أنس قنديل.. رحل قبل أن ينام
زكريا المدهون
رحل الفتى أنس قنديل (17 عاماً) قبل أن يتمكن من النوم الذي جافاه لأيام خوفا من قصف الطائرات الاسرائيلية لمنزل أحد جيرانه في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.
وآخر ما كتبه أنس الذي استشهد فجر اليوم السبت على حسابه الشخصي على صفحة التواصل الاجتماعي 'فيس بوك': 'يا ربي ارحمني إلي من مبارح ما نمت... خلصونا اقصفوا الدار.'
وعلق أنس على صفحته كذلك: 'معيشينا بحالة نفسية صعبة'.
وتداول نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعية بكثرة ما كتبه أنس الذي رحل برفقة والده وثلاثة آخرين من الجيران.
بيت الجيران لم يقصف كما تمنى أنس كي يستطيع النوم كبقية شعوب العالم بأمن ودون خوف، لكن الذي قصف مجموعة من المواطنين كانوا يجلسون بساحة واسعة قرب مسجد هربا من حرارة الصيف في المخيم المكتظ بالسكان.
وقال أحد أصدقاء أنس:'كان أنس منذ عدة أيام كباقي سكان قطاع غزة لا يستطيع النوم، فما بالك اذا كان قربا منك منزل مهدد بالقصف.'
وأضاف،' كنا نتوقع قصف أحد المنازل في منطقتنا بعد تهديد أصحابه بأية لحظة، ما جعل سكان الحارة في حالة استنفار وترقب دائمين.'
وتابع صديق أنس:' الشهداء الستة كانوا يجلسون في ساحة مسجد الشهيد أنور عزيز وفجأة باغتهم صاروخي اسرائيلي قضى عليهم جميعا.'
ولم تسلم الجمعيات التي تعنى بالمعاقين هي الأخرى من القصف الاسرائيلي، بعدما طالت الصواريخ فجر اليوم، مقر جمعية مبرة فلسطين للمعاقين شمال القطاع، ما أدى الى استشهاد نزيلتين.
وخرجت قوات الاحتلال من عقالها عندما قصفت تجمعا للمواطنين في حي الشيخ رضوان جنوب مدينة غزة أدى الى استشهاد ستة منهم.
وفي هذا الصدد، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان 'إن قوات الاحتلال كثفت من استهدافها للجمعيات والمؤسسات المدنية والمتنزهات العامة، وبعض المساجد، غير آبهة بالمدنيين المتواجدين فيها أو في محيطها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد امرأ تين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن مقتل خمسة مدنيين كانوا في ساحة احد المساجد.'
وأضاف المركز في تقرير له، 'إن تلك القوات واصلت دك المنازل ولكن هذه المرة بغطاء قانوني.'
وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في ظل استمرار التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتهديد بتوسيع تلك العمليات وما يرافقها من إجراءات حصار خانق يمس بكل مناحي الحياة للمدنيين الفلسطينيين.
ودعا المركز الحقوقي، المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، مجددا فينفس الوقت مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.
ودعا المركز كذلك، إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها.