مؤتمر في 'القدس المفتوحة' يدعو إلى رعاية وتمكين ذوي الإعاقة
دعا المشاركون في مؤتمر المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والقانونية تجاه رعاية وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، الذي نظمته جامعة القدس المفتوحة في دورا ومديرية التربية والتعليم جنوب الخليل، اليوم الثلاثاء، إلى زيادة الاهتمام بقضايا ذوي الإعاقة وإلى العمل بشكل فاعل على دمجهم وتوفير السبل والآليات لذلك بشكل واقعي وملموس بهدف توفير الحياة الكريمة اللائقة بهم.
وعقد المؤتمر تحت رعاية رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة عدنان سمارة، بالتعاون مع كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في الجامعة، وذلك في مركز شهداء دورا الثقافي، بمشاركة فاعلة من مختلف فعاليات محافظة الخليل.
وطالب المشاركون في المؤتمر بتشخيص وتوفير التدريب والخدمات والتأهيل لذوي الإعاقة، وشدّدوا على ضرورة إقرار الموازنات المالية لتطبيق وتفعيل القوانين الخاصة بذوي الإعاقة، وقيام وزارة الشؤون الاجتماعية بدورها في تطوير البرامج والخطط التي تتلاءم مع احتياجات ذوي الإعاقة.
وشدد المشاركون على أهمية تنمية المسؤولية المجتمعية نحو قضايا ذوي الإعاقة بشكل عام، وذلك من خلال تنمية الالتزام الذاتي والتنشئة الاجتماعية السليمة، كما شددوا على أهمية العمل على وضع الخطط لمواءمة البيئة التعليمية من ناحية فيزيائية لتنسجم مع واقع ذوي الإعاقة.
وطالب المشاركون بتفعيل قانون العمل الخاص بذوي الإعاقة من ناحية إلزام المؤسسات باستيعاب نسبة 5% منهم في الوظائف المقرّرة وفق القانون الفلسطيني، وشددوا على أهمية التوعية بأهمية دور الأسرة في دمج ذوي الإعاقة مجتمعياً وأكاديمياً ومهنياً ووضع البرامج العلاجية لهم في كل الجوانب والمجالات.
وأهاب المشاركون بأصحاب القرار وبتكاتف الجهود الخاصة بدعم العلاقات الاجتماعية لمشاركة ذوي الإعاقة في برامج التنمية وخاصة بالنسبة للنساء ذوات الإعاقة البصرية، والعمل على إلحاق المعلمين والمعلمات بدورات متخصصة بذوي الإعاقة لزيادة اتجاهاتهم الإيجابية نحو أنفسهم ونحو المجتمع، وتهيئة وتجهيز كل المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والأهلية بالمستلزمات المطلوبة لتحسين عملية دمج ذوي الإعاقة وتذليل الصعوبات التي تحول دون ذلك.
وطالب المشاركون بتدريب أخصائيين في مجال رعاية ذوي الإعاقة من ناحية عضوية ونفسية، وبطرح تخصص 'التربية الخاصة' في الجامعات، وذلك من أجل القيام بتقديم الخدمات بشكل علمي ومهني لهذه الفئة، وبصياغة برامج توعوية في المدارس والجامعات حول العمل على تعديل اتجاهات الطلبة نحو الأشخاص ذوي الإعاقة.
وافتتح محافظ الخليل كامل حميد المؤتمر، بتقديم الشكر لجامعة القدس المفتوحة نيابة عن ذوي الإعاقة وأسرهم، وللقائمين على هذا المؤتمر الذي يسهم في دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، خصوصا أن رقعتهم تتسع مع زيادة الاحتلال والحصار والاستيطان.
وأشار إلى أننا في هذه اللحظات نشعر أننا أمام مسؤولياتنا تجاه ذوي الإعاقة وعلى المؤتمر أن يبحث مدى الخدمات المقدمة لهم وما إذا كانت بالحجم المطلوب، والعمل على تحسين كل ما يقدم لهم، فنحن نسمو بذوي الإعاقة.
وأضاف أن المؤتمر يجسد أحد ركائز استقرار المجتمع الفلسطيني والأمن في ظل فرحة تملأ قلوب كل الفلسطينيين بالوحدة الوطنية والمصالحة وإنهاء الانقسام وإعلان حكومة التوافق التي يقودها الأخ الرئيس محمود عباس، والذي نبعث له من محافظة الخليل بكل التحية والتقدير على دوره المتميز من أجل لم الشمل الفلسطيني.
واستذكر حميد الأسرى في سجون الاحتلال الذي يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام، مشيرًا إلى أن الأسرى كانوا ولا يزالون رمزا للوحدة الوطنية وللصمود وللحرية والكرامة.
وفي كلمته، أكد رئيس الجامعة د. يونس عمرو، على أن المؤتمر يشكل حلقة من حلقات البحوث العلمية التي ترعاها القدس المفتوحة وأن هذه المؤتمرات تمس قطاع ذوي الإعاقة من أبناء شعبنا، فجامعة القدس المفتوحة من أولى المؤسسات الفلسطينية التي رعت هذا القطاع رعاية جادة سواء في التعليم أو في الوظائف أو حتى في الدراسات العليا، بل تتميز جامعة القدس المفتوحة دون سائر مؤسسات الوطن أنها أول مؤسسة تنشئ مختبرات حاسوب خاصة بالمكفوفين، ولا تقتصر هذه المختبرات على الطلبة بل يستخدمها مختلف أبناء شعبنا من ذوي الإعاقة.
