نص بعد منتصف اليقظة- سهير احمد
الرجل الذي أعرفه ولا يعرفني قرر استبدالي بأخرى لا تشبهني، هو مبتلى بسهم مسموم اهداه له كيوبيد كاذب، حين زغردت نسوة الحي بميلاد ذكر جديد, صدّق الزغاريد، نهض من مهده رجلا لا يشبه الرجال فأرداه كيوبيد بسهمه, عشق أولا عيني ابنة جارهم الكهل, غمز لها بتلويحة من شباك غرفته المقابل لمخدعها وخديعتها، هامت به وهم بها فاستجابت لأغنية تسمعها وكانت صفعة الأب في الانتظار, الذكر المقدام أغلق نافذته بالحديد المسلح وتسلح من جديد بزغاريد النسوة حين عبر أمامه ثوب برائحة البرتقال، ومن على خصر الصبية فك زنار العفة متحججا بأنه الطريق الأقصر للوطن, الرجل الذي أعرفه ولا يعرفني رآني صدفة أتسلق جدار التمرد نشيداً فصفق لي طويلا.. همست لي ابنة ابو الحسن أن ابتعدي، وابتعدت الرجل الذي سيتعرف علي قريباً سيغطي وجهه بقناع غزلته له أنثاه لتحميه من الحسد وعيون المها ونساء الحي وسيبكي طويلا حين توشوش له طفلته بأن رجلا يسكن قبالتهم تلهو كل يوم معه ويطيرها بأرجوحة يخبئها تحت عباءته القصيرة .