اليوم ذروة الجهد الفلسطيني لطلب الاعتراف بالدولة
تصل الجهود الفلسطينية على مدار الشهور الماضية ذروتها اليوم الجمعة بتقديم الرئيس محمود عباس طلبا للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية عضوا فيها.
وتهدد الولايات المتحدة الأميركية باستخدام حق النقض "الفيتو"، لمنع موافقة مجلس الأمن على القرار، وسبق للولايات المتحدة أن استخدمت هذا الحق عشرات المرات في مجلس الأمن كي تجنب الاحتلال الإسرائيلي الإدانة الدولية على ما تقترفه من جرائم.
وتحاول الولايات المتحدة تجنب استخدام "الفيتو" هذه المرة، وإفشال المحاولة الفلسطينية من خلال مجلس الأمن (15 عضوا) والذي يشترط موافقة تسع دول على الطلب بسبب الجو السياسي في المنطقة وتأييدها للثورات العربية المتوقع أن تخرج غدا في مسيرات تأييد لهذا التوجه.
ويخوض الشعب الفلسطيني بكافة مستوياته السياسية معركة الاعتراف بجهود جبارة لضمان اعتراف العديد منها بالدولة الفلسطينية، وفي سياق هذه العملية تم تجديد اعتراف العديد من الدول التي اعترفت بفلسطين بعد إعلان الاستقلال في العام 1988.
وتمكنت فلسطين وحسبما أعلن أكثر من مرة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث من تجنيد النصاب القانوني اللازم للاعتراف بهذه الدولة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة "ثلثي أعضاء الجمعية العامة" ولكن كعضو مراقب لا يحق له التصويت، ولكن له الحق في الانضمام لكل هيئات الأمم المتحدة.
وتتطلب المادة 4 من ميثاق الأمم أن تكون الدولة المتقدمة بالطلب "محبة للسلام"، وتقبل الالتزامات الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وعليه فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة هي صاحبة القرار بشأن قبول العضوية في الأمم المتحدة، لكن حسب المادة 4 (2) يتطلب أن يكون هذا "بناء على توصية من مجلس الأمن"، بالتالي فإن مجلس الأمن هو من ينظر في طلب العضوية أولاً.
وتاريخ الأمم المتحدة يشير لتجارب دول مشابهة للحالة الفلسطينية، لم تتمكن من تحقيق الحصول على العضوية بسبب الانقسام بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ومنذ العام 1946 استخدمت الدول دائمة العضوية الفيتو ضد طلبات العضوية للعديد من الدول. واستخدام الاتحاد السوفييتي الفيتو 51 مرة، والولايات المتحدة 6 مرات، والصين مرتان. وجميع هذه المرات التي استخدم فيها الفيتو كانت لأسباب سياسية بامتياز وليس لأسباب أو حتى مبررات قانونية.
وبموجب المادة 59 من النظام الداخلي المؤقت لمجلس الأمن هناك لجنة دائمة (التي تضم جميع أعضاء المجلس) لقبول الأعضاء الجدد، وترسل هذه اللجنة استنتاجاتها إلى مجلس الأمن. ومن ثم يكون على مجلس الأمن أن يتخذ قراراً، بموجب مشروع قرار، في تقدم توصية أو عدمه إلى الجمعية العامة. ويخضع هذا القرار للفيتو.
ولكن قرار الفيتو هذا يجب تفسيره للجمعية العامة، وذلك بموجب المادة 60 من النظام الداخلي لمجلس الأمن، والذي يقول يجب على المجلس تقديم "تقرير خاص" للجمعية العامة. أما إذا تم مرور مشروع القرار يتم تحوله إلى الجمعية العامة.
وفي الحالتين الرفض أو القبول تقوم الجمعية العامة، بموجب المادة 83 من نظامها الداخلي، قبول عضو جديد وهذا القبول يتطلب أغلبية الثلثين.
وتسمح المادة 137 من النظام الداخلي للجمعية العامة إحالة الطلب مرة أخرى إلى المجلس "لمزيد من الدراسة والتوصية"، إذا فشل مجلس الأمن أن يوصي بقبول الطلب أو أجل النظر في الموضوع.
وبالعادة تقوم الدول طالبة العضوية بتقديم الطلب للأمين العام للأمم المتحدة، والذي بدوره يقوم بعرض طلب العضوية على الممثلين في مجلس الأمن. وتبحث هذه اللجنة أي طلب يُحال إليها وتبلغ إلى المجلس النتائج التي تخلص إليها بشأن الطلب قبل انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة بما لا يقل عن خمسة وثلاثين يوماً، أو في حال الدعوة إلى عقد دورة استثنائية للجمعية العامة، بما لا يقل عن أربعة عشر يوماً قبل انعقاد مثل هذه الدورة.
ويمكن للدول الراغبة في الانضمام لهيئة الأمم المتحدة تقديم الطلب أكثر من مرة، فاليابان تقدمت بطلبات في 13/12/1955 و14/12/1955 و15/12/1955 واستخدم الاتحاد السوفييتي الفيتو في كل مرة، وهو ما ألمح له الأمريكيون بالقول "أن بإمكان الفلسطينيين تقديم طلب عضوية لدولة فلسطين كل يوم".وكانت الولايات المتحدة الأميركية استخدمت حق النقض الفيتو ضد القضية الفلسطينية 44 مرة منذ العام 1973 وحتى اليوم.
