مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

حلم الأجنحة الفلسطيني ...الطيران

ا جميل ضبابات

تتهيأ طائرة مروحية للهبوط في مقر المقاطعة بمدينة جنين شمال الضفة الغربية...وعندما تقترب من ارض مهبط حديث للطيران المروحي يعطي الملازم طيران فادي ابو عون إشارة الصفر للهبوط الآمن .

في الأثناء يجول ضباط من الشرطة الجوية الفلسطينية على أطراف المرابض التي من المحتمل ان تقف فيها طائرتان قد تكونا من نوع (م ) وقطر مراوحها يصل الى مترا.

هذه ليست إلا محاكاة نظرية لعمل وحدة جوية مجهولة نسبيا للفلسطينيين، لكن التجهيزات لذلك اليوم تجري على ارض  الواقع شمال الضفة الغربية.

فالشرطة الجوية التي تأسست نواتها عام تبني قدراتها بشكل يومي، لكن حلمها الذي تحقق على ارض الواقع عمليا، ما زال بانتظار التحليق عاليا.

الملازم فادي وغيره من ضباط الطيران الفلسطيني عملوا خلال الأشهر الفائتة على إنشاء مهابط طيران بمواصفات عالمية كما يقولون.

لكن الطائرات المروحية غير موجودة.. انها في مكان ما  يخفيه المستقبل.

واقفا، وسط مهبط واسع يعمل الضباط على وضع اللمسات النهائية لتجهيزه كي يستقبل الطائرات المروحية  يمكن لقائد الشرطة الجوية الفلسطينية العقيد طيران محمد تيسير عبد الله ان يوجه ضباطه إلى الإرشادات العملية لهبوط طائرة مروحية بشكل مفاجئ او اعتيادي.

ويهز مجموعة من الضباط الذين تلقوا تعلميهم في دول عربية وأجنبية رؤوسهم. وتنفرج ابتسامات الثقة بعد الحديث عن قرب انتهاء العمل في اول مهبط مجهز شمال الضفة الغربية.

ومن برج المراقبة يشير عبد الله الذي تلقى تعليمه مطلع الثمانينات في الباكستان ويوغوسلافيا الى حدود المهبط الحلم.

 

وقال لمراسل وكالة 'وفا'، ان الشرطة الجوية الفلسطينية مدربة بشكل جيد للتعامل مع قدوم طائرات مروحية من طرز مختلفة بشكل مفاجىء.

والفلسطينيون الذين بدؤوا بإنشاء مهابط حديثة للطائرات المروحية، كانوا  فقدوا  عام المروحيات الثلاث التي كان يتسخدمها الرئيس الراحل ياسر عرفات في تنقلاته  عندما أغارت طائرات إسرائيلية حربية على مهبطها في أنصار بمدينة غزة.

لكن أول سرب مروحي فلسطيني تشكل قبل ذلك بسنوات كثيرة. ففي العالم  أصبح لدى الفلسطينيين سربا مكونا من مروحيات من طراز بيل الاميركية في ليبيا.

ذاته القائد الحالي للقوة الجوية الفلسطينية عمل في سلاح الجو اليمني في اواسط الثمانينات.

وقال عبد الله' كان لدينا خبرات كافية. كان لدينا مهندسين وفنين في  عدد من الدول العربية. أيضا كان لدينا طيارين في سلاح الجو الليبي'.

وعمل في مهبط جنين نحو طيار ومهندس وفني. لكن كما يقول العقيد تيسير ان ثمة طاقم في رام الله. فيما الاحتياط يعمل في مؤسسات مختلفة وهو جاهز  لحظة استدعائه.

وساهمت دولا عربية وأخرى اجنبية في تدريب فرق طيران  مروحي مختلفة على مدار السنوات الماضية.

وحسب رؤية الشرطة الجوية الفلسطينية، من المفترض ان تبنى مهابط حديثة في كل المحافظات الفلسطينية.

