مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

دقيقة واحدة تفصل بين الحياة والموت في غزة

محمد أبو فياض
في قطاع غزة وحده، تمثل دقيقة انتظار واحدة فقط، الفرق بين الإبادة الكاملة أو الجزئية أو في أحيان لا تذكر النجاة، بفعل صواريخ مقاتلات القتل الإسرائيلية من نوع 'إف 16'.

هذه الدقيقة، هي المهلة التي تمنحها هذه القاتلة لسكان بيت ستستهدفه بصواريخها التدميرية، وعليهم الاختيار وفي عجالة بين التردد والموت تحت البيت واختياره كقبر لهم، أو الهروب من المنزل وترك كل ما يملكون فائزين فقط بالنجاة.

دقيقة قد تمر على سكان المنزل المنذر بلمح البصر من شدة الخوف أو كدهر من الزمن نتيجة ثقل أقدام الأطفال المرعوبين، ليأتي بعدها الانفجار المدوي الهائل القتال والضخم القادم من السماء، ليختفي البيت من على وجه الأرض ويستوي بالأرض ليصبح أثراً بعد عين.

وهنا تحول هذه الطائرة البيت لقبر، سكانه فقط من الأطفال والنساء والشيوخ كما حدث مع عائلتي كوارع وحمد.

ففي حوالي الساعة 14:55 من مساء الثلاثاء الماضي قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية، بصاروخ 'تحذيري' منزل المواطن عودة أحمد محمد كوارع، المكون من 3 أدوار، ومقام على مساحة 170 مترا مربعا، وتقطنه 5 عائلات، في منطقة جورة اللوت بخان يونس.

لحظتها غادر سكان المنزل على الفور وتجمع في المكان عدد كبير من سكان المنطقة، وتوجه عدد منهم إلى المنزل المستهدف معتقدين أن قوات الاحتلال ستتراجع عن تدميره إذا شاهدت المدنيين على سطحه، فيما كان ينتشر في الشارع عشرات السكان من الجيران.

بعد نحو 10 دقائق، قصفت طائرات الحربية الإسرائيلية المنزل بالصواريخ ما تسبب في تدميره بالكامل واستشهد (8 مدنيين)، بينهم (6 أطفال)، وأصيب (28) بجروح جرى نقل (20) منهم إلى مستشفى ناصر و(8) إلى مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس، والشهداء هم: عمار محمد جودة، (18 عاماً)، حسين يوسف حسين كوارع، (13 عاماً)، محمد إبراهيم عودة كوارع، (50 عاماً)، باسم سالم حسين كوارع، (10 أعوام)، محمد علي فرج كوارع، (12 عاماً)، عبد الله محمد كوارع، (6 أعوام)، قاسم جبر عدوان عودة، (12 عاماً)، وأعلنت المصادر الطبية عن وفاة الطفل سراج إياد عبد العال، (8 سنوات) متأثراً بجراحه التي أصيب بها في القصف نفسه.

وفي جريمة مماثلة، مساء يوم الثلاثاء الماضي أطلقت طائرات الاحتلال صاروخاً تجاه باحة منزل المواطن محمد أحمد حمد الكائن في شارع حمد في بيت حانون بمحافظة شمال غزة، ما تسبب في مقتل () من أفراد العائلة من بينهم (3) نساء، والشهداء هم: حافظ محمد أحمد حمد (37 عاماً)، وزوجته: سها حمد حمد (30 عاماً)، ووالدته: رسمية خليل محمود حمد (67 عاماً)، وشقيقيه: ابراهيم (35 عاماً)، ومهدي (40 عاماً)، وابنة مهدي: دينا (21 عاماً). كما أصيب جراء القصف (5) من أفراد العائلة من بينهم (4) أطفال، وهم: يانس مهدي حمد (20 عاماً)، وشقيقيه الطفلين: محمد (17 عاماً)، وكنان (4 سنوات)، والطفل: نور الدين حافظ حمد (6 سنوات)، وشقيقه: محمد (5 سنوات). ونتيجة للقصف تضرر المنزل بشكل بالغ، كما تضرر عدد (3) من المنازل السكنية المجاورة بشكل طفيف.

