صور- مخيمات صيفية تفرز قادة حقيقيين من الأطفال
خانيونس
على عكس المخيمات الصيفية التي يقودها منشطين كبار يعانون ويجاهدون من اجل ترسيخ بعض الضوابط والقوانين وتعزيز بعض القيم وتغيير السلوكيات الخاطئة عند الأطفال من خلال وسائل وأنشطة متعددة ،نجح أطفال وفتيان وفتيات قادة إلى حد بعيد بقيادة تلك المخيمات بمرونة وبفعالية تفوقوا فيها على الكبار .
فقد اثبت القادة الأطفال من خلال تجربتهم العملية بالقيادة بأقسام ومخيمات المراكز التربوية التابعة جمعية الثقافة والفكر الحر ،انهم اكثر قدرة على التأثير بأقرانهم وأكثر أبدعا باستخدام الوسائل والأفكار التي من شأنها فرض الانضباط وتعزيز بعض القيم والاتجاهات وتغيير السلوكيات عند أقرانهم .
محمود عطاالله (12) عام احد قادة المخيمات الصيفية بنادي الشروق والأمل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر ، يرى ان نجاحهم بقيادة المخيمات الصيفية يعود لقربهم من الأطفال ومن تفكيرهم ومعرفتهم باحتياجاتهم أكثر من الكبار .
وعن المقومات التي أهلته لقيادة مخيم صيفي مع قادة آخرون ، يحتوى على أكثر من 150 طفل ،وأوضح عطاالله ، انه وزملائه من يقودون أنشطتهم داخل أقسام النادي على مدار العام بجانب المنشطين وهو ما عزز من قدرتهم على إعداد وتحضير الأنشطة والتقييم ،بجانب مجموعة من الدورات المتخصصة والتي نمت قدراتهم وخبراتهم في مجالات عدة اختتموها بدورة متخصصة منحتهم رخصة لقيادة المخيمات الصيفية .
ويجتمع القادة عادة قبل انطلاق الفعاليات اليومية للمخيم الصيفي بساعة على الأقل يضعون خطتهم اليومية والنشاطات التي ينون تنفيذها،ومن ثم يقومون بتحضير وتجهيز الأدوات وكتابة الاحتياجات لإدارة المركز لتوفيرها.
الدقائق التي تسبق انطلاق الفعاليات اليومية يصبح خلالها القادة كخلية نحل، يتحركون بشكل مرتب ومنظم ،فقادة يتولون الترحيب بالأطفال المشاركين ،وتفعيلهم من خلال الأنشطة الصباحية ، واخرون يعدون احتياجات الانشطة ويوزعوها على الاقسام ،فيما يتولى القادة الإداريون تنفيذ الأعمال الإدارية من تسجيل للحضور والغياب وإعداد التقيمات والخ .
وعن سر إطاعة الفتيان وامتثالهم بحب لتوجهات قادتهم تقول القائدة روان ابو سيدو (12) عام من نادى الشروق والامل "نحن القادة لم نفرض على زملائنا بل هم من قاموا بانتخابنا بأنفسهم في انتخابات حرة، وأعطونا ثقتهم ونحن نعدهم بان نكون على قدر المسئولية".
وحول قدرتها على حل المشاكل التى تحدث سواء بين الأطفال او داخل الأنشطة المختلفة ، أوضحت ابو سيدو ، انهم تلقوا تدريبات مختلفة ومتخصصة حول كيفية حل المشكلات وإيجاد البدائل المختلفة والتعامل مع الأطفال ولاسيما المشاكسين .
وعن رضا زملائهم عنهم تقول :" من خلال تقييمات الأطفال أخر اليوم النتائج ايجابية ونشعر نحن القادة بالرضا ونجتهد لنسعد أنفسنا ونسعد زملائنا ونحاول ان يكون الجو العام كله مرح .
وأكدت ابو سيدو على أهمية التقييم اليومي للأنشطة مع الأطفال ،مشيرة الى انها تساعدهم على تصحيح بعض الاخطاء وعدم تكرارها ،واحيانا يعملون على تغيير نشاط كامل في حال لم يجد استحسان الأطفال .
فيما اوضح ولى امر الطفل القائد احمد محارب أن فعل القيادة التي يمارسه ابنه في نادي الشروق والأمل ،انعكس بشكل ايجابي على سلوكه بالبيت وعلاقته مع اخوانه ،مشيرا الى انه اصبح اكثر انضباطا وترتيبا ،ويحاول ان يجد الحلول لبعض المشاكل التي تحدث بين إخوانه .
فيما بين مدير نادي الشروق والأمل خليل فارس ان تجربة إشراك الأطفال والفتيان في إدارة أنشطتهم والتي انتهجتها المراكز التربوية التابعة لجمعية الثقافة منذ سنوات قد لاقت استحسان الفئات المستهدفة وهو ما وضح جليا من خلال تفاعلهم مع قادتهم ، وانتاجاتهم المتميزة ، مشيرا إلى أن الأطفال يمتلكون القوة والإرادة والإبداع في قيادة أنشطتهم بأنفسهم في حال تم إعطائهم الفرصة للتعبير عن ذاتهم.
وقال فارس:" الى ان عملية إعداد القادة لا يأتي عبثا بل وفق برامج ممنهجة نعمل على تأهيلهم تدريجيا من خلالها بحيث نعطيهم المساحة الكافية لتنفيذ أنشطتهم وإدارتها ونحد من تدخل المنشط تدريجيا ليصبح ميسر لهم ، وأيضا نقوم بترشيح نواب للقادة كل عام في الاقسام والمخيمات لتمكينهم من قيادة الأقسام والمخيمات في الأعوام القادمة .
للصور اضغط هنا