'حرب غزة' تستعر على مواقع التواصل الاجتماعي
- أسيل الأخرس
بلغات عدة خرج المئات من المواطنين في شتى بقاع الأرض عن صمتهم منددين بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي أشعل حربا من نوع آخر تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي وأهمها 'تويتر'، والهاشتاغ الخاص بغزة تحت العدوان (#gazaunderattack).
أكثر من 120 تغريدة على تويتر في الدقيقة الواحدة لا تمكنك من قراءة ما حملته سطور التغريدات التي ملأت الهاشتاغ الخاص بغزة، لكنها بالتأكيد تريك حجم التضامن والألم الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ما كان لإسرائيل أن تترك هذا الحراك يأخذ مجراه الطبيعي بالتعاطف مع ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم السادس على قطاع غزة، وراح ضحيته المئات بين قتيل وجريح، فأطلقت هاشتاغ بعنوان إسرائيل تحت العدوان (#isrealunderattack).
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية فايز عباس إن إسرائيل وبعد فشلها في تجيير آراء المجتمع الدولي لصالحها، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في الحربين الأخيرتين على قطاع غزة 2008 و2012، قررت خلال هذا العدوان إعداد خطة إعلامية وتجنييد المئات من الخبراء والإعلاميين بكافة لغات العالم لإدارة الساحة الإعلامية الإسرائيلية.
وأضاف: قدرت إسرائيل بعد التجربة حجم وأهمية تكنولوجيا المعلومات، ما دفعها لإطلاق وحدة 'السايبر' في الجيش والشرطة ووزارة الخارجية الإسرائيلية، واستغلت عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوبي تل أبيب، وأطلقت الهاشتاغ 'إسرائيل تحت العدوان'.
تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، أعطت للجمهور العربي والغربي فرصة لإظهار تضامنه مع الشعب الفلسطيني على الهاشتاغ (#gazaunderattack).
وأظهر التقدم التكنولوجي وإمكانية استخدام وسائط التواصل قدرة المتضامنين على التعبير بعبارات ارتجالية غير منمقة، يصفون من خلالها الصور التي تتناقلها وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي حول ما يجري من مجازر بحق أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة.
واعتبر المتخصص في شؤون الاتصالات والمعلوماتية والإعلام الاجتماعي صبري صيدم أن الساحة الإعلامية في فلسطين، تشهد نشاطا غير مسبوق، خاصة في ظل تعدد الوسائط والقدرة على استخدام النص والصورة والفيلم التسجيلي، لنقل ما يدور في غزة إلى العالم أولا بأول.
وأضاف: إن وسائط الإعلام الاجتماعي ساهمت في خلق حالة 'توازن الرعب'، وجعل إسرائيل حائرة رغم قدرتها المالية والعسكرية بسبب كثافة ضغط الإعلام الاجتماعي الذي يتجاوز حدود فلسطين، إلا أن هذا لم يثنها عن قتل الأطفال والنساء في القطاع.
وأشار صيدم إلى أن الهاشتاغ الخاص بفلسطين يعتبر منصة متميزة تفاعلية حرة تتجاوز أنواع الرقابة، وتستخدم لنقل الخبر والصورة باللغة العامية أو العربية المختلطة دون تدقيق أو تحرير ودون الاهتمام بجودة الصوت والصورة في التسجيلات.
وحذر من استخدام بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مفردات وعبارات تجعل من الشعب الفلسطيني ومقاومته ترسانة عسكرية تحاكي الترسانة العسكرية الإسرائيلية، داعيا إلى ضرورة توخي الدقة والأمانة وعدم تهويل الأخبار لتحقيق الاستفادة المثلى من منصات الإعلام الاجتماعي.