وفيما يلي تاريخ هذه القرارات:
عام 1973
26/7: الولايات المتحدة تعترض على مشروع قرار تقدمت به الهند واندونيسيا بنما وبيرو والسودان ويوغسلافيا وغينيا، يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية التي المحتلة.
عام 1976
25/1: واشنطن تستعين بالفيتو لمنع قرار تقدمت به باكستان وبنما وتنزانيا ورومانيا ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة مستقلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو / حزيران 1967 ن ويدين إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.
25/3: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث يطلب من إسرائيل الامتناع عن أية أعمال ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة .
29/6: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به كل من جويانا وباكستان وبنما وتنزانيا يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة .
عام 1980
30/4: فيتو أميركي ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
في عام 1982
استخدمت الولايات المتحدة الفيتو(7) مرات على النحو التالي:
• 20/1: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إسرائيل لضمها مرتفعات الجولان السورية.
• 25/2: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية في فلسطين بممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية.
• 2/4: فيتو أميركي يبطل مشروع قرار يدين إسرائيل في محاولة اغتيال رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة.
• 20/4: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى.
• 9/6: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار اسباني بإدانة الغزو الإسرائيلي للبنان.
• 25/6: فيتو أميركي ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن بشأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
• 6/8: الولايات المتحدة تعرقل صدور قرار يدين إسرائيل جراء سياستها التصعيدية في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في لبنان.
عام 1983
15/2: صوتت الولايات المتحدة ضد قرار يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في «صبرا وشاتيلا» بلبنان.
عام 1984
6/9: الولايات المتحدة تصوت ضد إصدار قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تطبق على الأقاليم المحتلة في لبنان بسبب اعتراض الولايات المتحدة.
عام 1985
• 12/3: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
• 13/9: واشنطن تستخدم الفيتو لإعاقة مشروع قرار أمام مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين.
عام 1986
• 17/1: الولايات المتحدة تعيق بالفيتو مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب إسرائيل بسحب قواتها من لبنان.
• 30/1: فيتو أميركي ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم إسرائيل باعتبار القدس عاصمة لها.
• 7/2: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار يدين اختطاف إسرائيل لطائرة الركاب الليبية.
عام 1987
20/2 : الولايات المتحدة تعترض بالفيتو على قرار يستنكر سياسة " القبضة الحديدية " وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الأولى .
عام 1988
• 18/1: واشنطن تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان ويطالبها بوقف أعمال التعدي على الأراضي اللبنانية والإجراءات ضد المدنيين.
• 1/2: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
• 15/4: فيتو أميركي ضد قرار لمجلس الأمن يدين إسرائيل لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها ثمانية فلسطينيين.
• 10/5: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لنقض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.
• 14/12: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لمنع استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الجوي والبري على الأراضي اللبنانية.
عام 1989
• 1/2 : أوقفت الولايات المتحدة باستخدامها الفيتو جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب .
• 18/2 : فيتو أمريكي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بإدانة إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة .
• 9/6 : الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لدول عدم الانحياز يدين إسرائيل لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة .
• 7/11 : الولايات المتحدة تعترض بالفيتو على قرار قدم لمجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
عام 1990
1/6: فيتو أميركي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
عام 1995
17/3 : مجلس الأمن يفشل في التوصل إلى قرار يطالب إسرائيل بوقف قراراتها بمصادرة 53 دونما ( الدونم يعادل ألف متر مربع ) من الأراضي العربية في القدس الشرقية .
عام 1997
• 7/3: واشنطن تعيق صدور قرار يطالب إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في شرق القدس المحتلة.
• 21/3: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو عندما اعترضت على مشروع قرار يدين بناء إسرائيل للمستوطنات اليهودية في جبل أبو غنيم شرق مدينة القدس المحتلة.
عام 2001
• 27/3: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة .
• 14/12 : واشنطن تجهض مشروع قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويدين التعرض للمدنيين.
في عام 2002:
20/12: واشنطن تحبط مشروع قرار اقترحته سورية لإدانة قتل القوات الإسرائيلية عدة موظفين من موظفي الأمم المتحدة. فضلاً عن تدميرها المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.
عام 2003
• 16/7 : الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقب قرار الكنيست الإسرائيلي بالتخلص منه
• 14/7: فيتو أمريكي ضد قرار يطالب بإزالة الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل والذي يقوم بتقطيع أراضي وأوصال السلطة الفلسطينية وينتهك أراضي المواطنين الفلسطينيين .
في عام 2004
• 25/3: صوتت الولايات لإسقاط مشروع قرار يدين إسرائيل على قيامها باغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين.
• 5/10: واشنطن تسقط مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف عدوانها على شمال قطاع غزة والانسحاب من المنطقة.
عام 2006
13/7: مجلس الأمن يفشل في تبني قرار يطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع غزة ، وذلك بسبب تصويت الولايات المتحدة ضد القرار.