دخان الحرب لم يمكنا من رؤية فرحة 'التوجيهي'
أسيل الأخرس
ثمانية عشر عاما من الأحلام في انتظار الفرح، تلاشت جراء الغصة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
طائرات الاحتلال التي خلفت أكثر من 194 شهيدا، و1500 جريح بددت آمال أكثر من 50839 طالبا من الناجحين في فلسطين، وتركت في قلوبهم غصة لا يمكن مداواتها حتى بالرغم من تحقيق حلم بعضهم وحصولهم على أعلى الدرجات.
كل شيء في فلسطين مختلف، الفرح والحزن مختلطان كما تختلط الألوان في لوحة الفنان.
نجاح بلا مهنئين، هذا هو حال الطالب أحمد أبو كميل من سكان حي الدرج في مدينة غزة، والحاصل على 89.2% في الفرع الأدبي، فبالرغم من معدله الذي يمكنه من تحقيق حلمه في دراسة التجارة- لغة إنجليزية، إلا أن باب منزله لم يدق ولم يستقبل ذووه المهنئين، بل ولم يذهب أحمد إلى مدرسته لمعرفة نتيجته، فكانت دبي أقرب لأحمد من باب مدرسته حيث علم بنتيجته من خلال زوج عمته المقيم في دبي بسبب تعذر وصوله للمواقع الإلكترونية، جراء انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع.
ويقول أبو كميل، لا أحد في القطاع يشعر بالنتائج، فشوارع قطاع غزة الخاوية تنتظر ما تحمله الساعات المقبلة من قرار التهدئة، ولا ترنو إلى نتيجة الثانوية العامة، ولا يوجد أي معالم للفرح، بل إن جل تفكير الغزيين هو في انتهاء الحرب دون وقوع المزيد من الضحايا.
وفي الضفة الفرحة منقوصة والغصة موجودة، الطالب مجد أبو الرب من جنين والحاصل على 98.7 في الفرع العلمي، والذي تلقى نتيجته عبر الهاتف الخليوي يقول إنه وعائلته لن يحتفلوا 'مظاهر البهجة ستكون 'على الضيق' 'وعلى الضيق كلمة رددها الفلسطينيون خلال سنوات الانتفاضة الأولى والثانية لوصف عدم قدرتهم على إعلان مظاهر البهجة بسبب الأحداث الدائرة.
وأضاف 'إعلان النتيجة هام لنتمكن من التسجيل في الجامعات، لكن فرحتنا خجولة فما يحدث في غزة كثير ولا يستطيع أحد تحمله، ولا نستطيع الفرح ونحن نعرف أن زملاءنا من الناجحين في القطاع لن يتمكنوا من الفرح بنجاحهم والإحساس بثمرة تعبهم خلال عام من العمل والدراسة'.
ويرى وكيل مساعد الشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم جهاد زكارنة 'أن نتائج التوجيهي مسيرة حياة وليست احتفالا، لافتا إلى أن تأجيل إعلان النتائج ليوم أو يومين أو حتى شهر لن ينسينا دماء شهدائنا، وأن إعلان النتائج جاء لعدم تضييع الفرصة على الطلبة الراغبين بالدراسة في الدول العربية والأجنبية التي ينتهي تقديم الطلبات فيها في العشرين من الشهر الحالي'.