الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري  

34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري

الآن

خان يونس: ليلة الرحيل والموت في القرارة

محمد الأسطل- لا يمكن وصف ما حدث مع المواطنين الذين فروا تحت القصف الجوي والمدفعي الاسرائيلي المكثف في بلدة القرارة شمال خان يونس، إلا بليلة موت كانت يلاحقهم منذ لحظة فرارهم من منازلهم وحتى وصلوا مناطق أكثر أمناً، قبل ان يستقروا في مدراس وكالة الغوث على بعد نحو 7 كيلو متر قطعوها مشياً على الاقدام والموت يطاردهم في كل خطوة.

وبالكاد استطاع المواطنون الذين التقتهم القدس دوت كوم اثناء فرارهم تحت القصف في ساعة مبكرة من فجر الجمعة، الحديث عما حدث معهم خلال ساعات الليل، التي وصوفها بـ"القاسية والصعبة والتي تذكرهم بما قرأوه وسمعوا عنه إبان نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948".

وتوغل جيش الاحتلال ليلة الخميس الجمعة في المناطق الحدودية بمنطقة القرارة ومحيطها، تحت وابل من القصف الجوي والمدفعي الذي وصفه السكان بأنه "الأعنف منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل احد عشر يوما".

وأوضح الحاج موسى أبو فياض (73 عاماً) أنه فر مع زوجته وأبناءه وأحفاده بعد منتصف الليل، وقد تعرضوا للموت أكثر من مرة، إذ كانت القذائف المدفعية تنهال على جانبي الطريق التي سلكوها وعشرات العائلات التي تسكن نفس المنطقة، لافتاً إلى أن الجميع كان يقرأ الشهادتين في كل لحظة، لتظل كلماتهم الأخيرة قبل الشهادة المنتظرة حسب وصفه.

وقال: "تركنا خلفنا كل شيء، والله لم نحمل بطاقتنا الشخصية ولا مقتنياتنا أو أموالنا.. كلها تركناها هناك، أملاً في الحفاظ على أرواح أبنائي وأحفادي".

وأضاف: "لا يمكن وصف ما شاهدناه، منذ أيام ونحن تحت القصف المدفعي، استبشرنا خيراً بالتهدئة ثم تهدئة الساعات الخمس، لكن يبدو أن الاحتلال كان يخطط لشيء مختلف".

وأدى سقوط عدة قذائف مدفعية على منزل لعائلة فياض، إلى استشهاد ثلاثة من افراد العائلة وإصابة 4 آخرين، حيث لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى إلا في ساعات الصباح، رغم أن القصف كان بعد منتصف الليل بقليل.

واستشهد ستة فلسطينيين آخرين في المناطق الشرقية من محافظة خان يونس على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما واصلت قوات الاحتلال توغلها البري، ومضت في تهديد مئات العائلات بالرحيل القسري تحت القصف، وهو ما دفع هذه العائلات إلى الفرار والوصول إلى وسط خان يونس في عملية نزوح جماعية جديدة.

وتم صباح اليوم الجمعة انتشال تسعة شهداء قضوا في عمليات القصف التي استهدفت خانيونس ليلة الخميس الجمعة وهم:

حماد عبد الكريم حماد ابو لحية (23 عاما)، محمد عبد الفتاح رشاد فياض (26 عاما)، محمود محمد فياض (25 عاما)، بلال محمود رضوان (23 عاما)، منذر رضوان (22 عاما)، احمد فوزي رضوان (23 عاما)، محمود فوزي رضوان (24 عاما)، هاني اسعد عبد الكريم الشامي (35 عاما)، والشهيد محمد حمدان عبد الكريم الشامي (35 عاما).

وتتشابه حكايا الموت التي عايشها سكان المناطق الحدودية في تفاصيلها، وإن كانت تختلف في نتائجها، فالبعض نجا من الموت، والبعض الآخر خلف وراءه شهداء وجرحى من اقاربه واصدقائه وجيرانه، بينما يتواجد من نجوا وغادروا منازلهم في مراكز إيواء مؤقتة بمدارس "أونروا"، في أوضاع بائسة، من دون توفر أبسط مقومات الحياة.

وقالت سمية عبد الغفور(52 عاماً): "اعتقدنا أن التوغل الإسرائيلي سيتأخر، لكننا فوجئنا بالقصف ينهال على منزلنا والمنازل المجاورة بلا توقف، فوجهنا نداءات لإجلائنا من المكان، ولكن من دون جدوى".

وأضافت: "لم يعد أمامنا مفر من المجازفة بأرواحنا، فقررت أنا وزوجي وأبنائي الخروج، لعل المحاولة تنجح، أفضل من الموت بصمت تحت القصف، والحمد لله نجحنا في الخروج من المنطقة، لكنني لا أصدق نفسي حتى الآن".

وذكرت عبد الغفور وهي أمٌ لسبعة أبناء، أن القذائف والقصف الجوي كانت تنهمر في كل مكان تقريباً بالمناطق التي توغل فيها جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن منزلها والأراضي المجاورة تحولت إلى موقع لجيش الاحتلال.

وتساءلت: "كيف سيكون حالنا لو بقينا في نفس المكان؟ الحمد الله أننا بقينا على قيد الحياة، وربنا يعوضنا عما تركناه خلفنا".

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025