حالة الأسير المريض نضال شحادة تزداد سوءا يوما بعد يوم
جويد التميمي
يعاني الأسير نضال "نظام الدين" عيد شحادة (40عاماً)، من مشاكل صحية في عينه، جراء دخول قطعة معدنية في عينه والتسبب بحرقها قبل عدة أشهر.
"كان المعتقل نضال يزخرف بيتا من بيوت مدينة الخليل، فهو أحد أبرز فنيي الرخام في المحافظة، وتسبب عمله الدقيق وزخرفته المحكمة بدخول قطعة معدنية في عينه وحرقها، حيث تضررت كثيرا جراء ذلك، هذا ما قاله نزار شقيق الأسير لـ"وفا".
وأضاف نزار، "لم نترك عيادة طبية في فلسطين إلا وراجعناها حتى استقر بنا المطاف في مدينة رام الله، التي أجرينا له فيها عملية جراحية أوليه باءت بالفشل، ما تسبب بتردي حالته الصحية أكثر مما كانت علية سابقا".
وأردف قائلا: "نتيجة تزايد السوء وانحدار حالة أخي الصحية اضطررنا إلى نقله إلى مستشفيات المملكة الأردنية الهاشمية ليتلقى العلاج هناك، وقد أجرى له الأطباء عمليتين جراحيتين قبل أن يعود إلى أرض الوطن، ويعتقله الاحتلال".
وداهمت قوات الاحتلال منزل نضال الكائن في منطقة الجلدة وسط مدينة الخليل فجر يوم الاثنين 22/8/2011، وعاثت فيه خرابا غير آبهة بمن يقطنون البيت من الأطفال، الذين أرعبتهم بحجم قواتها التي اقتحمت البيت، كما لم تسلم بيوت أشقاء الأسير نضال من المداهمة والتخريب، فبيوت شقيقيه سمير وهاني دمر الاحتلال محتوياتها، وصادر أجهزة اتصالهم وحواسيبهم، وسرق مبلغا من المال يزيد عن (2000) شيقل كان بحوزة شقيقه هاني.
ومن الجدير بالذكر، أن نضال اعتقل ثلاث مرات، وهدم الاحتلال منزله في 25/11/2004 إلا انه أصر على بنائه من جديد، ما كلفه حسب رواية عائلته، أن يتحمل عبئا ثقيلا بسبب الديون، جراء هدم بيته من قبل الاحتلال.
وذكرت زوجت الأسير نضال سهى أبو مرخية والتي تعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد أكبرهم طفل يبلغ من العمر (10 أعوام)، أن حياتها وعائلتها بعد اعتقال زوجها صعبة للغاية، وأن "مسؤولية تربية الأطفال صعبة وهو موجود، فكيف بحالنا وهو معتقل"، منوهة إلى أن طفلها "قتيبة" يعاني من مرض "الصدفية"، ويحتاج إلى مراجعات متواصلة لدى الطبيب، كي لا ينتشر مرضه لأنحاء جسده .
وتابعت، إن الأطباء طلبوا من زوجي قبل خروجه من المشفى في الأردن، أن لا يتعرض إلى ضغوط نفسية نهائياً، وأن يبقى مستلقيا على بطنه أطول فترة ممكنة، "لحماية شبكية عينه من الهبوط"، وكان ملتزم بذلك، حتى تم اعتقاله وضربه بعنف حسب ما شاهدناه نحن والجيران .
وأضافت أبو مرخية، لقد اعتدى جنود الاحتلال على زوجي بالضرب المبرح حتى إنهم لم يسمحوا له أن يلبس حذائه وبعضاً من ملابسة قبل خروجه من المنزل.
وأضاف شقيقه نزار، "لقد راجعنا العديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية، مصطحبين معنا كافة التقارير الطبية التي تبرز حالته الصحية الصعبة التي يعاني منها شقيقي، لكن "لا حياة لمن تنادي"، فلم تثمر هذه المراجعات، ولا زال شقيقي في مركز التحقيق بالمسكوبية في القدس حتى اللحظة".
وبحرقة ومرارة قالت والدة نضال الحاجة المصرية الأصل هدى شحادة (57عاما)، "أخشى على ولدي أن يفقد بصره نتيجة الضغوط التي يتعرض لها في التحقيق"، مشيرة إلى أن محامي نضال أبلغهم بأن حالته الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم.
وتابعت والدته: "إن حاله من الإغماء المتواصل يتعرض لها ولدي نضال وأحيانا يغمى علية لمدة يومين أو ثلاثة متواصلة، حسب ما قاله لنا محامي مؤسسة الضمير في رام الله".
وأضافت: "لا شكوى إلا لله، وإن أصاب نضال مكروه في بصره، فلن يستطيع الاحتلال أن ينال من بصيرته التي وهبها الله إياها، فهو مؤمن بحق كما نحن جميعا بأن الاحتلال زائل لا محالة، وأن زنازين التحقيق مهما أغلقت عليه وقيدته بين جدرانها لا بد وأن تفتح"، مضيفة، "إن بيوت الظالمين خراب طال الزمن أم قصر، ورضا قلبي وربي عليه ليل ونهار، عدد ما مشت رجلاه ورمشت عيناه ودر صدري عليه".
وطالب والد الأسير الحاج نظام الدين عيد شحادة (74عاما) مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي، التي استنفرت للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط؟! أن تتدخل لإنقاذ حياة ابنه المريض ،الذي قد يصاب في أي لحظة نتيجة اعتقاله بارتفاع ضغط الدم، ما قد يتسبب بانفجار شرايينه التي قد تؤدي حسب ما قاله الأطباء إلى جلطة دماغية.
وقال مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار لـ"وفا"، إن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 1250 مريضا، منهم من يعاني من أمراض خطيرة جدا كالسرطان والقلب والكلى، وتصلب الشرايين والأزمة الصدرية، والإعاقة والشلل والروماتيزم والصداع المزمن، ومن بينهم أكثر من 500 أسير بحاجة إلى علاج وعمليات عاجلة.
ودعا النجار، المجتمع الدولي إلى الكف عن الصمت إزاء جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وأسراه والتدخل من أجل وقفها، مطالبا بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية من أجل كشف الجرائم التي ترتكب بحقهم .
كما طالب، الصليب الأحمر التدخل بشكل عاجل، وإرسال طاقم طبي للوقوف على ظروف وأوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال، داعيا إلى زيادة التضامن الشعبي والجماهيري مع الأسرى دعما لصمودهم داخل سجون الاحتلال.