وقال عبد الله' هناك إستراتيجية لمهبط في كل محافظة للتعامل مع ظروف الطوارىء'.

وثمة مهبط للطائرات المروحية في بيت لحم التي عادة ما تستقبل الزائرين الدوليين الرسميين للمدينة المقدسة.

وقال عبد الله' صحيح اننا لا نملك طائرات الان ، لكن في اي لحظة ممكن ان نستقبل مروحيات  زائرة'. قبل اشهر قليلة استطاع فريق عمل الشرطة العسكرية اقامة مهبط حديث خلال ساعات معدودة قبل ان تحط طائرة مروحية في طولكرم تحمل جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم والامير علي بن الحسين.

وفي بلد يشهد الكثير من التعقيدات السياسية والامنية  وقيود  تفرضها اسرائيل على تحرك اجهزة الامن تظهر مهابط الطائرات المروحية كضرب من التفاؤل البعيد.

لكن من نافذة زجاجية شفافة في برج المراقبة بمقر قيادة الامن الوطني بمدينة جنين، يظهر الحلم الفلسطيني بالتعامل مع مروحيات قادمة عبر الجو قيد التحقق على الارض.

عرفات يحيي رائد ركن طيران مروحي تلقى تدريبات طويلة على قيادة مروحيات مختلفة الاوزان. فالشاب الذي يبدو ضليعا في علوم الطيران  حلق بمروحيات جزائرية لاكثر من ساعة على مدار سنوات.

لكنه في فلسطين لم يقد ولو ساعة واحدة، حيث المهابط والتجهيزات تفتقر للطائرات.

 

وقال الشاب الذي يخطط مع ضباط اخرين لوضع اللمسات الاخيرة على المهبط'  نحن ننجز البنية التحتية  على الارض بانتظار تحقيقها في الجو'.

وقال العقيد عبد الله'هذا كان حلم. لكن انجزناه'.

يردد ضباط اخرون يحملون شارات الطيران الى جانب رتبهم العسكرية المعنى ذاته.

ويقول ضباط هندسة الطيران' هذا المهبط صمم ضمن المواصفات العالمية. كل شيء محسوب  ومعروف عالميا'.

في الافق المنظور لا تظهر اي علامات  قوية على قرب اقتراب امتلاك الفلسطينيين لطائرات مروحية بوليسية او حتى للطوارىء، لكن ايضا لا يمكن الحديث عن التعامل مع ظروف طارئة مثل وقوع زلزال مدمر والاستعانة بقدرات الدول المجاورة الجوية بدون وجود مهابط.

لذلك يقول عبد الله' نحن نفكر بهذه الاحتمالات(...)، نفكر بكل احتمال مستقبلي. لا تعرف متى يمكن ان تهبط مروحية هنا. ربما في اي وقت'.

واضاف' هذا مهبط رئاسي وللزوار . لكن لدينا الاستراتيجية للطوارىء في مناطق' آ'.

في العام دخلت طائرتا هيلوكبتر من طراز  MI8  روسية الصنع  بطواقم فلسطينية كاملة قادمة من العراق، تم الاستغناء عنها لاحقا بسبب الضمانات المنخفضة لسلامتها، لكن اسرائيل التي دمرت مطار رفح قبل نحو 13 عاما واستولت على مطار قلنديا الذي أنشئ في عشرينيات القرن الماضي واستولت عليه إسرائيل عام 1967 تقف حتى اللحظة أمام حلم الأجنحة الفلسطيني.

وكانت إسرائيل دمرت أول مطار مدني فلسطيني حديث في قطاع غزة قبل نحو عقد.

من نافذة برج المراقبة الذي لم يصله التكييف حتى الان، تبدو طواقم فلسطينية قادرة على التحليق عاليا .. ولو على الارض.

وتحت اشعة شمس ساطعة في المدينة التي كانت بلدة صغيرة عندما اقيمت فيها قاعدة لقوة جوية ألمانية خلال  السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الأولى يستطلع الضباط  الفلسطينيون المهبط الحلم.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024