الصحفي كريس هوبي.. "براعة" جندي تحطم ساقه!!
ملاك حسن
لم يكن يعلم كريس هوبي، الصحفي الفرنسي العامل في وكالة الأنباء الفرنسية "ديسك"، عندما كان يصوب عدسة كاميرته نحو "ضباب" الغاز المسيل للدموع الذي أغرقت به قوات الاحتلال ميدان المواجهة في النبي صالح شمال رام الله، امس، انه سيكون فريسة سهلة لجنود الاحتلال "البارعين" الذين "حطموا" ساقه بقنبلة "غازية معدنية" من مسافة قريبة.
"كنت أقف على بعد 50 مترا عندما صوب احد الجنود القنبلة التي أصابتني في قدمي على الرغم من إنني كنت ارتدي سترة تحمل علامة الصحافة." قال هوبي، وهو يشرح لمراسلة "وفا" كيفية إصابته.
وأضاف "عادة يطلق الجنود الإسرائيليون قنابل الغاز في السماء لتفريق المظاهرات، أما هذه المرة فقد قاموا بإطلاق القنابل على المتظاهرين الأمر الذي شكل مفاجأة لنا جميعا."، مشيرا إلى أن مستوى العنف الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين قد ازداد بشكل كبير بالتزامن مع المبادرة الفلسطينية للتوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
"سكان النبي صالح ليسوا بأعداء مرعبين بل على العكس من ذلك فهم يريدون السلام والاستقرار"، اكد هوبي الذي بدى شاحبا ومتألما من شدة إصابته من على سرير الشفاء في مستشفى رام الله الحكومي، لافتا إلى ما أسماه "انعدام توازن القوى" بين قوات الاحتلال المدججة بالسلاح وسكان النبي صالح العزل.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التحكم بالمستوطنين الذين يشنون حملاتهم على القرى الفلسطينية في ساعات متأخرة من الليل، بل ويوفرون لهم الغطاء اللازم لشن هجماتهم المكثفة على المتظاهرين المسالمين.
كريس هوبي، الصحفي الذي شارك بالمسيرات السلمية الأسبوعية في النبي صالح على مدى ثلاثة أسابيع لتوثيق الفعاليات الفلسطينية لدعم التوجه الفلسطيني والاعتداءات الإسرائيلية، لم يسع فقط للحصول على سبق صحفي لوكالته "ديسك"، إنما أراد أن يحقق سبقا في التضامن مع الشعب الفلسطيني مثله مثل الناشطة والمتضامنة الأميركية رشيل كوري التي سحقتها جرافة عسكرية في السادس عشر من آذار عام 2003.. وربما أراد أن يسجل بعدسته تاريخ شعب يتوق لحريته واستقلاله ويرزح تحت نير الاحتلال منذ 44 عاما.
الصحفيون الفلسطينيون الذين عادوا زميلهم الفرنسي كريس هوبي، تمنوا ان يكون آخر ضحايا الهمجية الإسرائيلية، فيما عبر له رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، الذي ابلغ الرئيس محمود عباس في نيويورك بالاعتداء على "هوبي"، والذي قام بدوره بإيفاد مسئول القسم الطبي بالرئاسة الدكتور مدحت طه للإشراف على وضعه الصحي، عبر عن أسفه الشديد لإصابته وتمنى له الشفاء العاجل.
هوبي عبر من جانبه، عن شكره للرئيس عباس لاهتمامه بأحوال المتضامنين والصحفيين الأجانب وتوفير العناية الطبية لهم.
مصادر طبية في مستشفى رام الله أشارت إلى أنه سيتم نقل هوبي يوم غد الأحد، إلى فرنسا لاستكمال تلقي العلاج اللازم، حيث وصفت حالته بالخطيرة والدقيقة.
وقد أصدرت وكالة "ديسك" الفرنسية بيانا صحفيا يندد ويستنكر هذا الاعتداء ضد أحد أفراد المجتمع الدولي.