فصول من المأساة .. عشرات الأسر في غرف مدرسية وطبيب يعالج ابنيه من الشظايا
بيت لاهيا - رويترز - في مدرسة بشمال غزة يتصبب أفراد عشرات الأسر عرقا في الفصول الضيقة. يبكي الرضع بينما يرسم الأطفال القلقون على السبورات ويشعر أولياء الأمور بالامتنان لسلامتهم النسبية.
إنهم ضمن أكثر من 50 ألف مدني تؤويهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في غزة بعد فرارهم من القصف العنيف وسط هجوم بري إسرائيلي على المناطق الحدودية من القطاع.
وتحذر (الأونروا) الآن من تراجع تمويلها ومؤنها الى مستوى خطير.
وتقول إنه بدءا من اليوم الأحد لن تتمكن من توفير ما يكفي لمواجهة تدفق النازحين ووجهت مناشدة عاجلة لجمع 60 مليون دولار.
وقال المتحدث باسم (الأونروا) كريس جانيس لرويترز "عدد الفارين ما زال في ازدياد لا محالة وزاد الى اكثر من المثلين في الساعات الست والثلاثين الماضية".
وقال كريم رمضان (45 عاما) وهو أب عاطل عن العمل لثلاثة ابناء "غادرت انا وأسرتي المنزل وليس معنا شيء سوى ملابسنا التي كنا نرتديها في الثانية صباحا.
لم تكن هناك سيارة لتقلنا فسرنا في الظلام الدامس ووصلنا هنا الحمد لله". وأضاف "ربما نعود لنجد منزلنا قد دمر لكننا على الأقل أحياء.
وأصيب نحو 2200 مواطن منذ بدء العدوان. في مواجهة هذا يعمل الأطباء في نوبات من 24 ساعة مرة كل يومين أما المستشفيات التي تعتمد على مولدات الكهرباء في القطاع الذي يعاني نقصا حادا في الطاقة فقد قلصت بشدة العلاج للمرضى الذين يترددون عليها بصفة دورية.
ولا يجفل العاملون بمستشفى كمال عدوان عند سقوط قذائف المدفعية على مقربة منهم فقد أصبح القتال مسألة معهودة في القطاع البالغ عدد سكانه 1.8 مليون نسمة لكنهم ما زالوا يواجهون مفاجآت في بعض الأحيان.
كان الطبيب توفيق احمد في نوبة عمل حين نقلت ابنته (19 عاما) وابنه (خمسة أعوام) الى المستشفى بعد سقوط قذيفة إسرائيلية على منزله لتتناثر الشظايا في جسديهما دون أن تلحق بهما إصابات خطيرة. وقال احمد "حين تركتهما كانا جالسين في غرفة المعيشة ثم جاءا الى هنا وفي هذه الحالة.
كانت صدمة كبيرة".
في مكان آخر بالمستشفى يقول الشرطي رشاد (25 عاما) الذي يعمل هناك إن الإصابات الخطيرة والجثث التي تتوافد على المستشفى لم تعد تؤثر فيه كثيرا.
وأضاف "لكنني أتأثر حين أهرع مع سيارات الاسعاف وأرى منازل الناس العاديين في حالة فوضى ودمار... يجعلني هذا أفكر أننا جميعا ضحايا في هذه الحروب".
وفي حين يعمل الأطباء ويحاول رجال الأمن حراستهم يسكب موظفون آخرون الماء والصابون على الرصيف امام قسم الطوارئ على أمل إزالة بقع الدماء التي تساقطت من أجساد الضحايا من منطقة بيت لاهيا قرب الحدود الشمالية.