وللحكاية بقية.. شيماء المصري.. "أريد أمي"!
منال ياسين- لم تكن تعلم أن تلك الزيارة لخالتها سوف تنتهي بها إلى غرفة العناية المركزة بمشفى الشفاء الطبي، شيماء إبراهيم المصري ذات الــــــ4 أعوام، كانت على موعدٍ مع صواريخ الموت الاسرائيلية.
في ظهيرة الأربعاء، وفي بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، شهدت تلك البقعة آثار دمار خلفته الطائرات الحربية الصهيونية، لترتكب من جديد مجزرة تضاف إلى سلسلة المجازر البشعة التي لازالت ترتكب بحق المدنيين الأبرياء في غزة، ذهبت الأم سحر المصري وأولاها شيماء وأسيل ومحمد لزيارة شقيقتها فباغتتها الصواريخ الاسرائيلية وهي عائدة إلى منزلها بلا رحمة، فانطلق الصاروخ الأول ثم الثاني ليقضى على حياة الجميع عدا شيماء..
وأُضيفت العائلة إلى سجل شهداء فلسطين، شهداء حرب 2014، الأم سحر إبراهيم المصري 40 عاماً، وابنتها أسيل إبراهيم المصري 17 عاماً، وابنها محمد إبراهيم المصري 15 عاماً، وابن شقيقتها أمجد زهران حمدان 25 عاماً.
لم ينجو من تلك المجزرة البشعة سوى شيماء، لتروى الحكاية بدموع عينيها، وبالآلام التي تعانيها جراء الإصابة التي تكبدتها رغم صغر سنها، فآلة الحرب الصهيونية لا تفرق بين طفل وامرأة، بل ان هدفها الرئيس هو كل فلسطيني يتحرك على الأرض.
فايق ابن الـــــ18 عام ، وأحمد ابن الـــــــ12 عام ، وشاهر ابن الـــــــ8 أعوام، وأبيهم هم من بقوا من عائلة شيماء، فرحمة الله شاءت ألا يكونوا معهم في تلك الزيارة الأخيرة.
أم اسماعيل المصري "عمة شيماء" تقول:" ابنة أخي أسيل كانت ستزف إلى عريسها الشهر القادم، ولكنها رحلت ليسكن الوجع القلوب"
وتجلس أم اسماعيل بجانب شيماء لتكون لها الأم ولترعى تلك الطفلة البائسة، كما ويجلس عمها وخالها بجانبها لتحتضنها أياديهم الحانية، علها تضمد جرح غائر سكن قلب شيماء.
ولم تنتهى الحكاية هنا، بل أن شيماء لا تعرف حتى اللحظة عن استشهاد أمها وأختها وأخيها وابن خالتها شيئاً، فيما تسأل بين الفينة والأخرى عن أمها، ولا تجد العمة سبيلاً للرد عليها سوى بقول " هيها جاية بالطريق" لتبكي الطفلة بحرقة منتظرة حضن أمها الدافئ لتشعر بالأمان بين ذراعيها ولكن!!