ناجون يروون تفاصيل مجزرة الشجاعية
أكرم اللوح- افترش الآلاف من المواطنين الناجين من مجزرة حي الشجاعية ساحات وأرضيات مستشفى الشفاء بمدينة غزة , بعد فرارهم من القصف الإسرائيلي العشوائي الذي استهدف الحي وراح ضحيته أكثر من 70 شهيدا و300 جريح معظمهم من الأطفال والنساء.
وأكد الناجون في شهادات حية للـ"الحياة الجديدة" أنهم نجوا بأعجوبة من المجزرة الإسرائيلية التي وصفوها بأنها أسوأ من مجزرة صبرا وشاتيلا مشيرين إلى أن عائلات بأكملها قد أبيدت في حي الشجاعية وكانت القذائف تنهال على المنازل دون رحمة ولا استثناء.
المواطن أبو محمد يقول:" لقد اشتد القصف الإسرائيلي بعد صلاة المغرب واستمر حتى طلوع الفجر فلم نكن نستطيع الخروج حتى تمكنت وبصحبة أسرتي من النجاة بصعوبة مع أول بزوغ للفجر " مؤكدا أنه خلال خروجه من الحي شاهد العشرات من الشهداء الأطفال والنساء ملقون على جنبات الشوارع وبعضهم جرحى كان ينزف ويستغيث بسيارات الإسعاف التي لم تتمكن من الوصول بسبب كثافة القصف".
مواطن آخر افترش ساحات الشفاء قال: "ان الاحتلال استهدف المدنيين وأي شخص كان ينظر من شباك منزله يتم قصفه وتصفيته مؤكدا أن عائلات كثيرة في الحي سقط أفرادها شهداء مثل عائلة مشهراوي وسكافي وعياد إضافة إلى عائلات انهارت عليهم جدران المنازل بسبب القصف العنيف".
سالم العايدي كان يحتضن أربعة من أطفاله ويجلس على مدخل المبنى الرئيس لمستشفى الشفاء وحوله العشرات من العائلات والشبان الذين فروا من القصف لحي الشجاعية يقول: "القصف كان كالمطر والشظايا كانت تصيب كل شيء حتى الأطفال وكنا نصرخ حتى تمكنت من انقاذ أطفالي مشيا بجانب البيوت حتى سرنا على بعض الجثث التي كانت ملقاة في الشوارع " مضيفا:" حتى تمكنا من الخروج في احدى سيارات الدفاع المدني التي وصلت مع طلوع الفجر وكما ترى نتواجد الآن في مستشفى الشفاء لأن مدارس الوكالة مليئة بالمواطنين الذين فروا من منازلهم ولا يوجد متسع لعائلاتنا".
المسن سمير انشاصي يقول:" القذائف كانت تنهال علينا من كل صوب وحدب ولم أستطيع الخروج إلا بهذه الملابس ونساؤنا خرجن بملابس الصلاة حتى أني لم انتعل حذائي من الخوف وروع المشهد وهربنا من الحي بأرواحنا فقط مؤكدا أن التهدئة التي تحدثت عنها إسرائيل هي كلام إعلامي لأن القصف لم يتوقف لدقيقة واحدة على المنازل ".
أحد المسعفين الذين عادوا من الحي وصف المشهد بالكارثي وأكد:" أن معظم الشهداء كانوا في وسط الحي وبدا كل شيء مدمرا وعشرات المنازل انهالت على أصحابها وكنا نجد صعوبة كبيرة في إنقاذهم من تحت الركام لنقص الامكانيات وعدم وجود معدات كافية" مضيفا:" منازل كثيرة اشتعلت فيها النيران وانتشلنا من أخرى عشرات الشهداء بينها سبعة من عائلة واحدة كانت تجتمع أسفل درج منزلها هربا من الموت".
وارتكبت إسرائيل فجر الأحد مجزرة بشعة راح ضحيتها أكثر من 70 شهيدا ومئات الجرحى معظمهم أطفال ونساء ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة إلى أكثر من 445 شهيدا وما يقارب الـ3000 جريح.