طولكرم تستقبل تفوق أبنائها بفرحة منقوصة
هدى حبايب
رغم حصول محافظة طولكرم على خمسة مراكز متقدمة في لوحة شرف أوائل الثانوية العامة على مستوى الوطن، إلا أن مظاهر الفرح كانت شبه غائبة هذا العام، بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلنا في قطاع غزة.
ووصف عدد من الطلبة المتفوقين فرحتهم بالنتائج بأنها منقوصة، إذ تزامنت مع سقوط المزيد من الشهداء على أرض غزة ومنهم طلبة التوجيهي والأطفال، ما حدا بالكثيرين إلى إخفاء مشاعر فرح التفوق والنجاح.
وانهمرت دموع الفرح من عيون والدي الطالب منصور غانم لحظة سماعهما نتيجة ابنهما الذي حصل على معدل 99.4% بترتيب الخامس مكرر على مستوى الوطن في الفرع العلمي، والثاني على مستوى محافظة طولكرم.
نتيجة منصور كانت متوقعة لدى ذويه كونه من المتفوقين والمجتهدين منذ صغره، فهو يدرس في مدرسة ذكور الفاضلية الثانوية، ووضع نصب عينيه التفوق في دراسته، لأنها السلاح الذي يتمسك به شعبه من أجل التحرر والاستقلال.
وقال منصور: رغم فرحتي بالنتيجة إلا أنها تبقى منقوصة بسبب سقوط مئات الشهداء والجرحى في غزة، ومنهم طلبة التوجيهي الذين كانوا ينتظرون هذه الشهادة فنالوا أعلاها وهي الاستشهاد.
واعتبر أن حصوله على هذا المعدل توفيق من الله تعالى أولا، والجد والاجتهاد بمساندة الأهل ثانيا، واصفاً فترة التوجيهي بأنها من أجمل اللحظات في الحياة، فهي حصيلة تعب 12 عاماً، رغم أن أصعب لحظة فيها هو أول امتحان.
ويطمح منصور إلى دراسة الطب البشري، خاصة وأن والده طبيب يعمل في مستشفى الشهيد ثابت ثابت، ويريد أن يكمل هذا الطريق.
وأهدى منصور تفوقه إلى أبناء شعبه ولأهله ومدرسته، مهنئاً زملاءه بهذا النجاح، ومؤكدا أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف.
وتوقعت الطالبة مرح محمد أسعد، التي حصلت على الترتيب الثاني على مستوى الوطن بمعدل 99% في الفرع التجاري، حصولها على هذه النتيجة، فهي الأولى في مدرستها، وكانت من المتفوقات دائماً منذ صغرها، كما أن شقيقها طارق كان قد حصل على المرتبة الأولى في الفرع الصناعي على مستوى الوطن عام 2009.
وقالت إن تشجيع الأهل له دور كبير في التفوق، إضافة إلى الدراسة بجد واجتهاد، مثمنة جهود والدتها التي وقفت معها منذ البداية وكانت إلى جانبها في الدراسة ليلاً ونهاراً.
وطموح مرح هو دراسة اللغات في الجامعة العربية الأمريكية، في الوقت الذي أهدت فيه تفوقها إلى والدتها أولا، ووالدها ومدرستها.
أما الطالبة ماسة فواز السرغلي فكانت تطمح في الحصول على معدل أعلى رغم أنها حصلت على معدل 99.1% بالمرتبة السابعة مكرر على مستوى المحافظة في الفرع العلمي، فلم تجد إلا أن تحمد الله تعالى أولاً وأخيراً، بأن حصدت أعلى الدرجات والنتائج.
وأعربت عن حزنها العميق جراء العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا في غزة، والذي جعل الفرحة منقوصة، وغابت بسببه كل مظاهر الفرح الحقيقي، داعية الله تعالى أن يفرج عليهم ويرحم شهداءهم ويشفي جرحاهم.
وأوضحت أن ذويها لعبوا دوراً كبيراً في توفير كافة الأجواء المناسبة للدراسة والاجتهاد، بما في ذلك صديقاتها اللواتي وقفن إلى جانبها لحظة بلحظة.
ووضعت ماسة أمامها خيارين للدراسة الجامعية: الطب أو الصيدلة، في الوقت الذي يرى والداها اللذان يحملان شهادة الصيدلة أهمية دراسة الصيدلة لتكمل مسيرة العائلة في هذا المجال، لكنهما في ذات الوقت تركا الخيار لابنتهما لتحديد طريقها الدراسي بنفسها.