السوداني: 'بتير' تحت حماية 'اليونسكو' وهذا كفيل بحمايتها من الاحتلال
اعتبر الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوادني، اعتماد قرية بتير ذات المُدرّجات المائية والأثرية على لائحة التراث العالمي ضمن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونسكو' في اجتماع دورتها 38 المنعقدة في العاصمة القطرية، انتصارا' تاريخيا' لحرب 'المواقع الأثرية ' بين فلسطين والاحتلال.
وقال إن انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونسكو' في تشرين الأول (اكتوبر) 2011 ساهم بشكل كبير في تقديم الطلب والتصويت على إدراج بيت لحم على لائحة التراث العالمي العام الماضي، واعتماد القرية هذا العام واستكمال الاستعدادات لتسجيل 35 موقعا ستقوم لجنة التراث بمراجعتها وتقديمها لاعتمادها في المؤتمرات القادمة، وكل موقع جديد يتم تسجيله يعتبر بمثابة ورقة جديدة توضع في يد شعبنا لمقاومة الأساليب الخبيثة واللئيمة التي ينتهجها الاحتلال ضد فلسطين
وشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز التاريخي والنجاح الكبير الذي يسجَل للدبلوماسية الفلسطينية، وعلى رأسهم ممثل دولة فلسطين لدى اليونسكو إلياس صنبر، ورئيسة لجنة التراث العالمي المياسة بنت حمد آل ثاني، وممثلو الدول التي صوتت لصالح القرار، وكل من ساهم في إعداد التقرير الخاص بقرية بتير وتقديمه لمنظمة 'اليونسكو'.
وأضاف أن عملية التصويت تمت بشكل سري تام نظرا' لضرورة وخطورة هذا الملف الذي تحدى كل العقبات والصعاب والجهود التي بذلت من قبل الاحتلال لإفشال إيصال وتقديم الملف والتصويت عليه، وفي إطار آلية عاجلة تم إدراج الموقع، وصوّت إلى جانب إدراج ملف بتير في لائحة التراث العالمي 11 دولة فيما صوتت ثلاث دول ضد، فيما امتنعت سبع دول عن التصويت، وكانت كل من ألمانيا وكرواتيا وفنلندا قد صوتوا ضد الملف، إلا أن ذلك، لم يمنع فوز الملف الفلسطيني.
وتعتبر قرية بتير سلة خضار' نظرا' لتربتها الخصبة ولتوفر المياه فيها ولوجود معالم أثرية وتاريخية وثقافية وطبيعية كالقلعة القديمة والسلاسل الحجرية المتواجدة بكثافة في البلدة وعيون الماء وقنوات توزيعها على المحاصيل، بالإضافة إلى البركة الرومانية الكبيرة لتجميع المياه فيها والمحاصيل الزراعية ومحطة القطار وسكة الحديد العثمانية والتي بنيت عام 1892 كجزء من خط سكة الحديد التي كانت تربط تركيا ومكة والحجاز بمدينة القدس وبعض الخرب، وأكبرها خربة اليهود و بتير، ومواقع ومعالم أثرية وبقايا بيوت وأبنية تعود للعصر الحديدي والروماني والبيزنطي والإسلامي والتي اكتسبت أهميتها من المشهد الطبيعي للمنطقة، والتي أكسبت المكان اهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية عبر التاريخ والتي تستوجب من قبل المسؤولين الحفاظ عليها والدفاع عنها وحمايتها من الاعتداءات الاسرائيلية والتهديدات بالاستيلاء عليها وضمها إلى داخل جدار العزل العنصري، علما أن الاحتلال في العام 2006 بدأ بعمليات الحفر والتنقيب في المنطقة بحجة البحث عن آثار مزعومة تمهيدا لبناء جدار الفصل العنصري حول القرية كما حصل في العديد من البلدات الفلسطينية.