تحليل: انهيار سياسي- براك ربيد
كتب المحلل السياسي لصحيفة هارتس براك ربيد :
ما يحدث في الأيام الأخيرة من محاولات حكومة إسرائيل، منع اقامة حكومة الوفاق الفلسطينية يمكن تلخيصها بكلمتين، انهيار سياسي، لأنه خلال ساعات قليلة بعد تشكيل الحكومة أعلنت كل الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وكاترين اشتون، ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والامين العام للامم المتحدة، عن اعترافهم بهذه الحكومة.
نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان، ووزير الصناعة نفتالي بينيت، قالوا لنا ان الصين والهند لا تهتمان بالشأن الفلسطيني وما يهمهم هو 'الهايتك' الإسرائيلي، واسرائيل لم تعلن عن موقفها من اوكرانيا لكي تنال اعجاب الرئيس الروسي بوتين ، لكن موسكو ونيودلهي وبيجين، اصدروا بيانات حماسية تأييدا للحكومة الفلسطينية الجديدة، حتى ان واشنطن وأوروبا اشترطت على الحكومة الجديدة الاعتراف بإسرائيل، لكن الروس والهنود والصينيون لم يكترثوا بمثل هذا الشرط .
نتنياهو حاول منع الاتفاق بين إيران والدول العظمى، والان هو يرفض اي تغيير بالوضع القائم، ويهاجم بشكل علني كل من يعارض موقفه حتى وان كان اهم حليف لاسرائيل، الولايات المتحدة.
نتنياهو لم يكن جاهزا لشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، لا يملك خطة ولا استراتيجية ولا برنامج سياسي بديل، والعالم يعي جيدا ان نتنياهو يمتاز بالقول ما الذي يجب عدم عمله لكنه لا يملك ادنى فكرة ما الذي يجب ان يفعله.
سياسة نتنياهو غير مفيدة وانما تضر بموقف إسرائيل في العالم، وانكشفت عورة حكومته التي لا تكترث بها اي دولة في العالم، وما بقي لنتنياهو الا ان ينشر تغريداته وتندديه على التويتر.
على نتنياهو ان يفحص افعاله والتفكير جيدا كيف وصل الى ما وصل إليه، محاولات اقناع الذات بان العالم ضدنا ولا سامي، يمكن ان تؤثر على مزاجه مرحليا، لكنها لن تأتي بالحل وأحداث الأيام الأخيرة يجب ان تكون بمثابة صفارة انذار للعزلة الكبيرة التي تعاني منها إسرائيل التي هي بحاجة ماسة الى مبادرة سياسية جدية.