غزة.. غارات تغرس الموت لتحصد الأرواح
نفوذ البكري
صاروخ تحذيري... قصف للبيوت الآمنة... التذرع ببنك الأهداف والمناطق الخالية... شهداء وجرحى... صراخ... أبواق لسيارات الإسعاف والإنقاذ... خوف... رعب... قلق... توتر... التواجد في مكان واحد وآمن بعض الشيء... توقعات وتهديدات ومتابعة دائمة لحركة الطائرات والصواريخ... هذه المشاهد وغيرها أصبحت تسيطر على غزة في ظل الغارات الإسرائيلية المستمرة وبدء استهداف المدنيين...
وفي ساعات فجر أمس, كثفت طائرات الاحتلال غاراتها الجوية في مختلف محافظات القطاع ومن خلال متابعة "الحياة الجديدة" تبين أن صواريخ الاحتلال استهدفت عدداً من منازل المواطنين ومنها منزل المواطن محمد العبادلة في بلدة القرارة وأصيب خلال ذلك 9 أشخاص فيما تم تدمير منزل المواطن سامر أبو دقة في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس واستهداف منزل عائلة الزعبوط في حي الشجاعية بغزة ومنزل عائلة الزعبوط في حي الشجاعية بغزة ومنزل المواطن محمد شتات ببلدة بيت حانون كما تم استهداف عدة مناطق متفرقة ومنها أبراج الكرامة ومبنى السفينة ومنطقة الفروسية غرب غزة وكذلك محيط الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا وابراج النصيرات وجبل الكاشف ومنطقة الحشاشين برفح وأبراج الشيخ زايد شمال غزة والعديد من الأراضي الزراعية القريبة من التجمعات السكنية وإلحاق الأذى والخسائر بالأرواح والممتلكات فيما اعتبر البيان الصادر عن كتائب عز الدين القسام أن قصف البيوت من الخطوط الحمراء وسيتم الرد المناسب في حال استمرار الاحتلال في إتباع ذلك.
ومع بزوغ ساعات النهار وتكشف حجم الدمار تواصلت أيضاً الغارات الإسرائيلية ودوي الانفجارات في كل مكان واستهداف العديد من المنازل والأراضي الزراعية حيث تم تدمير منزل المواطن أمين الغلبان واستهداف عدة أهداف من شمال إلى جنوب غزة.
من جانبها, أعلنت سرايا القدس "الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي" بدء عملية البنيان المرصوص وتبنت إطلاق عدة صواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية مثلما أعلنت فصائل المقاومة مسؤوليتها عن إطلاق مجموعة من الصواريخ والقذائف.
وفي سياق متصل قال المحامي راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه يتطلب في الصراعات المسلحة استبعاد استهداف المدنين بموجب القانون الدولي الإنساني الذي نص على تجنب الاستهداف للمدنين في وقت الحرب.
من جهته أوضح عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنساني أنه ينظر بخطورة بالغة لاستهداف المدنين وهذا يرجع إلى أن إسرائيل لم تخضع لأي نوع من المحاسبة في الحروب السابقة وتعتبر نفسها فوق القانون وبالتالي سوف تستمر في ارتكاب الانتهاكات واستهداف المنازل الآمنة. وقال إن الوضع العام في غزة هو عدوان متواصل والقصف شكل من أشكال العدوان التى طالت كافة مناحي الحياة سيما وأن الاحتلال يتذرع باستهداف الأهداف غير المدنية إلا أن القطاع بأكمله منطقة سكنية ومحمية بالقانون الدولي الإنساني.
وفي ظل الغارات الإسرائيلية المكثفة وحالة الإخلاء للمؤسسات الأهلية والحكومية والأمنية وخلو الشوارع والطرقات من المارة فإن المستشفيات شهدت حالة من الازدحام الحقيقي في ظل توافد الشهداء الجرحى على المستشفيات وكل عائلة تريد الاطمئنان أو التبرع بالدم فيما تسيطر حالة من الترقب الحذر على سكان القطاع في ظل التهديدات والتصريحات الإسرائيلية بشأن توسيع العملية العسكرية وتنفيذ العملية البرية على قطاع غزة.