"مونديال" فتية الدهيشة الطويل
أسامة العيسة- لم يكن شيئا ينبئ، بما تحمله الساعات المقبلة لمخيم الدهيشة، حضر متابعو المونديال مباراة انجلترا والاورغواي، بينما ضجيج الغناء ينطلق من مكبرات الأعراس، التي أراد أصحابها الانتهاء منها قبل حلول رمضان، ولكن لم تمض سوى فترة قصيرة على انتهاء المباراة المثيرة، حتى بدأت الأنباء تنتشر بسرعة بين الناس، عن عملية اقتحام كبرى للمخيم يشارك فيها مئات الجنود.
حاصرت قوات الاحتلال المخيم، من جميع الجهات، مع دقائق الفجر الأولى، وبدأت باقتحامه، ولم يكن ذلك بالسهولة المتوقعة من قبل الجيش المدرب، الذين وجد جنوده أنفسهم في مواجهة فتية تصدوا لاقتحام مخيمهم بدلا من انهماكهم في مناقشة مجريات المباراة وفوز الاورغواي غير المتوقع على انجلترا.
المقاومة اتخذت أشكالا مختلفة، انتشرت في أكثر من مكان في أزقة المخيم، استخدم فيها الفتية، الحجارة، والكلام الذي يثبط معنويات الجنود بخليط من الفصحى والعامية.
استمرت عملية جيش الاحتلال، الذي احتاج إلى تعزيزات اضافية باستمرار، نحو خمس ساعات، وانضم فتية بلدتي الدوحة والخضر، لمساندة رفاقهم في الدهيشة، بتعطيل حركة المركبات الاحتلالية على شارع القدس- الخليل، التي لم تتوقف لتعزيز حملة جيش الاحتلال في الدهيشة، وذلك برشقها بالحجارة.
وحطم جيش الاحتلال المنازل التي تم اقتحامها، واستخدم معتقلين كدروع بشرية في اقتحام منازل اضافية، وظهر الارتباك خلال عمليات الاعتقال، حيث تم اطلاق سراح بعض المعتقلين، بعد احتجازهم لعدة ساعات.
وتم تجميع المعتقلين في حرم جامعة فلسطين الأهلية، التي حولت إلى معتقل ميداني، قبل نقلهم إلى مركز توقيف غوش عتصيون، جنوب بيت لحم.
وأصيب خلال عملية جيش الاحتلال الأوسع في المخيم منذ سنوات، واستمرت أكثر من خمس ساعات، عدد من الشبان، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، وقنابل الغاز، عرف منهم الشاب مالك مصطفى الشريف (22) عاما، الذي أصيب بعيار معدني مغلف بالمطاط في العين، كما أصيب عدد من الشباب، جراء دهسهم بمركبة احتلالية، عرف منهم مهند موسى الخمور (22) عاما، وحسن مجاهد أبو جودة (23) عاما، ومارسيل محمود زقوت (23) عاما، وهو من بلدة الدوحة أصيب برأسه، ولم تسمح قوات الاحتلال بنقله إلى المشافي أو تقديم اسعاف له، واعتقلته.
واعتقلت قوات الاحتلال: الأسير المحرر عيسى عبد ربه، ومفتي بيت لحم عبد المجيد عطا، وخالد الصيفي مدير مؤسسة ابداع، والطفل بلال عبد الكريم عياد (14) عاما، وشقيقه قصي، وسعيد عليان، وطارق أبو اعمر، ومالك مهدي، وعمران معالي، وأشرف الجعيدي، وذياب نائل دنديس، وأيسر محيسن (15) عاما الذي تم اعتقاله بدلا عن شقيقه أيمن الذي لم يكن موجودا في المنزل، وآخرون، لتطلق سراحهم لاحقا، ومعظمهم بعد توقيف ساعات في معتقل عتصيون.
وحولت بعض المنازل في المخيم، إلى أماكن مؤقتة لتجميع المعتقلين، كما حدث بمنزل محمد زايد فرارجة، وحطمت أثاث المنازل المقتحمة، واعتدت على ساكنيها، وتعرضت بعض المنازل للاقتحام أكثر من مرة، كما حدث بدهم منزل الشهيد محمد أبو عكر.
واقتحم جنود الاحتلال، المسجد الكبير في المخيم، وعبثوا بمحتوياته وأحرقوا مجموعة من الملصقات التي صادروها من المنازل.
وكانت حصيلة المعتقلين نحو ثلاثين معتقلا، عرف منهم: مارسيل محمود زقوت (23) عاما، الذي اعتقل وهو مصاب، وهو أسير محرر، وشقيقه نسيم (20) عاما، وبشير نصري عبد ربه (24) عاما، والشقيقان سامر (23) عاما ونزار سامي حجاجرة (36) عاما، والياس أحمد سراحنة (48) عاما، والشقيقان أحمد (28) عاما ومحمد فوزي السجدي (35) عاما والأخير افرج عنه قبل اسبوع من سجون الاحتلال، ومحمد رزق عرفة (22) عاما، ووليد محمد زقزوق (30) عاما، ومعتز إبراهيم زواهرة (35) عاما، وخالد جمال فراج (28) عاما الذي افرج عنه مؤخرا من سجون الاحتلال، وزياد مصطفى شريعة (46) عاما، وعدي عصام أبو نصار (17) عاما، وثائر سالم شريعة (40) عاما، ومحمد محمود شعفوط (30) عاما، ونضال الحسنات (21) عاما، وعماد محمود البرميل (38) عاما، وشهاب عطا مزهر (35) عاما، وهو أسير محرر، وشقيقه عامر (28) عاما، وأمين محمد اعمر (25) عاما، وطارق إسماعيل شاهين (25) عاما الذي افرج عنه مؤخرا، ومحمد أحمد العدم (23) عاما، وعلي سميح الافندي (22) عاما، وداود نايف رمضان (23) عاما.
ولم تتمكن قوات الاحتلال من اعتقال عدد من الشبان، الذين لم يكونوا موجدين في منازلهم، وانتقمت من عائلاتهم، بتحطيم أثاث المنازل.
واقتحمت قوات الاحتلال، عدة محلات تجارية، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، وسلم جنود الاحتلال، محمد عبد الكريم عياد، ومحمد عمارنة، وسامي شاهين، وغيرهم بلاغات لمراجعة المخابرات الاحتلالية في مجمع مستوطنة غوش عتصيون.