وكأن زلزالا ضرب المنطقة.. رائحة الموت والبارود تنبعث من منزل عائلة البطش
زكريا المدهون
تحاول آلية ثقيلة بصعوبة رفع كتل وأعمدة خرسانية كبيرة في محاولة للعثور على جثث شهداء تحت أنقاض منزل عائلة البطش الذي سوته مقاتلة حربية فجر اليوم الأحد بالأرض ما أدى الى استشهاد ثمانية عشر مواطنا واصابة أكثر من أربعين آخرين.
في منطقة الشعف شرق حي الشجاعية، يجتهد رجال الدفاع المدني ومتطوعون في البحث بين الأنقاض علهم يجدون جثة لأحد الشهداء بعدما فقدوا الأمل بوجود أحياء.
المشهد في المنطقة المنكوبة بدا مختلفا تماما، وكأن زلزالا ضرب المنطقة كما يصف شهود عيان من سكان الحي ما حصل.
عمارة سكنية مكونة من عدة طبقات أصبحت في لحظة أثرا بعد عين، منازل مجاورة نالها هي الأخرى نصيبا من الدمار والخراب.
سحب الغبار تملأ المكان مع كل ضربة تقوم بها آليات ثقيلة ترفع الأنقاض لوضعها في شاحنات كبيرة.
وما زاد من أعداد الشهداء والمصابين هو تزامن القصف مع خروج المصلين من مسجد مجاور بعد انتهائهم من أداء صلاة التراويح.
'أعتقدنا في البداية أن زلزالا ضرب المنطقة'، قال سامي البطش أحد أقرباء العائلة المستهدفة.
وأضاف وهو يحبس دموعه بصعوبة،'اهتزت المنطقة وأعتقد أن بيتي سقط على رأسي وأخذ كل من في البيت بالصراخ.'
وتابع البطش الذي يبعد بيته مئات الأمتار عن المكان المستهدف،'خرج الجيران بعد ذلك من منازلهم للنجاة بأرواحهم... وحينها عرفوا أن قنابل الطائرات هي التي زلزلت منطقتهم.'
وأكد، على أن رائحة الموت انتشرت بالمكان... وكدنا نختنق من كثافة الغبار المنبعث من المنطقة.
وأضاف، 'كانت الفاجعة وهول الموقف مما شاهدته... العمارة سويت بالأرض واخذ المواطنون والمسعفوفون بانتشال الجثث المتفحمة والمقطعة للأطفال والنساء والشيوخ.'
'صراخ وعويل وتكبير وبكاء من شدة المجزرة وقساوة المشهد'، قال البطش، مؤكدا أنه لم ير طوال حياته بشاعة مثل ما شاهده اليوم.
بدوره، أكد أبو حماده عبده من سكان منطقة الشعف التي استهدفها القصف، أن الانفجار كان قويا جدا هزّ الحي بأكمله.
وأضاف، 'زجاج نوافذ المنازل التي تبعد عن المكان المستهدف مئات الأمتار تحطم وتطاير فما بالك بالمنازل الملاصقة والقريبة.
وتابع، النيران اشتعلت في المكان والحجارة تطايرت الى مئات الأمتار وساد المنطقة حالة من الرعب والخوف لحظة سماع الانفجار.
المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ومقره مدينة غزة أكد أن ما أن قصف منزل عائلة البطش هو ' جريمة بشعة تضاف إلى سجل الجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال خلال هذا العدوان.'
وشدد المركز على أنه تم قصف منزل سكني يعود بدون سابق انذار، وأثناء خروج المصلين من مسجد قريب من المنزل، بعد تأدية صلاة العشاء، الأمر الذي أوقع 18 شهيدا من نفس العائلة، فضلاً عن مقتل جنين في بطن امه، وعشرات الجرحى.
وأعلن وزير الاشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أن عدد البيوت المدمرة كلياً بلغ 292 منزلاً، و283 أصبحت غير صالحة للسكن، وآلاف المنازل تضررت بشكل جزئي.