ساعات التهدئة .. قضاها الغزيون في دفن شهدائهم
نفوذ البكري - لأول مرة منذ الحرب على غزة تمكنت المواطنة سعاد زويدي التي تجاوزت عقدها السادس من الخروج من بيتها في بلدة بيت حانون والذهاب الى غزة لاستلام الحوالة المالية التي أرسلها لها أحد أقاربها. فيما أكدت المواطنة رحاب السالمي من سكان جباليا أنها لأول مرة تخرج من البيت بواسطة السيارة بعد أن فرضت على نفسها الاقامة الاحترازية والاكتفاء بالمشي على الأقدام.
تلك بعض النماذج التي التقطتها " الحياة الجديدة " بعد سريان التهدئة في محافظات غزة والتي أعطت فرصة للسكان لزيارة الأقارب وبيوت الشهداء وشراء الحاجيات الضرورية واستلام الحوالات المالية الخاصة بشهر رمضان الفضيل.
ومنذ ساعات الصباح وقبل موعد السريان الفعلي للتهدئة الانسانية اصطف العشرات من المواطنين أمام البنوك لاستلام الرواتب والحوالات فيما تسابق التجار للتواجد في الأسواق وتجهيز بضائعهم الا أن الغالبية من السكان كانت في حالة من الانشغال لتوديع الشهداء وزيارة البيوت المدمرة سيما وأن طائرات الاحتلال كثفت فجر أمس من هجماتها الصاروخية تجاه البيوت السكنية والأراضي الزراعية وسط آمال وتوقعات باستمرار التهدئة الحقيقية التي تلبي حقوق شعبنا الشرعية والانسانية.
وفي هذا السياق قال المواطن اسحاق أبو زعنونة أن التهدئة الانسانية فرصة للتخفيف من معاناة الناس والتزود بالمتطلبات الأساسية واستلام الرواتب والحوالات المالية مؤكدا أنه في أيام الحرب كان يسير على الأقدام لمسافة تزيد على الكيلو متر لكي يتمكن من تلبية الاحتياجات العائلية معربا عن أمله أن يتم التوصل للتهدئة التي تحفظ الحقوق والكرامة الفلسطينية.
وأكدت المواطنة اعتدال أبو سمهدانة من سكان تل الهوا بغزة أنها لأول مرة منذ بداية العدوان تتمكن من الخروج من بيتها والبحث في دولابها عن الملابس التي تنوي ارتداءها مشيرة لـ "الحياة الجديدة " أنها لم تر خلال فترة الحرب سوى الجيران في الطابق الأعلى وتأمل أن تتوحد كافة الجهود وتحقيق التهدئة بما يتناسب مع تضحيات شعبنا وعذاباته واجبار اسرائيل على تلبية الحقوق الفلسطينية.
من جانبها انتظرت المواطنة أماني الهبيل في الثلاثينdات من العمر ومن سكان مخيم الشاطئ بدء سريان التهدئة للخروج من البيت لاستلام المساعدة المالية التي تمكنها من تلبية حاجيات أطفالها الأربعة خاصة أصغرهم يوسف ذو الثلاث سنوات والذي كان يشعر بالخوف ويقوم بالصراخ فور سماع دوي الانفجارات وستحاول شراء بعض الألعاب لكي تخفف من معاناته.
وقالت المواطنة أم محمد أهل ذات العقد الخامس ومن سكان حي الرمال أنها كانت تخرج لعدة دقائق وحدها خلال فترة العدوان رغم أن لديها خمسة أبناء أكبرهم في الجامعة ولكن كانت تشعر بالخوف عليهم ولكن بالأمس تمكنت من التجوال بحرية لشراء الحاجيات الضرورية موضحة أنه في حال التوصل للتهدئة الدائمة فانه بالامكان القيام بالافطارات الرمضانية سيما وانه في فترة الحرب لا أحد لا يريد المخاطرة للخروج من بيته معربة عن أملها أن تتحقق التهدئة وايجاد الحلول لكافة الأزمات العالقة.
وفور سريان التهدئة الانسانية خرج سكان غزة من بيوتهم وازدحمت الطرقات والشوارع بالسيارات وعربات الكارو للتزود بالمواد الأساسية فيما كانت أسواق بيع الخضار هي الأكثر ازدحاما خاصة بعد صرف رواتب موظفي السلطة الوطنية واستلام الحوالات المالية.