رمضان في الخليل العتيقة... سوق يزدحم بالقلق ويخلو من المتسوقين !!
مهند العدم - في السوق الرئيس الذي يفيض بالظلال في البلدة العتيقة بالخليل، تزهو بسطات الباعة ورفوف العديد من المتاجر التي لم تطلها الأوامر العسكرية الإسرائيلية بالإغلاق بحجة تأمين تواجد المستوطنين و تنقلاتهم – تزهو، مع بداية "رمضان الكريم" بأنواع من الحلويات و المكسرات و "قمر الدين" و المخللات؛ غير أن السوق يزدحم بالقلق و يكاد يخلو من المتسوقين ...
البلدة العتيقة بالخليل التي ترزح منذ سنوات طويلة تحت وطأة أنواع من الانتهاكات التي يطبقها الاحتلال ( و تحت وطأة اعتداءات المستوطنين المتكررة، أيضا ) تأخذ نصيبها، هذه الأيام، من جملة التدابير القمعية التي يمارسها الاحتلال منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة الذين أعلن العثور على جثثهم غرب بلدة حلحول، ما أضاف المزيد من الأثقال على روحها، بما في ذلك بسبب المزيد من الإغلاقات و تصاعد هجمات المستوطنين، سيما على أطرافها في "حارة جابر" و "تل الرميدة" و "واد الحصين" القريب من مستوطنة "كريات أربع"، وهي هجمات – كما أشار مواطنون يقيمون في الأخير في أحاديث منفصلة مع القدس دوت كوم ، "تسرق النوم من العيون" و "تنغص" البهجة التي حملها حلول الشهر الكريم .
قال تجار في السوق الرئيس أنهم يترقبون "رمضان" كل عام بأمل أن يضخ الدم في عروقه التي "يجلطها"المستوطنون الإسرائيليون؛ فالزائر المفتون بعبق الخليل العتيقة وان نجا من هجمات المستوطنين ستصطاده "حواجز الإذلال"، وهي حواجز حولت مجرد التفكير في زيارة السوق، إلى نوع من المجازفة، فيما يقول التاجر عبد الحميد مجاهد الذي يبيع الاجبان و الألبان في السوق منذ 60 عاما : يكفي أن تتلفت يمينا ويسارا لتعرف أن السوق في غاية السوء وخالي من المتسوقين وحتى المارة".
من جهته، أبدى "الحلواني" صبحي عبد القادر مصلح الذي كان يستعرض مهارته في سكب عجينة القطايف على الصفيح الساخن، كما المواطن مجاهد، أبدى استياءه من حالة الكساد التي تعم السوق، مرجعا السبب في ذلك إلى تصاعد وتيرة القمع الذي تمارسه قوات الاحتلال و إلى عربدات المستوطنين التي لا تنقطع ، وهو سبب – كما بدى على وجه الخليل – حال دون أن يتزين استقبالا لرمضان الكريم !