بيت لحم.. خطاب رئاسي بنكهة الانتصار
وفا (عنان شحادة): ما أن أعلن الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأم المتحدة تتقديم الطلب لقبول فلسطين دولة كاملة العضوية، مساء امس الجمعة، حتى علت عبر مكبرات الصوت في جامع عمر بن الخطاب المقابل لكنيسة المهد كلمات التكبير "الله أكبر ولله الحمد، الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا"، في المقابل قرعت أجراس الكنيسة شكرا لله.
وتعانق الهلال والصليب أمام المشهد الفلسطيني الكبير بينما كان الكل يأخذ له ركنا في الساحة، فعزفوا لحن الوحدة والتوحد.
"انه خطاب رئاسي بنكهة الانتصار" هذا ما اكد المواطنون والمسؤولون في معرض لقاءات منفصلة معهم.
قبل موعد خطاب الرئيس بحوالي ثلاث ساعات تقاطرت الوفود البشرية من كافة مناطق المحافظة إلى ساحة المهد للمشاركة في هذا الاحتفال الوطني، لسماع خطاب الرئيس في الأمم المتحدة، فحضر الطفل والمرأة والفتاة والشاب.. كلهم على قلب واحد وهو الوقوف خلف القيادة الفلسطينية في توجهها لانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تزينت الساحة بالأعلام الفلسطينية وعلقت اليافطات على واجهات البنايات الكبيرة التي تحيط بالساحة، فيما حرص كل واحد حمل العلم الفلسطيني والتلويح به.
وما أن صعد الرئيس إلى المنصة لالقاء كلمته حتى هتف الجميع له بصوت واحد "يا أبو مازن سير سير احنا معاك للتحرير"، بعدها؛ صمت الجميع على وقع كلمات القائد التي جاءت تعبيرا عن إرادة الشعب الفلسطيني فتفاعلوا معها، وصفقوا كثيرا.
ووقف الجميع لسماع الكلمات التي طال انتظارها وهي "الإعلان عن تقديمه لطلب العضوية الكاملة"، فكان وقعها مدويا على الجميع، وتعالت الأصوات فرحا على وقع التهليلات والتكبيرات من مكبرات جامع عمر بن الخطيب وقرع أجراس كنيسة المهد.
ومع آخر كلمة في خطاب الرئيس، انطلق الجميع بالاحتفالات الكبيرة وسط ساحة المهد، وسط الأغاني الوطنية منها "أعلنها يا شعبي" وغيرها، فتحولت بيت لحم إلى شعلة من البهجة والفرحة.
وانطلقت المئات من السيارات في شوارع بيت لحم رفع عليها الأعلام الفلسطينية، مطلقة العنان لأبواقها، فيما أطلقت المفرقعات النارية.
وعبر الجميع عن ارتياحهم وسعادتهم لما جاء في الخطاب الذي اشتمل على كل طموحات وأهداف الشعب الفلسطيني.
وقال محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل: "لقد كان خطابا في منتهى الروعة، لم يترك لا صغيرة ولا كبيرة، وإنما عبر عما يدور في خلج وأعماق الشعب الفلسطيني أينما كان، فكان موفقا شاملا جريئا ثوريا ووطنيا".
وأشار إلى أن ما يميز الخطاب تناوله لكافة جوانب القضية، ووضع النقاط على هذا المسار من التفاوضات والمفاوضات التي قادت إلى هذه النتيجة المأساوية، كما أنه يؤكد على الثوابت الوطنية وتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى حق العودة للاجئين، والانسحاب لحدود الرابع من حزيران العام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإطلاق سراح الأسرى وحل كافة القضايا التي هي من صلب سيادة فلسطين.
وأكد أن الخطاب نقطة تحول، معربا عن أمله في أن يلتقط العالم هذه الرسالة وهذا التوجه ويتدارك الأمور قبل أن يفقد الفلسطينيون الأمل في الأسرة الدولية، وعليه نحن لن نستسلم ومصرون على مواقفنا وحقوقنا.
من جانبه، قال مستشار الرئيس للشؤون الدينية المسيحية المهندس زياد البندك، إن اليوم يعتبر مرحلة تاريخية، تذكرني تماما عندما جاء الرئيس الخالد الراحل ابو عمار إلى ساحة المهد العام 1994 كانت لحظة تاريخية، واليوم أبو مازن سجل لحظة تاريخ عندما أعلن بصوت واضح أن الشعب الفلسطيني يريد الحياة والسلام والحرية.
واعتبر وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن الخطاب تاريخي، ومثل نقلة نوعية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو بداية جديدة في حياة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الخطاب ألقى الكرة في ملعب المجتمع الدولي، وفي ملعب الأمم المتحدة، عندما قال: "كفى كفى عليكم أن تنتهوا الظلم".
وأضاف أن هناك بداية جديدة وعالم جديد، أعطى الأمل والقوة للشعب الفلسطيني، وأعطى الحرية رغم أنها لم تتحقق، لكنه ثّبت مشروع الحرية في كل فلسطيني وفي الأرض الفلسطينية وفي كل مكان.
ورأى الشارع الفلسطيني في الخطاب بأنه كان عند طموحات أبناء شعبه.
وثمن المواطن سامي أبو عكر ما جاء في خطاب الرئيس الذي أكد أنه عبر عما يدور في عقول وقلوب الفلسطينيين، فكان صريحا جدا دون الابتعاد عن طموحات شعبه.
واعتبر فؤاد سالم أن الخطاب كان متزنا وشاملا للكثير من الموضوعات والمعاني أهمها الثوابت الفلسطينية في المطالبة بالحرية وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار إلى أن الحضور الكبير في ساحة المهد وأيضا في كافة الأرض الفلسطينية المحتلة، كان له رسالة واضحة بوقوف شعبنا خلف قيادته الحكيمة في قراره الحكيم بانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
أما الصحفي محمد اللحام فقال "إن الخطاب كان قويا حمل هم الشعب الفلسطيني، ونجح في إيصال رسالة إنسانية وقانونية للحق الفلسطيني، إضافة إلى نجاحه في كسب العديد من الأصوات، حيث أحرج الموقف الأميركي والإسرائيلي وعليه موقفنا كان أكثر قوة بعد خطاب الرئيس".
وقال النائب الفتحاوي في المجلس التشريعي فايز السقا: "كنا نعلم أنه سيقول هذه الكلمات، لكن أن يقولها في هذا المنبر العالمي وفي هذه اللحظة التاريخية، حيث امتلأنا بالسرور والنشوة بأن النصر قريب".
وأضاف أن الخطاب كان واضحا بكامل المعالم للمنظومة الدولية وأيضا صادق ومصداق مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.