الفلسطيني.
وفي الجلسة الرابعة الختامية التي أدراها الأستاذ الدكتور مروان درويش من جامعة كوفينتري البريطانية، وتمحورت حول معضلات الحوار التاريخي بين المجموعات المتصارعة، تحدث فيها كلا من الدكتور تشاك ثايسون من جامعة كوفينتري البريطانية عن معضلات الحوار ومدى مساهمة لقاءات المجموعات الإسرائيلية الفلسطينية في تحويل الصراع، والأستاذ الدكتور رافائيلا نانيتي من جامعة ايلانوي في شيكاغو الامريكية عن رأس المال الاجتماعي كوسيلة في تحويل الصراع، والدكتورة أليساندرا ريكارديللي من جامعة لام باري جون مونية الإيطالية حول الجامعات بصفتها مواقع لبناء رأس المال الاجتماعي ودورها في تحويل الصراع وتحقيق التنمية المستدامة من خلال النموذج الكرواتي.