نابلس.... حتى الطفولة و'المونة' لم تسلم من الاحتلال
بدوية السامري
تحمل ابتسام إشتية ابنتها تولين (سنة وأربعة أشهر)، بعد أن نامت الطفلة على يدي والدتها ولا تعلم أين تضع طفلتها في ظل الخراب والدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال في منزلها، فجر اليوم الأحد، في قرية سالم شرق نابلس.
وتقول إشتية: 'طلب الجندي مني رفع ابنتي من سريرها الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، قبل أن يمزق محتويات السرير من غطائها الخاص إلى مخدتها وفرشتها ومقعدها بسكين كان يحمله، ويلحق خرابا به كخراب كل ما يحويه المنزل.
هناك لا شيء في مكانه داخل المنزل، كل ما تراه هو الدمار لجميع ما تحويه المنازل الخمسة التي فتشتها قوات الاحتلال في سالم، تقول ابتسام.
وتضيف 'لا نعلم من أين نبدأ بالترتيب؟، لا أعلم أين أصبحت ملابس ابنتي؟ وكيف سأحضر لها حليبا بعد أن رماه الجنود أرضا، وكيف سنطبخ في الطناجر ونأكل بالصحون، بعد أن داستها أقدامهم؟ وهل سنرمي نعمة الله من 'المونة' والطعام بعد أن دنستها أيديهم؟'.
وكان جنود الاحتلال اقتحموا قرية سالم شرق نابلس، وداهموا خمسة منازل تعود لعائلة إشتية شرق القرية، وأتلفوا كل ما بداخلها، وعاثوا خرابا ودمارا في جميع محتويات المنزل.
وقال جبارة إشتية صاحب أحد المنازل التي داهمها الجيش في سالم، إنه و11 آخرين يعيشون في ذات المنزل الذي تعرض للتفتيش والخراب مع مخزنه الخاص بالقمح و'المونة'، حيث تم إتلاف أكياس القمح و'المونة' من قبل جنود الاحتلال، وغادروا بعد أن دنسوه بأقدامهم.
ويضيف: من الصعب أن ترى تعب عامين متواصلين من الجهد والحصاد قد أتلف أمام عينيك! فأصعب ما يكون هو تحول رزقك إلى خراب، وأن يغدو مسكنك الذي اشتريت كل قطعة به من عرق جبينك قد تحول إلى خراب أيضا.
ويقول إشتية: 'سألوني عن نقود ومصاغ ذهب، ويضحك بسخرية، ربما تملك كل عائلتي سلسلة واحدة من الذهب، فهل يكون في منزل كمنزلي مصاغ أو نقود؟!
ويضيف، 'جميع الأجهزة الكهربائية في المنزل فككت، وتم نبش فرشات الأسرة والمخدات بالسكاكين، وإفراغ ما تحويه الثلاجة والخزائن وكل شيء'.
يدور حذيفة إشتية بين منازل أقربائه الخمسة، لعله يساعد هذا هنا بحمل شيء، وذاك بنفض شيء ما.
وفي قرية مادما جنوب نابلس تعرضت بعض المنازل لمثل ما حصل في سالم، وما يحصل بباقي القرى، حيث داهمت قوات الاحتلال منزلين يعودان للمواطنين نزار عبد الله زيادة، وابنه مرسي.
وقال رئيس المجلس القروي إيهاب القط لـ'وفــا'، إن الاحتلال عاث خرابا ودمارا داخل المنزل، قبل أن يستولي على مبلغ من المال يقدر بعشرات آلاف الشواقل من العائلة، والأجهزة الخلوية.
وأضاف حتى حصالة طفلة كانت تجمع بها بعض النقود قاموا بالاستيلاء عليها، وأخذوها معهم، فالأطفال لم يسلموا من الاستيلاء على مدخراتهم أيضا، ويعقب، إلى أين وصلنا؟
وفي نابلس التي تعودت الاقتحامات ومداهمات المنازل المتكررة، والخراب والدمار داخلها، استولى اليوم جنود الاحتلال على مركبة تعود ملكيتها للمواطن معن شبارو، بعد اقتحام منزله وتفتيشه في حي رفيديا في المدينة.
ويقول معن، دخل الجنود المنزل بطريقة همجية، كسروا الباب، ولم يتركوا شيئا إلا وعبثوا به، فتحوا أجهزة الحواسيب الخاصة بنا، واستولوا على جهاز الجوال الخاص به، وطلبوا مفاتيح سيارتي وأخذوها معهم.
وكان جيش الاحتلال واصل فجر اليوم عملياته العسكرية في نابلس، واقتحم أحياء عدة من المدينة، وقرى سالم وعصيرة الشمالية ومادما وعوريف، كما اقتحم مخيمي بلاطة وعين بيت الماء، وفتش عددا كبيرا من المنازل، بشكل لم تشهده المحافظة من قبل.