عماد سالم .. خرج في رحلة صيد فحوّله الاحتلال إلى فريسة !!
لم يعد مهما بالنسبة لعائلة الفلسطيني عماد شكري سالم من بلدة بيت لاهيا شمال غزة – لم يعد مهما التأكد من "الأسباب التشريحية" لموته بعد أيام من مغادرته المستشفى؛ مكتفية بحقيقة أن موته/استشهاده بعد أيام من مغادرته المستشفى هو بسبب الرصاصة القاتله التي لأطلقها عليه أحد جنود الاحتلال وهو في رحلة لصيد السمك على الشاطىء غرب البلدة...
قالت عائلة الشهيد "سالم" الذي قضى صباح اليوم الأحد عن 52 عاما من الفقر، أن الجندي الإسرائيلي المناوب في أحد أبراج المراقبة يوم خروجه للصيد على شاطىء البحر برفقة عدد من أصدقائه ( قبل أسبوعين ) قرر إنهاء حياته "بدم بارد" بإطلاقه الرصاص إلى صدره، فقط بعد أقل من ساعة واحدة على وصوله الشاطىء . قال نجله البكر أحمد سالم ( 26 عاما ) لـ القدس دوت كوم ، أن النار فتحت على والده من الأبراج العسكرية الإسرائيلية من على مسافة أمتار قليلة من مكان تواجد أصدقائه الذين كانوا يمارسون، كما هو، هواية الصيد، مشيرا إلى أنه ( والده ) نقل حينها مصابا بجروح خطيرة إلى "مستشفى الشهيد كمال عدوان"، ليمكث في قسم العناية المكثفة بالمستشفى مدة 3 أيام ثم يخرج بعدها إلى قسم الجراحة؛ قبل أن يُسمح له بالعودة إلى المنزل؛ إلّا أن صحته تدهورت بعد 4 أيام بشكل مفاجئ، ما استدعى نقله ثانية إلى المستشفى؛ ليعلن عن استشهاده هناك . "أبو جميل"، أحد أصدقاء المرحوم عماد سالم قال لـ القدس دوت كوم أن الشهيد "أبو أحمد" الذي كان يعمل لدى "مديرية الإمداد والتجهيز" التابعة لشرطة غزة، كان رجلا مرحا و حيويا رغم ما كان يعانيه من الفقر و شظف العيش، فيما أشار قريب له إلى أنه "كان يعيش حياة بسيطة، ووضعه المالي كان صعبا للغاية" .
فيما رجح بعض أقرباء الشهيد لـ القدس دوت كوم أن يكون تدهور حالته الصحية حتى الموت، قد نجم عن "نزيف داخلي لم يكتشف حين إصابته من قبل الأطباء" أو "كنتيجةً لتعرضه للتسمم بسبب الرصاصة التي اخترقت صدره".. رفضت المصادر الطبية في "مستشفى كمال عدوان" أن تقدم أي معلومات دقيقة حول أسباب ذلك التدهور، لافتة إلى أن الشهيد أدخل المستشفى و هو في حالة خطيرة وكان يتم متابعتها باستمرار .
عماد شكري سالم، فلسطيني آخر قضى شهيدا.. غير أن عائلته، أقاربه، أصدقاءه و كثيرين من أهالي "بيت لاهيا"، سيتذكرون طويلا أنه خرج ذات نهار من منزل العائلة في رحلة صيد، غير أن الرجل عاد محفوفا بالموت بعد أن حوّله الاحتلال إلى فريسة !