وفي الأيام الأخيرة، استهدفت طائرات الاحتلال منازل المواطنين، حيث يتم إرسال 'تحذير' إلى سكان المنزل المستهدف لكي يقوموا بإخلائه.  ويتم التحذير من خلال إطلاق صاروخ لا ينفجر باتجاه المنزل (أسلوب يعرف باسم 'طرق الأسقف') أو من خلال مكالمة هاتفية. ثم يتم بعد ذلك استهداف وتدمير المنزل، عادة بعد نحو 15 دقيقة.

وتنص المادة 52(3) من الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف، صراحة على ما يلي: 'إذا ثار الشك حول ما إذا كانت عين ما تكرس عادةً لأغراض مدنية مثل مكان العبادة أو منزل أو أي مسكن آخر أو مدرسة، إنما تستخدم في تقديم مساهمة فعالة للعمل العسكري، فإنه يفترض أنها لا تستخدم كذلك.'

وتعليقاً على قصف المنازل على قاطنيها، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيان سابق:  إن هدم المنازل على قاطنيها هي عقيدة إسرائيلية قديمة يعود تاريخها لحرب لبنان. وإن إسرائيل استأنفت سياسة هدم المنازل كإجراء عقابي في الضفة الغربية. ويبدو بأن هنالك مواصلة لعقيدة الضحية، التي يتم بموجبها التسبب عمداً بمعاناة للمدنيين لكي يكون ذلك عامل ردع.

وأكد المركز أن قطاع غزة هو من المناطق الأعلى كثافة سكانية في العالم، لذا فإن من شأن استهداف المنازل أن يؤدي إلى أضرار جانبية تلحق بالأشخاص والممتلكات المجاورة. وأن إسرائيل استأنفت سياسة هدم المنازل كإجراء عقابي في الضفة الغربية. ويبدو بأن هنالك مواصلة لعقيدة الضحية، التي يتم بموجبها التسبب عمداً بمعاناة للمدنيين لكي يكون ذلك عامل ردع. وتم استخدام هذه العقيدة في حرب لبنان في عام 2006، واستمر استخدامها خلال 'عملية الرصاص المصبوب' في قطاع غزة (2008-2009).

كذلك كان الرأي القانوني لمركز الميزان لحقوق الإنسان، الذي جدد استنكاره الشديد لاستمرار وتصاعد هذه الجرائم البشعة، وحذر المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته لأن الكلفة البشرية ستكون كبيرة جداً وغير مسبوقة بالنظر لتكثيف قوات الاحتلال هجماتها التي تركز على استهداف المدنيين والمنازل السكنية.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، قال: إن قطاع غزة يستهدف بقوة نارية إسرائيلية غير مسبوقة منذ بدأ الصراع العربي الإسرائيلي. وإن القوات الإسرائيلية مع استمرار هجومها، تصعد من استهدافها المدنيين من النساء والأطفال تحديدا، وتواصل قصف المنازل بوتيرة عالية.

وأضاف المرصد، أن ما ترتكبه القوات الإسرائيلية يرقى إلى مستوى جرائم الحرب لاسيما استخدامها القوة المميتة والاستهداف المنظم للمدنيين وممتلكاتهم وتعمد قصف المنازل السكنية والممتلكات العامة والخاصة.

من جانبهما، قالت الشبكة الأوروبية-المتوسطية لحقوق الإنسان، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك لهما: إنه من غير المقبول الاستهداف المتزايد للمدنيين والأهداف المدنية في العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، المسماة 'الجرف الصامد'. حيث تعمدت إسرائيل استهداف منازل ومرافق مدنية ما يعد خرقا للقانون الإنساني الدولي، وعرّض سكان البيوت المدنيين لخطر وأذى غير ضروريين.

 ودعت المنظمتان الاتحاد الأوروبي ودوله إلى التنديد الفوري والواضح بالاستهداف العشوائي للمدنيين والأهداف المدنية، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن؛ ومطالبة إسرائيل بضمان المحاسبة على جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك إجراء تحقيقات تلبي المعايير الدولية، ومقاضاة المسؤولين عن الانتهاكات، وضمان وصول الفلسطينيين إلى المحاكم، وحصول الضحايا على تعويض مقابل الأضرار التي أصابتهم.

وطالبت المنظمتان، بدعوة إسرائيل إلى الالتزام بواجباتها بصفتها قوة محتلة، بما في ذلك الحفاظ على النظام العام وضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ــ

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024