"جميزة" أريحا تصارع الموت وروسيا ترسل فريقا من الخبراء لإنقاذها
مهند العدم - نجح فريق من الخبراء الروس في إنقاذ "جميزة " أريحا التي كانت مهددة بالموت بسبب جملة من العوامل اخطرها التلوث.
(الجميزة) "الشجرة المقدسة " التي تجاوز عمرها الالفي عام طرأ مؤخرا تدهور على صحة اوراقها التي أخذت بالاصفرار والتساقط، فيما تسببت الحشرات الحفارة بتآكل جسدها من الداخل، ما هدد بسقوطها، كما يقول ايجر جوفارليوف، مدير المتحف الروسي في أريحا والذي يشرف حاليا على حماية هذه الشجرة والحفاظ عليها بالتعاون مع بلدية اريحا.
واوضح جوفارليوف في حديث لـ القدس دوت كوم، ان "الجميزة" مصابة بامراض خطيرة جراء كبر عمرها وتعرضها للتلوث الناجم عن عوادم السيارات التي تمر بمحاذاتها، ما بات يشكل تهديدا حقيقيا لوجودها.
واشار الى ان فريقا من أفضل خبراء الزراعة في روسيا قام باجراء الفحوص والاختبارات اللازمة للشجرة، في محاولة لانقاذها ووقف تدهور حالتها، حيث تم إتخاذ خطوات فورية كان اهمها انشاء حفرة عميقة من اجل سقاية جذورها الممتدة على عمق 30 مترا، ووضع مواد وأدوية خاصة تم جلبها من روسيا لهذا الغرض.
ويقول جوفارليوف الذي يبذل جهودا كبيرة للحفاظ على الشجرة : "لقد طرأ تحسن على نضرة اوراقها وبدأت بإنتاج غصون خضراء جديدة، ما يعكس تحسن حالتها"، مشيرا الى ان المتحف الروسي يجرى بالتعاون مع بلدية اريحا دراسة حول امكانية اغلاق الشارع المحاذي للشجرة للحد من عملية تعرضها لتلوث، اضافة الى مناقشة مقترح يقضي بمنع الحافلات السياحية من الوقوف بجانب الشجرة وهذا من شأنه المساهمة في تشجيع السياح على الترجل من حافلاتهم والمشي سيرا على الاقدام من اجل الوصول الى الشجرة والتجول في شوارع المدينة بدلا من اكتفاء السياح بإلتقاط الصور للشجرة من داخل الحافلات خاصة تلك التي يكون فيها المرشد اسرائيلي.
وكان المتحف الروسي شكل غرفة طوارئ ضمت مجموعة من الخبراء الروس، وممثلين عن عدة جهات فلسطينية، من اجل إنقاذ "الجميزة" التي تستقطب عشرات الزوار من مختلف انحاء العالم يوميا، لاسيما المسيحيين منهم.
ووفقا لرواية الإنجيل عن هذه الشجرة "فان زكا او (زكريا) وهو إحد شخصيات العهد الجديد الواردة في الفصل التاسع عشر من إنجيل لوقا، كان يعمل جابيًا للضرائب في مدينة أريحا لمصلحة الإمبراطورية الرومانية التي كانت تحتل فلسطين آنذاك، وعندما علم بمرور يسوع المسيح من مدينة أريحا في طريقه نحو القدس، صمم على ملاقاته، لكنه لم يتمكن من ذلك لسببين الأول لأن المسيح كان محاطًا بجموع غفيرة، والثاني قصر قامته ولذلك قام زكا بتسلق شجرة جميز وأخذ يراقب الموكب؛ عندما أصبح المسيح تحت تلك الشجرة، نادى زكريا معلنًا له أنه سيتناول العشاء في منزله الليلة، ما أثار استغراب وحفيظة مرافقي المسيح، بسبب نظرتهم إلى مهنته التي كان ينظر لها بعين الريبة ؛ خلال العشاء أعلن زكريا توبته كما أعلن أنه إذا ما كان قد ظلم أحدًا في جبي الضرائب فسوف يرده إليه أربعة أضعاف، فقال له المسيح عندها: (اليوم تمّ الخلاص لهذا البيت)".