وأضاف أن قطاع ذوي الإعاقة قطاع يستحق كل الرعاية والتقدير وأن كلية التنمية الاجتماعية تولي هذا القطاع أهمية كبرى حيث أنشأت قسم التربية الخاصة للتعامل مع قطاع ذوي الإعاقة، فكل أفراده حساسون يرفضون العطف والتعاطف، فهم على درجة عالية من العزة والاعتداد بالنفس وحينما تتعامل مع أي منهم يجب أن تكون واسع الصدر نبيها، ومن هنا كان اهتمام جامعة القدس المفتوحة بإنشاء قسم خاص وهو التربية الخاصة ليتخرج من هم مؤهلون بالتعامل مع هذا القطاع.
وأشار إلى أن جامعة القدس المفتوحة أولت طلبتها من ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما كبيرا، بتأمين الخدمة لهم سواء بتلقيهم لعلمهم وطباعة كتب الجامعة وتأمينها لهم بمنهج بريل المكلف جدا، وتؤمن المساعدة في القراءة والكتابة لذوي الاحتياجات الخاصة سواء من الإعاقة الحركية أو البصرية سواء في التحصيل العلمي أو الامتحانات.
إلى ذلك، قال مدير التربية والتعليم جنوب الخليل، أ. فوزي ابو هليل، إن المؤتمر الذي يتناول المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية تجاه تمكين ذوي الإعاقة يدعونا للتوقف في بعض محطات ذات دلالات مجتمعية عميقة وأبرزها التكامل الذي يتأتى من التعاون بين وزارة التربية والتعليم وجامعاتنا وعلى رأسها القدس المفتوحة، وهذا التعاون يسهم في بناء حياة المجتمع الفلسطيني.
وأضاف أبو هليل، أن مديرية تربية جنوب الخليل وجامعة القدس المفتوحة في دورا نظمتا مؤتمرا حول الشباب ورعايته وتمكينه وهو ما أسهم في تعزيز وتكامل الدور الوطني لمؤسساتنا التعليمية، ومؤتمر اليوم يصب في مصلحة ذوي الإعاقة الذين يمكن أن يخدموا مجتمعهم بدرجة متكافئة مع نظرائهم الأصحاء.
من جانبه، قال د. تسير أبو ساكور مدير فرع دورا ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن التزايد الكبير في أعداد ونسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني يتطلب زيادة الاهتمام وبذل الجهود للمساهمة في تقديم الخدمات ودمج هذه الفئات في الحياة العامة والعملية، لضمان الاستفادة من طاقاتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحرصاً من جامعة القدس المفتوحة في فلسطين على مواكبة آخر المستجدات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والقانونية للأشخاص ذوي الاعاقة.
وأضاف د. أبو ساكور، أنه نظراً لارتفاع نسبة الإعاقة في فلسطين، وتزايد الاهتمام بها من قبل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي والمؤسسات الدولية، بالإضافة إلى اهتمام الجامعات الفلسطينية بهذه الفئات بشكل عام وجامعة القدس المفتوحة بشكل خاص، وحيث أن قطاع التربية والتعليم بما يشكله من معلمين وإداريين وطلبة أكثر تأثيرا في المجتمع، ونظرا للعلاقة التكاملية والتعاون بين المؤسسات التربوية والأكاديمية، جاءت فكرة المؤتمر تحت عنوان 'المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والقانونية تجاه رعاية وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني'.
وأوضح د. أبو ساكور، أن المؤتمر هدف إلى إلقاء الضوء على دور المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية والنفسية والقانونية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين، ومسؤوليتها نحو تمكينهم ووصولهم إلى الخدمات.
وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات علمية، عرضت في الجلسة الأولى والتي كانت بعنوان واقع المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والقانونية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، ست أوراق علمية تناولت قضايا مختلفة.
وفي الجلسة الثانية والتي كانت بعنوان الخدمات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، تمت مناقشة خمس أوراق علمية تناولت مسؤولية القطاع الخاص نحو ذوي الإعاقة وتوفير فرص عمل لهم بكافة مستويات إعاقاتهم، ومدى توافر الخدمات المساندة للطلبة المعوقين وأسرهم، ومشاركة الأسرة في البرامج التأهيلية لذوي الإعاقة وكذلك تمكين المرأة الكفيفة في المجتمع الفلسطيني.
وفي الجلسة الثالثة والتي كانت بعنوان دور المؤسسات التربوية والأهلية والحكومية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، تمت مناقشة خمس أوراق علمية تناولت دور ومسؤولية وسائل الإعلام تجاه ذوي الإعاقة ،وكذلك دور المنظمات الأهلية والحكومية في رعاية ذوي الإعاقة وتوظيف أي إمكانيات متوافرة لديهم لدمجهم مجتمعياً.